طيوب المراجعات

كلب منصور الذهبي

رواية الكلب الذهبي للكاتب منصور أبوشناف عن دار الفرجاني


عندما تسمع او تقرأ عبارة (نظرية) موت المؤلف لورلان بارت سترسخ في عقلك وسيتأرجح رد فعلك كقارئ ويتكرر عند كل قراءة بين ان تثبت هذه النظرية أو تنفيها، على الاقل هذا ما حدث معي.. فأن يكون لديك خيار الموت بعد كتابة نصك والتنصل منه أو أن تظل حياً تتجسد امامهم بعد كل سطر، أمر مربك لذاتيتي التي لا تمل من الإشارة لها ولا تكل.

وقد اراني الاستاذ منصور بوشناف من خلال روايته (المخطوط) (الكلب الذهبي) انه يجب على عكس بارت ان أفسر النص بكل استبدادية بربطه بصاحبه، تعجبني هذه اللعبة والذي لعبها الراوي في هذه الرواية بكل عمد وبراعة..

روايتي هذه والتي تبدأ بالحديث عن المسوخ ابتداءً من حمار أبوليوس اولوكيوس الذهبي الى مسخ كافكا مرورا بكل اماثيلنا الشعبية والادبية ليعطينا حجة مقنعة في استخدام أليجوريته والتي لا تشبه مثيلاتها الا في الاحالة..

لبيتشو بطلنا هو كلب مُسخ لإنسان (انسخط لمواطن ليبي).. أنا هنا لا أراجع ولا أنتقد بالمعنى الحرفي كل ما أفعله هو أن اشرح مذاق تجربتي معها لأجلكم ولأجلها، ولهدف اخر يشبه هدف منصور بوشناف الذي كتب (كانت مجرد امثولة في رأسي لأجد ما أكتب ولأنني لم أستطيع الكتابة لسنوات طويلة عن أي شيء لم أستطع ان اسرد قصة كاملة). وها هو يتقدم (بشكل جيد والقصة تتفتح) يبذر في الكابوس وبني وليد وكتب هيروديت والصحراء ترهونة الهجيج الطليان، وسنقطف نحن البذرة هناك في طرابلسه وطرابلسنا

(فرن التحول الذي يسمونه طرابلس)، تلك البرزخ بين الصحراء والمتوسط بين الحسناء والغزالة كما يكتب.. القراءة عن طرابلس تصيبني بالحنين والشجن والخوف فما بالك بالكتابة عليها، اشفقت على استاذ منصور وهو يحاول بكل جهده ان يتحدث عنها بابتكار اساليب سردية يقول فيها بوضوح انا اختبئ وراء الرمز وتجميع الطلاسم لا يحتاج منكم الا قراءة الرواية بعين الليبي الممسوخ دائما وابدا.

الكلاب الضالة.. سالمة.. ميدان الشهداء.. الحر.. الغزالة، التاريخ ماضينا السحيق الامس واليوم مرآة الغد والسرد المفخخ بالكان والكانت والبساطة المفتعلة

هو (يحكي ولا يكتب.. أنا كاتب أماثيل لا يتوقف عن تصحيح سرده دون شطب الاخطاء السابقة يكتب. النص من جديد).. اما انا فأقرأ كتابة شيقة مستفزه ومزدانة بالفكر والالم.. يبحث عن كعب أخيل فيه وفي شخوصه وفينا 

يحاول الامساك ببنية روايته المفتتة مثلنا بطريقة تجعلنا نشعر بهذا الرتق هنا وهناك لكننا نتجاوز ببساطه لأننا دخلنا اللعبة وكما قال موريس بلانشون ” من ينتقد اللعبة أو يرفضها، فقد دخل فيها فعلا”.. نعم لعبة ان يكون المؤلف موجود بكل سطوته في هذا (السرد الاليجوري السائل)

سأقرأ رواية الحمار الذهبي بعد هذه الرواية وربما سأبحث عن رسومات الاكاكوس الايروتيكيه واساطير قرزة، ولكن الاكثر الحاحا هو كيف سأجدد عهد شوقي لطرابلس (الفرن الطرابلسي حين لا تتوقف الكائنات عن التحول والمسخ عبر كل العصور وحيث تئن دائما اما الغزالة واما الحسناء)

.. ممتنة لكاتبنا في انه خصني بالمخطوط سعيدة بهذه التجربة.. وسعيدة بتحول الرواية الليبية لا اقصد تحول التطور بل تحول الأبديات لازال امامنا طريق طويل لن يموت اي مؤلف ستلدنا السطور ولنا الغد

.. الرواية ستصدر عن دار الفرجاني هذا العام كما جاء في تصريح الاستاذ غسان الفرجاني.. هذا وللأستاذ منصور رواية شهيرة بغلافها البديع باسم العلكة 2008 والتي ترجمت للإنجليزية..

اتمنى ان امسك النسخة المطبوعة بيدي قريبا لتكتمل علاقتي ودائرة متعتي..

مقالات ذات علاقة

“ثورة فبراير في الأدب الليبي” للأستاذ يونس الفنادي

المشرف العام

كتاب ”حرب الجبل والساحل”

المشرف العام

صحيفة (العرب) الليبية العالمية اللندنية

يونس شعبان الفنادي

اترك تعليق