سيرة حياة ومحطات نضالية خالدة من الذاكرة الوطنية
شكري السنكي
عثمان المكي البرّاني، المناضل ورسام الكاريكاتير وصاحب الأنامل الذهبية، المولود في مدينة بنغازي في 18 ديسمبر 1953م، والذى غادر دنيانا يوم الأحد الموافق 10 مارس 2024م عن عمر يناهز سبعين عاماً، على أثر أزمة قلبية حادة، لم تمهله طويلاً، بعد أن أفنى سنوات عمره في مقاومة الاستبداد ومدافعاً عن الثوابت الوطنية وحقوق المواطن الليبي والوقوف إِلى جانب المظلومين والمضطهدين وسجناء الرأي ودعاة الحرية.
يعتبر البرّاني صاحب أنامل ذهبية وبارعاً في مجال تخصصه في علوم الكمبيوتر.. ومن كبار المناضلين الليبيين الذين واجهوا الاستبداد، وتركوا بصمة نضالية، ومواقف وطنية مشرفة سنكشف عن بعضها في هذه الوقفة، وسيكشف التاريخ عن بعضها الآخر يوماً.
رحل عثمان البرّاني في مهجره في الولايات المتحدة الأمريكية، تاركاً خلفه إرثاً نضالياً ووطنياً عالياً كرّسه من أجل ليبيا وقضيتها العادلة خلال سيرة ومسيرة نضال الليبيين ضد حكم الاستبداد والكفاح من أجل دولة الحق والقانون وحقوق الإنسان.
عثمان البرّاني مثال للإنسان الوطني المرتبط بقضايا شعبه وقضايا التحرر من نير الاستبداد، وإذ نسجل في هذه الوقفة ملامح مهمة من مسيرة حياته الحافلة بالمواقف والتضحيات، على أثر سماعنا لخبر وفاته الذي ألمنا كثيراً، فإننا نستلھم من تجربته النضالية العريضة قيم محبة الوطن ونكران الذات والاستعداد الدائم للتضحية دفاعاً عن الوطن ومصالحه، وحمايته من الاستبداد الداخلي والأطماع الخارجية، ومن أي اعتداء لتحقيق أمنه واستقراره وازدهاره.
عثمان البرّاني.. سيرته ومسيرته النضالية
ولد عثمان البرّاني في مدينة بنغازي في 18 ديسمبر 1953م، وترعرع في عائلة بنغازية محبة للوطن، ودرس في مدارس بنغازي الابتدائية والإعدادية والثانوية. وانخرط في العمل النقابي مبكراً وقتما كان طالباً بالثانوية، حيث كان عضواً بالهيئة الإدارية لاتحاد طلبة مدرسة شهداء يناير الثانوية.
وبعد دخوله الجامعة، كلية الآداب بجامعة بنغازي، كان من ضمن نشطاء الطلبة والمهتمين بالشأن العام السياسي والثقافي. وتحرك في عامي 1975م و 1976م مدافعاً عن المطالب الطلابية المشروعة، وضد سياسات نظام القذّافي القمعية الاستبدادية. ووقف هو وزملاؤه في صيف 1975م في وجه ممارسات القذّافي القمعية وسياساته التخريبية، احتجاجاً على برنامج التدريب العسكري أثناء الفترة الدراسية، وعلى تدخلات السلطة في شؤونهم الطلابية وعملهم النقابي، والمطالبة باستقلالية الجامعة، وأن البحث العلمي لا رقابة عليـه، وحق الجماهير الطلابية في إقامة اتحاد ديمقراطي حقيقي مستقل يعبر عن إرادتهم الحقـة ويدافـع عن مصالحها.
خرج عثمان وزملاؤه الطلاب من مقر جامعة بنغازي بمنطقة قاريونس إِلى وسط مدينة بنغازي، ثم اتجهت المظاهرة الطلابية إِلى ضريح شيخ الشهداء عمر المختار، وألقـي في هذا المكان البيان وبعض الكلمات، أهمها كلمتا: عثمان المكي البرّاني، وبشير سعيد جربوع، ثم اتجه المتظاهرون إِلى مقر الجامعة القديم بشارع الاستقلال، المعروف بـ«قصـر المنار» الذي أعلن من شرفتـه الملك إدريس السنوسي استقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951م. وقام الطلبـة بعد وصولهم إِلى مقر الجامعة القديم بالاعتصام وقفل شارع الاستقلال، وهنا تدخلت قوَّات الحرس الجمهوري وطوقت المكان. وتمكنت من تفريق المتظاهرين بعد الاعتداء عليهم بالضرب وإطلاق الرصاص، واعتقلت أكثر من أربعين طالباً من جامعة بنغازي، كان من بينهم عثمان المكي البرّاني.
تعرض عثمان للاعتقال وحوكم محاكمـة عسكرية في الوقت الذي لا يجوز فيه محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، وبعد خروجـه من السجـن تمكن من الخروج من ليبيا إِلى الولايات الأمريكية فاستقر أولا في ولاية يوتا «Utah» التي واصل بها دراسته الجامعية بها ونال درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر التخصص الجديد نسبياً في ذلك الوقت، وكان ذلك في أواخر السبعينات.
كان عثمان متميزاً في دراسته وبارعاً في تخصصه، وتحصل بعد تخرجه مباشرة على وظيفـة مهمة في شركة «الرائـد» للكمبيوتر بولاية كاليفورنيا «California» التي تأسست بين عامي 1979م/ 1980م، وكان لعثمان الفضل – وفي ذلك الوقت المبكر – في إدخال الحرف العربي على جهاز الكمبيوتر، وقد صمم عدة برامج عربية لدول خليجية والمملكة السعودية على وجـه الخصـوص. واستقر في ولاية كاليفورنيا منذ ذلك التاريخ إِلى أن وافته المنية يوم الأحد الموافق 10 مارس 2024م.
لم تشغل عثمان الدراسة ثم العمل الوظيفي عن قضية بلاده، فظلت ليبيا ومعركتها مع الاستبداد حية في وجدانه وأهم أولوياته في ديار المهجر.
انضم أولاً إِلى مجموعة من الطلاب كان يؤمنون بالفكر الحركي القائم على العمل الملموس المؤثر الذي يضع أصحابه في كفة المبادرة ويضع الجهة المستهدفة «السلطة الحاكمة» في موضع رد الفعل. رأى هؤلاء الطلاب أن التنديد لا يجلب نفعاً والاستنكار لن يضع حداً للموت والعبث والدمار، فلابد أن تواجه السلطة الحاكمة بتحركات مؤثرة وتتلقى ضربةً موجعةً، بعد أن أمم معمّر القذّافي الأموال والأملاك، وصادر الحقوق والحريات، وأعدم الطلاب في الميادين العامة، وأعلن عن تصفية خصومه جسدياً في الداخل والخارج، وحوّل الوطن إِلى مزرعة خاصة به. وكان اعتقاد هؤلاء بأن المؤتمرات والمظاهرات والبيانات، لن تدفع القذّافي إِلى التوقف والنظر في مطالب الشعب، ولهذا خططوا في مطلع صيف 1981م لاقتحام مقر البعثة الليبية بالأمم المتحدة في مدينة نيويورك، لتلقين نظام القذّافي درساً مؤلماً وإحراجه أمام العالم، ولإزاحـة الخوف والتردد من نفوس الليبيين، ووضع العالم أمام حقيقة ما يجري في ليبيا ومطالبة كافة الدول التي تحكمها أنظمة شرعيه برفض التعامل مع نظامه، على اعتبار أنه نظام انقلابي غير شرعي لا يجوز القبول والاعتراف به أو التعامل مع مندوبيه وممثليه. اقتحم أربعون طالباً في الثلاثين من يوليو من العام 1981م، مقر بعثة الِقذّافي بالأمم المتحدة في نيويورك، واستولوا عليه بالكامل لمدة ساعات قبل أن تتدخل السلطات الأمريكية وتفض الاعتصام. وكان عثمان البرّاني من بين الطلبة الأربعين الذين اعتصموا بمقـر بعثة القذّافي بالأمـم المتحــدة في 30 يوليو 1981م، وأصدروا بياناً جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيـــم
بيان المعتصمين بمقـر بعثة الأمـم المتحــدة
بيان المعتصمين بمقـر بعثة العصابة القذّافيــة بالأمــم المتحــدة، بنيويـــورك
شعبنا المكافح في كل مكان…
في الساعة الحادية عشرة والثلث من صباح الخميس التاسع والعشرين من شهر رمضان من عام 1401 هجري، تمكنت فئة منّا من اقتحام واحتلال مقـر بعثة الملازم القذّافي في الأمم المتحدة، وقام شبابنا بطرد عملاء وموظفي العصابة القذّافية، ورفضوا الخروج طواعيـة والتعاون بأي شكل مع السلطات الأمريكية بالرَّغم من الوعود والتهديدات الكثيــرة.
ولأن الحكومة الأمريكية لا تريد أن تطول الفضيحة على مَنْ وضعته في سدة الحكم في 1 سبتمبر 1969م أصدرت الأمر إِلى قوَّات الطوارئ باقتحام المبنى، الذي أعتصمنا به، بقوة السلاح عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر من نفس اليوم، وواجه شبابنا قوة بلغ تعدادها حسب صحف نيويورك مئة رجل مسلّحين بالأسلحة الأتوماتيكية ومصحوبين بكلاب البوليس، وتحملّنا التهديد والوعيد وأقذر ما خرجت به لغة الشارع الأمريكية من الكلام القبيح، وكانت شجاعة وصبر وهدوء الطلبة الليبيين مثلاً سيحتذى به مع الأيام.
استمر الإرهاب الأمريكي لمدة أربعة وعشرين ساعةً بالتقريب، لمسنا خلالها شتى أنواع الوعود والوعيد، وكان هدف المخابرات الأمريكية الفيدرالية هو الحصول على هويّاتنا وبصمات أصابعنا، فاقتادونا مكبّلين بالسلاسل، محشورين حشراً في العربات البوليسية، وفي السجن تهددوننا ومنعوا عنّا الأكل حتى ساعة متأخرة من الليل وضيّقوا الأطواق على معاصمنا وأحضروا لنا من إدارة الهجرة والإقامـة مَنْ هددنا بالطرد السريع من الولايات المتحــدة. ومع هذا صمد طلبتنا ورفضوا الإدلاء بهوياتهم فيما عدا شخصين تطوعا بالمعلومات عن أنفسهم منذ البدايـة. وعند منتصف النهار من اليوم التالي قَبِل شبابنا بأغلبية الأصوات بعرض السلطات الأمريكية الأخير، وهو أن نعطي الأسماء وتواريخ الميلاد فقط للقاضي لكي تقفل القضيـة بغير حكـم بعد ستة أشهر.
إن الهدف الأوَّل من اقتحام وكـر المخابرات القذّافية في الأمم المتحــدة هو: إزاحـة الخوف والتردد من نفوس الليبيين، إن معظم إرهاب القذّافي ننفذه بأنفسنا عندما نخوف بعضنا البعض وعندما نخشى عواقب الوقوف مع الحق. والهدف الثاني الرئيسي هو أن نُرى العالم من موقع العصابة القذّافية نفسه أن حكم الملازم مرفوض في جميع أنحاء العالـم، وأنه لا ينبغي القبول بممثليه في الهيئات العالميـة وفي الدول التي تحكمها أنظمــة شرعيــة.
إننا نناشد أحرار ليبيا وأحرار العالــم أن يقفوا معنا، أن يتخذوا الموقف الأخلاقـي الوحيـد تجاه العصابة القذّافية وذلك برفضها ورفض التعامل معها أو ممثليها رفضاً تاماً لا تراجـع فيــه، وهذا أضعــف الإيمــان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلبة ليبيون معتصمون بمقـر بعثة العصابـة القذّافيــة بالأمـم المتحــدة بنيويـــورك
30 يوليو 1981م
وفي أواخر العام 1982م ومطلع العام 1983م، وقف عثمان البرّاني مع رفاقه الذين اقتحموا مكتب نظام القذّافي الخاص بالشؤؤن الطلابية في ماكلين «Mclean» بولاية فرجينيا، صباح يوم الأربعاء 22 ديسمبر 1982م، الذين تعرضوا للاعتقال والمحاكمة من قبل السلطات الامريكية. اقتحم عدد من رفاق عثمان الذين اعتصموا معه في صيف العام 1981م في مقر بعثة القذّافي بالأمــم المتحــدة بنيويـــورك، مكتب نظام القذّافي الخاص بالشؤؤن الطلابية في ماكلين «Mclean» بولاية فرجينيا، صباح يوم الأربعاء 22 ديسمبر 1982م، واستحوذوا عليه لمدة تسع ساعات، قبل أن تتدخل شرطة ماكلين، وتفض الاعتصام وتعرض الاثنى عشر طالباً الذين اقتحموا المكتب على المحكمة. ويُذكر أن ساعات الاستحواذ التسع على المكتب انتهت بسلام ولم يصب أحد بأذى، إلاّ أن محامي مكتب ماكلين قال إنه تم إلحاق أضرار جسيمة !!. وما يُذكر أيضاً أن المكتب كان مسجلاً تحت اسم أحد الأشخاص التابعين لنظام القذّافي كقطاع خاص ولا صفة رسمية له على الورق، كما كان وكراً للجان القذّافي الثورية ويُستَخدم للتجسس على الطلاب المعارضين لنظام سبتمبر إِلى جانب وظائفه المعلنة.
حكمت المحكمة بالسجن لمدة ثلاث سنوات على الطلبة الاثني عشر الذين اقتحموا المكتب، ولكن القوى الوطنية في الخارج واللجنة التي تشكلت لمتابعة ملف القضية، اعتبرت حكم المحكمة ظالماً فالأشخاص الذين صدرت بحقهم الأحكام، مناضلون يريدون التخلص من نظام دكتاتوري جائر مستبد ويسعون لتحقيق الحرية والعدالة في وطنهم، وكان عثمان البرّاني أحد العناصر الفعالة في لجنة المتابعة، وضمت اللجنة إِلى جانبه أحمد الكيلاني وعيسى حمزة.
نظرت المحكمة إِلى قضية مكتب ماكلين، من الزاوية الجنائية لا السياسية كقضايا الاعتصامات الأخرى، على اعتبار أن المكتب يحمل صفة القطاع الخاص المسجل باسم أحد الأشخاص، ولا يحمل صفة رسمية أو دبلوماسية من الناحية الشكلية والقانونية !. حكمت المحكمة بالسجن لمدة ثلاث سنوات على الطلبة الاثني عشر الذين اقتحموا المكتب، بموجب ثلاث تهم وجهت إليهم، كانت عقوبة كل تهمة السجن مدة عام. وبعد مضي تسعة أشهر، تمَّ الإفراج عن جميع الطلبة الذين اعتقلوا عقب احتلالهم المكتب الطلابي في ماكلين يوم الأربعاء الموافق 22 ديسمبر 1982م.
وفي جانب ثانٍ، انضم عثمان البرّاني إِلى قوى الوطنية المعارضة بالخارج، وكان من أوائل الذين تحركوا من أجل تأسيس اتحاد عام طلبة ليبيا – فرع الولايات المتحدة، فرع الاتحاد الذي تأسس في 26 أبريل 1980م واستمرت مؤتمراته السنوية في الانعقاد على مدار خمسة عشر عاماً، حيث انعقد آخر مؤتمر سنوي للفرع في أغسطس 1995م. وكان من أوائل الذين انضموا إِلى «الجبهة الوطنية لإنقـاذ ليبيا» التي تأسست في المهجر وأُعلن عن تأسيسها من السودان في 7 أكتوبر 1981م، ومن الذين شاركوا في مؤتمرات جبهة الإنقاذ وملتقياتها وتحركاتها التي استهدفت نظام القذّافي الاستبدادي كالتحاقه بالمشروع الذي كانت تعد له جبهة الإنقاذ في العام 1985م للإطاحة بحكم العقيد القذافي، والذي عُرف بـ«استنفار الجزائر»، فاستقر في الجزائر بالقرب من الحدود الليبية، هو ومجموعة كبيرة من رفاقه من أعضاء جبهة الإنقاذ، حوالي ستة أشهر انتظاراً لساعة الصفر، ولكن المشروع لم يكتب له الانطلاق !.
رسم عثمان البرّاني الكاريكاتير وصمّم أغلفة المجلات وأخرج «مجلة الإنقـاذ» التي كانت تصدر عن «الجبهة الوطنية لإنقـاذ ليبيا» لعدة سنوات. وانضم إِلى الفريق الفنّي العامل بمجلة الإنقاذ وشغل موقع: «مخرج المجلة» لبعض الوقت، وقتما كان مقر المجلة بولاية ميتشجان «Michigan»، وقبل أن ينتقل مقرها في صيف العام 1986م إِلى مدينة ليكسينغون بولاية كنتاكي «Lexington – Kentucky»، وكان إِلى جانبه في غرفة الإخراج: سالم القماطي، الراحل سعد عبدالله الأثرم، أنور الشريف.
كما أعد عثمان البرّاني بعض الفيديوهات كالفيلم الذي تم عرضه في شهر أبريل 2015م في اللقاء الخامس للمنتدى الليبي للحوار في جنوب كاليفورنيا، وتناول الإعدامات في عهد معمّر القذّافي، تحت عنوان: «مشانق في الساحات الرياضية». بالإضافة إِلى أنه كان لديه – وفي زمن معارضة نظام القذّافي – ويب سايت «Web Cite» تحت اسم: «المسحان»، الويب أو الموقع الذي كان ينشر فيه رسوماته الكاريكاتيرية ذات الصبغة النضالية.
وبعد اندلاع الثورة في مطلع العام 2011م، ثورة السابع عشر من فبراير، دعم الثورة وساندها بكل ما أوتي من قوَّة، وساهم في مؤازرة «المجلس الوطني الانتقالي» الممثل الشرعي للثورة، وعاد هو وزوجته «سعاد فرج بن عامر» وابنه «المكي» وابنته «لينا» إِلى أرض الوطن، ومكث في مدينة بنغازي مسقط رأسه حوالي سنتين محاولاً الاستقرار بعد أكثر من ثلاثين عاماً قضاها في المهجر، وعمل مع جهاز الإعلام والثقافة بالمدينة، ولكن العراقيل والصعوبات والإجراءات المعقدة التي واجهها كانت فوق طاقـة احتماله، فقرر العودة إِلى المكان الذي أتى منه، إِلى كاليفورنيا من جديد.
وفاتــه
تُوفي عثمان المكي البرّاني المناضل ورسام الكاريكاتير الساخر وصاحب اللمسات الفنية الرائعة في عالم الكمبيوتر والإخراج، يوم الأحد صباحاً بتوقيت كاليفورنيا الموافق 10 مارس 2024م في منزله، بعد معاناة مع مرض القلب الذي لم يمهله طويلاً، وبعد عقود من الزمن قضاها في المنفى، وعاشها مناضلاً ضد الاستبداد، ومدافعاً عن الحريات وحقوق الإنسان، وداعياً إِلى الدولة المدنية الدستورية التي تؤمن بالتعدد والتنوع، ولا تقصي أحداً.
ويُشيع جثمانه الطاهر غداً الخميس الموافق 14 مارس 2024م إِلى مثواه الأخير بالمقبرة والمشرحة الإسلامية في كاليفورنيا « Islamic Mortuary and Cemetery Mortuary in California»، بحضور أسرة الفقيد ورفاقه وأصدقائه من الليبيين والعرب والمسلمين، وعدد من أبناء الجالية العربية والمسلمة في ولاية كاليفورنيا ومدينة لوس أنجلس «Los Angeles» على وجه التحديد.
رحم الله المناضل عثمان البرّاني وكافة المناضلين أمثاله الذين واجهوا الاستبداد وقاوموه.. الرحمة والمغفرة للأموات منهم، والتحية والإجلال والإكبار للأحياء منهم. ورحم المولى عز وجل الرجال الذين تصدّوا للمستعمر وبُناة ليبيا والآباء المؤسسين الذين حققوا الاستقلال والوحدة الوطنية وأقاموا دولة دستورية حققت في فترة وجيزة من الإنجاز ما لم يسبقها إليه أحد في المنطقـة، وفي مقدمة أولئك الرجال العظام الأفذاذ، الملك إدريس السنوسي الأب المؤسس لدولة ليبيا الحديثـة. ورحم الله جل وعلا ليبيا وقيض لها مَنْ يسترجع شرعيتها ويعيد الاعتبار لمؤسسيها وبُناتها ولكافة المناضلين الذين تصدّوا للظلم والطغيان وتحدوا استبداد نظام القذّافي لسنوات طوال.. وقيض لها كذلك مَنْ يشرع في بنائها وتعميرها، ويعيد لها مجدها وأمجادها، ويحفظ مقامها الرفيع في التاريخ.
فراق أحبتي كـم هز وجـدي *** وحتى لقائهم سأظـل أبكـي
رحم الله عثمان المكي البرّاني فقيد وطننا الكبيـــــر.
الأربعاء الموافق 13 مارس 2024م
الصــور:
• الصور الأولى: الراحل عثمان المكي البرّاني.
• الصورة الثانية: التقطت هذه الصورة في أول مخيم للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا الذي انعقد بولاية أوهايو في شتاء العام 1983م، ويظهر في الصورة، ومن اليمين وقوفاً: سعيد الحضيري، حسن بورقيبة، محمد الكبير، محمود سعد ترسين، عيسى محفوظ حمزة، عثمان المكي البرّاني ، زهير حامد الشويهدي، تاج الدين الرزاقي، إبراهيم قدورة، وفي خلف شخص لا يظهر وجه كاملاً، ثم المرحوم شعبان إسماعيل، علي بن عروس. ويظهر جلوساً، الصف الثاني من اليمين: مفتاح رمضان الطيار، عقيلة بدر، المرحوم فتحي السنوسي شلوف، ؟؟؟ ، إبراهيم جبريل، محمود البشي، الصف الأول جلوس: علي الرفاعي، توفيق مصطفى منينه، خالد الفيتوري، محمد يوسف المقريف.
• الصورة الثالثة: الصورة في منزل الأستاذ على رمضان أبوزعكوك بولاية ميتشيجان في يناير 1986م، ويظهر في الصف الأول من اليمين: إبراهيم اغنيوة، زهير حامد الشويهدي، محمّد بالروين، الطفل أحمد علي أبوزعكوك، على فرج جبريل، والطفل الذي أمامه: أنس علي أبوزعكوك، توفيق مصطفى منينة، مصطفى الفقي – طيّب الله ثراه، مختار المرتضي. والصف الثاني من اليمين: عثمان المكي البرّاني، على رمضان أبوزعكوك، أنور الشريف، الطاهر الجعيدي، المرحوم سعد عبدالله الأثرم، عبدالله الرفادي.
• الصورة الرابعة: الصورة في مكتب الفنان المناضل الراحل محمّد مخلوف بمدينة بنغازي، في شهر أبريل 2013م، تجمعه بالمرحوم عثمان المكي البرّاني.
• الصورة الخامسة