الطيوب
نظم المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس محاضرة بعنوان (أهمية التراث الأثري في ليبيا) مساء يوم الأربعاء 23 مارس الجاري، ضمن الموسم الثقافي لعام 2021-2022م، من تقديم الدكتور “علي الهازل” وإلقاء الدكتور “أحمد عيسى فرج الحاسي”، وقد تطرق الدكتور الحاسي في سياق محاضرته لمعنى التراث والمقصود به موضحا بأن كلمة التراث في اللغة العربية مشتقة من الإرث وهو كل ما يرثه الإنسان عن آبائه وأجداده من الأموال والممتلكات سواء عن طريق التشريعات السماوية أو عبر القوانين الوضعية وأضاف أن مفهوم التراث الأثري موجود في القانون الدولي كمجموعة فرعية لمفهوم الممتلكات الثقافية أو التراث الثقافي والذي يتشكل من المباني والمواقع الأثرية من تحف ومصنوعات يدوية وكل ما يحميه القانون بصورة عامة .
الأهمية العلمية للتراث الأثري
واستطرد قائلا أن المعنى العلمي أوسع بكثير حيث يشمل كل البقايا حتى البيئية ويتعدى كل هذا ليشمل حتى التراث الثقافي المغمور بالمياه والإقرار بشأن تصنيف كل ما هو مهم ومحمي قانونا واحد مثالي للتراث الأثري وأشار إلى أن مصطلح التراث الأثري هو تخصيص للتراث الثقافي المادي للخروج من اقحام التراث الغير مادي، فيما ذكر أنواع التراث وقسمها إلى تراث مادي المتمثل في المواقع والعمائر ومقتنيات المتاحف والقطع الأثرية وتراث غير مادي كالموسيقى والمسرحيات والشعر والعادات والتقاليد الفلكلورية وتراث مادي وغير منقول كالمحميات الطبيعبة والغابات والبحيرات والأنهار، من جهة أخرى لفت إلى مسألة الأهمية العلمية للتراث من خلال تقديمه للمعلومات والدراسات ومساعدته في الإجابة عن الكثير من التساؤلات وبذا يُقدم الجديد وتُثرى المعرفة بتأكيدها أو تصويبها.
القيم الحضارية والثقافية
كما ركز المُحاضِر على مجموعة من القيم الحضارية والثقافية وما تشكله من أهمية اجتماعيا واقتصاديا وجماليا ورمزيا، ومدى تنوع التراث الأثري الليبي من مواقع لأثار ما قبل التاريخ وآثار للحضارات الليبية وآثار الحضارات الإغريقية وآثار الحضارة الرومانية المبكرة والمتأخرة فضلا عن آثار المرحلة الإسلامية.
الجدوى الاقتصادية للمواقع التراثية
وحول القيمة الاقتصادية خلص إلى أن هنالك فرص استثمارية حقيقية يمنحها هذا التنوع والزخم الكبير للتراث الثقافي في ليبيا يمكن إذا ما سُخِّرت بشكل سليم أن تكون مصدرا قويا ورافدا مهما للاقتصاد الوطني، مضيفا أنه في ظل غياب كبير لهوية وطنية جامعة لليبيين يمكن للتراث أن يشكل عامل تأسيس حيوي في إيجاد أرضية لهوية جامعة حقيقية بين الليبيين الأمر الذي من شأنه أن يساعد المجتمع المحلي على قبول الآخر وتجاوز عُقد ورواسب الماضي، وعقب انتهاء المحاضرة سجّل بعض الحضور من البُحاث والمهتمين بالجانب الأثري ملاحظاتهم وتعقيباتهم وأسئلتهم بخصوص أبرز ما جاء من محاور في المحاضرة.