المقالة

مقالات قصيرة

من أعمال التشكيلي القدافي الفاخري
من أعمال التشكيلي القدافي الفاخري

التدابير

الأمل الكبير الذي يسعى إليه أي مجتمع لا يخلو من المجاهدة هو مجموعة من التدابير العقلانية المدروسة مسبقاً لإيجاد توقعات متعلقة بأفكار حيوية أو سياسية قد تقع فعلاً لتنظيم حياة الناس لتفادي حالة السيطرة البغيضة الي من شأنها الحط من قدر الأنسان وكرامته، من أجل ازدهار وتقدم المجتمع ذاته على أنْ يشمل هذا الازدهار الاهتمام بكل فئات المجتمع المتعددة محققاً نتائج عملية تلائم عقول الناس تسعى إلى التقدم بمعزلٍ عن الخلاف والشك وإفساح الطريق لاتساع رقعة التواصل العقلاني لرفض التشبث بالسلطة.

يبقى السؤال هو: هل هذه التدابير وهي مدروسة بعمق منصفة وعادلة للمجتمع بأسره؟ فلماذا كلما زاد العدل، قد ينقص الأنصاف؟ هل لقوة الأيام والأحداث النافذة في الزمن المجتمعي تجعل من هذه التدابير أنْ تُهزم؟

السوق

السوق الاقتصادي الفعال هو المجال العام للتنافس مع بعض العقبات الافتراضية المُتعلقة بعلاقات الإنتاج والاستهلاك، فإذا ما أمتلك المجتمع حرية اقتصادية مناسبة تُراعي المنافسة الهادفة فذلك يساعد على اختيار اتخاذ قرارات اقتصادية عبر الفرص المتاحة أمامهم لخلق القيمة الاقتصادية المتمثلة في السلع والخدمات لعرضها في السوق بحيث تفيد المجتمع وتحقق الأرباح، على أنْ حرية الاقتصاد ذاتها إنْ هي إلا الوجه الآخر للحرية السياسية إذا كان الهدف هو الصالح العام. هل المغامرة في السوق الاقتصادي في مقدورها أنْ تعالج تحرير الناس من ذلة الحاجة؟

العنف

من أين يأتي الشر الظاهر في العنف وما الذي يصنعه؟ هل عند مشاهدة مثلاً فلماً ملئ بالعنف والقتل والأجرام يجعل من المرء مجرماً؟ هل أفلام العنف وعجائبها التي تظهر عثرات الأنسان تساهم في التشيع النافر لفرقة أو لمذهب أو لرأي أو أيّ نمط من أنماط العنف على مواقع الواصل الاجتماعي تجعل من المجتمع مجتمعا عنيفا غاضباً. أو أنّ المجتمع العنيف الغاضب هو الذي يصنع أفلام العنف! من هنا يأتي الجدل أو يأتي الخلاف ومنهما تروغ مشكلة التعامل مع المختلف في أغلب الأحوال.
بَذر بذور العنف تُلقى في عقل المتلقي أو المُشاهد أو القارئ أمرٌ لا يستبعد فقد يزرع فيلماً صاخباً ملئ بالعنف والقتل فكرة العنف ذاتها في عقل إنسان دون أنْ يلتفت إلى عنصر الهدم الكامن فيها، وربما ثمة ما هو قادر عبر أيّ عمل درامي أو إعلامي أنْ يزرع في ذهن الأنسان المتلقي بذرة الشر والعنف وقد عزّزت قوالبها وقوتها في اعماقه الباطنية، دون أنْ يدري أو يعلم هذا المتلقي أنه واقع تحت تأثير مُبدع العمل الدّرامي ومُستسلماً لأنماط تفكيره. كلّ تجربة من هذا النوع قد تتسلل في عقل المتلقي وقد تنبثق يوماً من هذا العقل انبثاقاً غير ملائم لمنطق المجتمع، الذي بدوره لا يتمتع بقدر كاف من المرونة والتي بدورها تجعله قادراً لعدم التعرض للتهلكة وما تنطوي عليه من نتائج مذهلة غير مُنسجمة مع أنظمة التفكير في هذا المجتمع.

مقالات ذات علاقة

مأزق الكلام الجميل

الصديق بودوارة

الليبيون في الحبشة

سالم الكبتي

العلاقة المُضلِّلة

عمر أبوالقاسم الككلي

اترك تعليق