طيوب عربية

قوس الكمان

تغريدة الشعر العربي

الشاعرة المغربية لطيفة تقني
الشاعرة المغربية لطيفة تقني

الشاعرة المغربية لطيفة تقني:

فاتِحُ الْجَفْنِ تَغَشّاهُ الْأَلَمْ

وغَريبُ السُّهْدِ يَحْكيهِ الْقَلَمْ

زارَني الْهَمُّ لِيَبْني بَيْتَهُ

في شِغافِ الْقَلْبِ يَحْيا مِنْ نِعَمْ

ما ظَنَنْتُ الْحُلْمَ يَغْدو كِذْبَةً

وأَنا الْعَلْياءُ أََهْفو لِلْقِمَمْ

غايَتي سِلْمٌ بِأَرْضٍ قَدْ بَكَتْ

مِنْ سَوادِ الْحَرْبِ تَرْويها النِّقَمْ

سَكَنَ اللَّيْلُ فَزادَتْ أَدْمُعي

ما لِهَذا اللَّيْلِ يَسْقيني السَّقَمْ؟

(من قصيدة: فاتِحُ الْجَفْنِ)

…..

يظل الشعر أيقونة الأدب وصوت الحياة القوي يملأ الأفق تغريدا وتعبيرا وتصويرا في هالة الإيقاعات التي تعكس صدى المشاعر هكذا..

ومن خلال المغرب العربي نجد نساء مبدعات يحملنا رسالة الثقافة وأصواتهن في الواقع تترجم تجربة الإبداع الفني في تناغم ومشاركة فعالة في حمل لواء مجالات الحياة المختلفة بجانب الرجل في ثنائية المعادلة.

ونلمح في الساحة الأدبية الشاعرة المغربية ” لطيفة تقني ” تعزف متوالياتها الرائعة بكافة خصائص القصيدة العربية من منهل الأصالة.

ولِمَ لا فهي تكتب القصيدة العمودية في لغة رصينة تستخلص من واقع الحياة تجربتها في فلسفة جمالية واضحة التكوين والمعالم بمشاعر صادقة مؤثرة في زوايا الفن الجميل نتذوق خلاصة إنتاجها الشعري في بضعة دواوين حافلة بفيض عذب أثره يطل علينا حضوره في الساحة الأدبية.

* نشأتها:

وُلدت الشاعرة والكاتبة المغربية لطيفة تقني بمدينة بركان. تعمل أستاذة لغة عربية.

* صدر لها أربعة دواوين شعرية:

– ديوان (صدى الروح). – ديوان (لعبة الأيام).

 – ديوان (يعانقني الحنين).

– ديوان (قوس الكمان).

* مختارات من شعرها:

تقول شاعرتنا المغربية لطيفة تقني في قصيدته تحت عنوان (أَحْياءٌ لكنهم أموات):

تَحْتَ التُّرابِ حَياةٌ لِلَّذينَ قَضَوْا

وفَوْقَهُ كَمْ مِنَ الّأَشْخاصِ أَمْواتٌ

يَمْشونَ فَوْقَ الثَّرى والْكِبْرُ يَرْفَعُهُمْ

كَأَنَّهُمْ أَنْجُمٌ والنّاسُ ذَرّاتٌ

لا يُبْصِرونَ الْأَسى يَمْشي بِقُرْبِهِمُ

فَالْعَيْنُ مُغْلَقَةٌ يَقْتادُها الْقاتُ

تَحْتَ التُّرابِ عُقولٌ لَيْتَها بَقِيَتْ

كَيْ تُسْعِدَ النّاسَ فالْأَحْياءُ عِلّاتٌ

إِنَّ الَّذي خَلَقَ الْآفاقَ فَاتَّسَعَتْ

ما ضيق الصَّدْرَ فَالْإِحْساسُ

دَفْقاتُ

فَالْعَقْلُ يَرْفَعُ مَنْ لِلْخَيْرِ مَقْصِدُهُ

والْهَدْيُ مِنْ رَبِّنا… قَلْبٌ ودَقّاتٌ

يا ماشِيًا فَوْقَ ظَهْرِ الرَّمْسِ تَدْهَسُهُ

تَحْتَ الْمَداسِ قُلوبٌ فيها أَصْواتٌ

إنْ قُلْتَ لِلْمُنْتَشي كَيْفَ الْحَياةُ هُنا

قالَ الْحَياةُ مَواقيتٌ ولَذّاتٌ

إِنْ كانَ فيكُمْ جَمالُ الْمالِ يَفْتُنُكُمْ

هََيْهاتَ تُفْتَنُ أَخْلاقٌ وقاماتٌ

في الْأَرْضِ كَمْ مَعْدِنٍ صافٍ بِلا صَدَإٍ

أَمّا الْمَصانِعُ فيها التِّبْرُ آفاتٌ

*

ثم تنتقل بنا الشاعرة لطيفة تقني في قصيدة أخرى معنونة (كُنْ عِطْرَ وَرْدٍ أَنْتَ تَعْشَقُهُ) تنم عن مكاشفة ودعوة للتفاؤل بزرع الأمل في اتجاهات مختلفة كي تحصد خلاصة فكرها ووجدانها من خلف ضباب يعانق مخاض الشك الذي يقطع محطات الحياة ومن ثم تتنفس نسيم الورد وتقضي ما تبقى في نعيم الحب بعيدا عن سلبيات تقهر معادلة الخوف في مشوارها كالأسد فتسعد بالفوز في تلك الحياة:

كُنْ عِطْرَ وَرْدٍ أَنْتَ تَعْشَقُهُ

فَالْوَرْدُ يَفْنى وَيَبْقى الْعِطْرُ لِلْأَبَدِ

وَكُنْ جَميلًا بِأَفْضالٍ تُقَدِّمُها

لا بِالْمَساحيقِ تُخْفي مِثْلَبَ الْجَسَدِ

فَاللَّيْثُ يا صاحِ مَهْما كانَ مَنْظَرُهُ

سِحْرًا يَموتُ وَتَبْقى بَسْمَةُ الْأَسَدِ

غَرَسْتُ زَهْرًا فَصِرْتُ الصُّبْحَ أَرْقُبُهُ

وَأُغْدِقُ الْماءَ حَتَّى صارَ ذا عَمَدِ

فَالزَّهْرُ إِنْ كانَ دونَ الْعِطْرِ نَرْفُضهُ

كَالْمَرْءِ مِنْ غَيْرِ أَخْلاقٍ بِلا أَحَدِ

عَطِّرْ فُؤادَكَ بِالْأَخْلاقِ تَحْمِلُها

وَاتْرُكْ قُلوبًا تُصيبُ الْغَيْرَ بِالنَّكَدِ

دَعْ عَنْكَ غِلًّا وَأَحْقادًا بِها أٌلَمٌ

هِيَ الْحَياةُ جَمالٌ رَغْمَ سوءِ غَدِ

وَافْرَحْ وَعِشْ في نَعيمِ الْحُبِّ تَبْسُطُهُ

لا تَبْخَسِ النّاسَ حَقًّا قَلَّ مِنْ حَسَدِ

حَياتُنا مِثْلُ حَرْبٍ نَحْنُ بَيْدَقُها

وَالْجَيْشُ يَحْتاجُ كُلَّ الْعَوْنِ وَالْمَدَدِ

حَرْبٌ وَلَكِنْ بِنَشْرِ الْخَيْرِ في فِئَةٍ

تَهْوى شُرورًا وَتَنْسى قيمَةَ الْعَضُدِ

طيبُ الْحَياةِ بِنَفْسٍ كُلُّها أَمَلٌ

والْحُبُّ فيهِ الدَّواءُ الْعَذْبُ لِلْكَمَدِ

كَالرَّمْلِ يَنْسابُ عُمْرُ الْمَرْءِ مِنْ يَدِهِ

يا سَعْدَهُ مَنْ يَعيشُ الْعُمْرَ في رَغَدِ!

*

ونختم للشاعرة المغربية لطيفة تقني بهذه القصيدة (أَبْكَيْتَ الْوَرى) التي تحشد فيها مفردات الصمود في استجابة لحلمها المفقود بعد انقطاع حيث تلملم بقايا الصدى عزفا من جديد من أجل حياة ترسمها من وجع الكلمات فتقول فيها:

خُذْ رَصاصَ الْغَدْرِ واصْنَعْ خِنْجَرا

واحْمِ صَدْرَ الْخَوْفِ عَنْتِرْ أَكْثَرَا

وابْنِ مِنْ قِطْعاتِ نَفْسٍ كُُسِّرَتْ

قَلْبَ صَخْرٍ صامِدٍ لَنْ يُكْسَرَا

كَمْ مِنَ الْأَشْجارِ يَعْلو غُصْنُها

بَيْنَ شَقِّ الصَّخْرِ يَسْمو أَكْبَرَا

خُذْ مِنَ الْبَلّوطِ دَرْسًا نافِعًا

وصِلِ الزًُعْرورَ واذْكُرْ عَرْعَرَا

كلما زادت بَلايا أَوْقَدَتْ

شُعْلَةً مِنْ حَزْمِ صَبْرٍ أَقْفَرَا

إِنْ مَحا الْمَوْجُ بَقايا قَلْعَةٍ

جَدِّدِ التَّشْييدَ حِصْنًا أَقْدَرَا

وارْكَبِ الْبَحْرَ ولا تَخْشَ الرَّدى

قَدْ يَصيرُ الْمَوْجُ عُشْبًا أَخْضَرَا

حِكْمَةُ الدُّنْيا جِهادٌ دائِمٌ

والنَّجاحُ الْعَذْبُ يَغٰدو أَيْسَرَا

يا زَمانَ الْغَدْرِِ أَبْكَيْتَ الْوَرى

أَضْحَكَتْ كِذْباتُكَ الْمُسْتَبْشَرَا

كَمْ نَثَرْتَ الْوَرْدَ تَحْكي قِصَّةً

تَرْسُمُ الْأَشْواكَ تاجًا أَزْهَرَا

أَيْنَ ذاكَ الْوَرْدُ تَبْدو صامِتًا

ما رَأَيْتُ الدَّهْرَ غَيْمًا أَمْطَرَا

وفي النهاية نكون قد وصلنا بعد عرض الملامح الشعرية للرؤية الجمالية الفنية في شعر الشاعرة المغربية “لطيفة تقني ” حيث وظفت التراث بكل مفرداته ومعطياته في إطار الدلالة اللغوية في تجربتها التي تحلق بنا مع القصيدة الخيالية بمقاييسها الفنية لغة ومعنى وخيال ومشاعر تعكس مرايا الروح التي تغازل القيم الجمالية في واقعنا من منطلق الحداثة بمفاهيم تحشد التواجد في مقدمة هذه الأصداء دائما.

مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله.

مقالات ذات علاقة

أحلامُ الشاعرة آمال عوّاد رضوان ورديّة لكنّها مُنفعلة!

المشرف العام

البوكر تعلن قائمتها القصيرة .. وفلسطين تحظى بنصيب الأسد

المشرف العام

نملة ضائعة

اترك تعليق