“ان التاريخ يعيد نفسه”. وان نظرية سد الفجوة السياسية في المنطقة في غياب قوة رادعة في الشرق الاوسط كائنة ولا حياد عنها.
وان بركان الفتنة الكبرى ليلقي بحممه على العرب والمسلمين. وان الغرب كالنسر يريد ان ينقض على فريسته السمينة. وان الامر المحير كيف ان كل حركة تتحركها الدول العربية انما تصب في مصلحة امريكا واسرائيل.
ان ما يحدث في لبنان اليوم من مظاهرات معارضة انما هي نتاج تكتل شعبي ذو ارادة صاخبة لضرد التدخل الامريكي السافر.
ان الشعب اللبناني الان قد تحرك ليصحح وضعه ولكن هل ينجح ام لا فالمستقبل سيأتينا بالاخبار. وان ارادت الشعوب من اردت الله.
ان مقتل السياسيين اللبنانيين انما هو حبة في عقد الموت الذي يتربص باللبنانيين في المستقبل المخيف لدولة قد اقتسمها الاقوياء والتهمها اللصوص والمستعمر, وكتب عليها ان لا يرقأ لها بال ولا تهدأ ابدا. فالموت والدمار وعدم الاستقرار اصبح من نصيب المنطقة وبالذات لبنان. وقد يتمعن الناظر في هذه الاحداث ويستنتج ان لبنان مقسمة الى طوائف عرقية ودينية لا يمكن معها حكم ولا استقرار. فبدلا من ان يكون الحكم نسبي ومنوط لفئة معينة فالرئيس مسيحي ورئيس الوزراء مسلم و….. و…. الخ. فيجب على لبنان ان تخرج من قوقعة (السكتيرينزم) والطائفية المقيتة الى دولة تعدد الاحزاب التى تعول الجميع والاصلح هو الذي ينتخب ويبقى. وللاسف ان ايادي خفية قد تكون اسرائيل وامريكيا وبريطانيا وفرنسا تطبخ طبخة ضد المقاومة اللبنانية. وجميعهم يتحينون الفرصة للانقضاض على المقاومة اللبنانية الذي كان نصرها هو نصر للبنان والمنطقة باسرها. فبدلا من ان يهنئ الشعب اللبناني نفسة بقدرته على الصمود امام اشرس عدو مجهز الا وهو اسرائيل, نجد أن منهم من يريد الهزيمة لمن كان سببا في حماية لبنان من اسرائيل. فتعلموا من دروس الحياة وكونوا اقوى من ارادة العدو. الذي فشل بان يربك الوضع في لبنان عسكريا فذهب يربكه بفتنة طائفية. وان الواقع يملي على الجميع بان يقفوا في جبهة واحدة ضد النفوذ والتدخل الخارجي والدولى ويكفي اراقة الدماء. ولكن الذي نراه ان العدو هو الذي يلعب الشطرنج واللبنانيون هم البيادق والفتنة على نار هادئة, والزمن طويل, والقوة وحدها التي تحسم الموقف. وكل ما يخططه الاستعمار سيصب في مصلحة اسرائيل وامريكا.وانهم لم يفلحوا في العراق فسوف يحاولون اغراق لبنان في الدماء حتى يتسنى لهم ضرب اسلحة المقومة اللبنانية, التي تهدد الدول المجاورة بما فيها اسرائيل. فالحذر الحذر! فانهم يريدون لبنان بان تنزلق الى هوة الحرب الاهلية البغيضة. ولكن اللبنانيون سوف لن ينزلقوا الى هوة الحرب الاهلية والسبب هو انهم قد تعلموا من الحرب الاهلية السابقة بان لا يقاتلوا بعضهم بعضا.ولكن لماذا الاصرار على التمثيل الطائفي وانتم ابناء لبنان كنتم من كنتم دينا وعرقا. ابتعدوا عن الطائفية فانها هي الشر الكامن وهي نقطة الضعف التي سياتي منها عدوكم كما فعل في العراق. والضربة القاضية التي يدخل منها العدو ويشرحكم تشريحا. انهم يعضون عليكم الانامل من غيضهم فلا تعطوهم الفرصة. فاغتيل الحريري ولم تشعل حربا مدنية ولقد اغتيل الجيمل وهم منتظرون حربا مدنية تاكل الاخضر واليابس. ولكن املنا في ان يتقوى الشعب اللبناني ويتحصن بتجاربه القاسية الماضية امل كبير وسوف يسجل هذا الشعب المخضرم تاريخا مجيدا في التعايش السلمي كما كان في السبعينيات قبل فتنة القرن العشرين الطائفية.
وخلاصة القول ان العراق ولبنان وفلسطين وافغانستان ومن سياتي بعدهم في نسق الدول التي هي تحت الوصايا الاستعمارية. انه سوف لن يدخل احد من الغرب لاصلاح بلادكم وانما يدخل لافسادها ولو كان في الظاهر اصلاحا. فانما هو دس السم في العسل. فما اشبه اليوم بالامس: ففي بداية القرن العشرين اخذت فرنسا لبنان وها هي عادت تحت ستار دولي والانجليز في العراق (وقد عادت مغتصبة) ولم يخرجوا حتى منتصف القرن العشرين . وها هم الان قد رجعوا على راس القرن الواحد والعشرين فمتى يخرجون. فنظرية التاريخ يعيد نفسه نظرية صائبة ونراها تطبق امام ام اعيننا. ونظرية سد الفجوة السياسية في المنطقة في غياب قوة رادعة في الشرق الاوسط كائنة ولا حياد عنها. ولكن الامر من هذا هو ان الدول العربية تعتبر ايران هو العدو الاول وانها سوف تتحالف مع اليهود من اجل صد ايران عن الدخول في سياسة الشرق الاوسط. ان خلافنا مع الشيعة يعتبر خلاف الاخ لاخيه, وليس العدو لعدوه. وان جميع المسلمين باختلاف مذاهبهم يجب ان يكون اختلافهم اختلاف اخوي وليس اختلاف العدو لعدوه. فلا يجوز لاخ بان يستعين على اخيه بعدوه مهما كان هذا الاخ ضالا او مخطئا او مسيئا.فكل من قال بانه مسلما قبلنا به كمسلما. واذا اختلفنا فلنختلف في بيتـنا وليس في بيت عدوي وعدوه.
وخلاصة القول ان لبنان بفصائله سوف لن يرضخ للمستعمر وسوف لن يمكن الخونة من الاستمرار في اغراقه في حمامات دم.