امتدادا لمقال سابق عنوانه الحقيقة في نهاية ليبيا التي نعرفها ، وبالنظر لأهمية الموضوع الذي يطرح نهاية مفترضة لليبيا ، نهاية بدأت خطواتها ودبرت إجراءاتها ، رأيت ان أضيف على المقال السابق معززات اخرى هى موجبات حتمية لنهاية ليبيا التى نعرفها ومن قرأ المقال السابق ليكمل معي قراءة هذا المقال ، ومن لم يقرأ المقال السابق ينبغي له الرجوع اليه بعد قراءة هذا المقال حتى يكتمل تقدير الحقيقة المرعبة المقبلة على بلادنا ،. في ليبيا يعيش 6 ملايين او اقل قليلا في مساحة شاسعة واسعة في جوفها كنوز طبيعية سائبة ، ويحيط بليبيا وشعبها شعوب وصل تعداد سكانها الى *200 مليون نسمة ويزيد وهى شعوب لاتجد في أوطانها ماقد تجده من تحسن معيشي في ليبيا .
من الحقائق المرعبة هو الانخفاض الحاد في أعداد المواليد في ليبيا وطبقا لبعض الدراسات ان عدد سكان ليبيا سيبلغ *8 ملايين في سنة 2030م وسيبلغ *10.5ملايين في سنة 2036م مع ارتفاع هائل في أعداد المواليد في الدول المحيطة بليبيا وخصوصا في مصر والتي سجلت فيها احصائية اخيرة زيادة في عدد السكان بلغت *المليون نسمة في اقل من ستة أشهر .
لذلك لن يترك الشعب الليبي لحاله الشهي ، حاله المثير للأطماع والمغامرات وذلك بأحد الأمرين اما بضم اجزاء من ارض ليبيا الى دول الجوار او بتهجير هذه الشعوب الى الارض الليبية ، الا ان الامر المرجح هو بضم اجزاء غنية من الارض الليبية الى دول الجوار وهو امر بدأت ترتيباته فعليا ، وأوضح هذه الترتيبات مايحدث في الشرق الليبي من تهيئة منظمة لضم القاطع الشرقي من ليبيا الى الأخت الكبرى مصر (تفاصيل اخرى في المقال السابق ) .
وقد أهلت ليبيا تأهيلا زفافيا لضم أراضيها لدول الجوار بالمؤهلات الآتية :-
– ولدت الدولة الليبية الجديدة مولودة واهنة مريضة مشلولة تحيا في حالة غيبوبة عميقة لم توقظها صعقات المخاطر والكوارث المتعاقبة على ليبيا ، هذه المولودة يسهل بتر أطرافها وضمها الى دول الجوار لانها في حالة استسلام لغيبوبة ، ولن ينهض فيها شعور او احساس اذا ما قطعت أطرافها وإذا مااستبيح جسدها استباحة كاملة .
– على مدار ثلاث سنوات أرخيت الحزمة الصارمة للجيش الليبي وهشمت صلابته وافرغت قواه وترك خائرا مقعدا لا فاعلية له ، واعتمد على قوى عصابية متخلفة العدة والعتاد ليس لها تدريب ولا تجريب الا التخريب ،وهى قوى واهنة لا تستطيع الصمود دقيقة واحدة امام اضعف جيش وهى ألوية وتشكيلات متنوعة الأسماء ومنها قوات درع ليبيا . فلا حماية للشعب الليبي ولا حماية لأراضيه .
– في جهالة عمياء وبلادة دهماء ليس فيهما نظر لمصلحة الوطن ،تم حل الأجهزة الأمنية والمخابرات السابقة وإقالة جميع عناصرهم حتى من كان يوالى عهد فبراير وحتى من عرف بوطنيته وهى اجهزة تكونت في عهد القذافي بأموال الشعب الليبي تكوينا احترافيا راقيا ،وكان الصواب إقالة المتورطين في القتل والتعذيب والإبقاء على الآخرين وليس معاقبتهم جماعيا، وليس بحل قوة أمنية ستكون لصالح الوطن ولكنه امر له مقصد هو ضرب اي قوة من الممكن ان تحبط المخططات والمؤامرات التى تحاك لليبيا .
– في ليبيا عصابات وتيارات وتنظيمات جهادية تتخذ دين الاسلام لباسا ولا تتخذه أساسا وهى تملك المال المسروق من الشعب الليبي وتملك السلاح المسروق من الشعب الليبي وذلك جعلها قوية نافذة وهى عصابات وتنظيمات وتيارات لا تعترف بالحدود الوطنية وستناصر اي ضم للأرض الليبية ، خاصة ان كان لها شيوخ في البلاد التى ستضم أرضا ليبية .
– يدفع الشرق الليبي دفعا وصفعه صفعا بأزمات معيشية وأمنية كارثية دعته للمطالبة بحكم ذاتي (تفاصيل اخرى في المقال السابق ) بعض هذه الدعوات مبررة بسبب الحال التعيس الذى أحكمه حكام ليبيا الجدد على ليبيا ولكن الضرر الوطني للحكم الذاتي اكثر من النفع الوطني ،وبعض الدعوات للحكم الذاتي هى دعوات مشبوهة ومن الدعوات المشبوهة ، دعوة السيدين عبد ربه البرعصي وإبراهيم الجضران ومن أمثلة الشبهة البينة ،تصريح لأحد شيوخ قبائل اولاد علي في قناة برقة الفضائية التي نقلت اجتماعا لشيوخ بعض القبائل في منطقة اجدابيا ،حيث صرح هذا الشيخ المنتمي لقبائل اولاد علي مناصرا لدعاة الحكم الذاتي في صدامهم مع قوات درع ليبيا ، ان قبائل اولاد علي معهم وان هناك 15مليون من اولاد علي هم في مصر على استعداد للمجئ الى ليبيا ومناصرة دعاة الحكم الذاتي بما معناه القتال معهم ضد إخوانهم من قوات درع ليبيا ، وأعلن هذا التصريح الممجوج المفجوج على الملأ مع صمت مطبق للحكومة الليبية وكأن لا حرمة للأرض الليبية . ان مثل هذه الدعوات المشبوهة كفيلة بقطع وتقسيم ليبيا فعليا لصالح دول الجوار وهى مستعدة ان توطن الملايين من دول الجوار في الارض الليبية لتحقيق أهدافها التي لن تتحقق لانها ستقع تحت سلطات دول الجوار.
– المناطق الذاتية في ليبيا .بعد عهد فبراير اصبح لكل منطقة في ليبيا كيان خاص يحتفظ بهوية قبلية وليس هوية وطنية واعتزازها هو للمنطقة وليس لليبيا وقد بدأ ترسيخ الأجزاء المناطقية بتقسيم ليبيا الى مناطق من عهد المجلس الوطني الانتقالي ، لكل منطقة مجلس عسكري ومجلس محلي محدد في مناطق تتقارب أصولها الاجتماعية الامر الذي فعل القبلية بمنحها حكم محلي وقوة عسكرية هى مايعرف بالمجلس العسكري بينما الضرورة الوطنية توجب جمع عدة مناطق تحت إدارة واحدة تعزيزا للوحدة الوطنية ،وهو ذات الامر يتكرر الآن بما يعرف بالمجالس البلدية ( لك الله ياليبيا من هؤلاء الحكام ) ، وبذلك أصبحت الدولة بهذا التقسيم غير قادرة على فرض قوانينها العامة وخططها على هذه المناطق وهى أشبه بالمناطق الخارجة عن السلطة المركزية ومع كثير السلبيات التى نتجت عن هذا التقسيم فان ضم مناطق من ليبيا لدول الجوار وتحت سلطات جديدة لن يكون صعبا مع مناطق هويتها قبلية وليست وطنية .
– الأعراق الوطنية في ليبيا ، الوضع البائس والتعيس الذي يعيشه الشعب الليبي كافة جعل بعض قادة الأعراق الوطنية يوجهون اعتمادهم على الخارج وعلى دول معينة للمطالبة بإظهار سمة ثقافية تخص مناطقهم إظهارا سياسيا عاما ،وهى سمة ثقافية وحق من حقوق هذه الأعراق و لم تنزع منها ولم تعرض للخطر فما الضرورة لإظهارها سياسيا ، إظهارا عاما بما يعرف (بدسترة اللغة ) ، هذا الاعتماد على الخارج خلق تحالف بين قادة هذه الأعراق وهذه الدول التى ستقايض تحالفها بموالاة هذه الأعراق لهذه الدول ،كذلك تصاعد خطاب مستفز من قادة هذه الأعراق الوطنية للأعراق الوطنية الاخرى ، من عناوين هذا الخطاب ( نحن سكان ليبيا الأصليين ،ان باقي الاعراق الوطنية هى أعراق مستعمرة وهم غزاة وغيرها من مفاهيم الاستفزاز ) هذا الاستفزاز بدأ ينمي غربة ويوقظ أحقاد كانت خامدة لعشرات السنين بين الاعراق الوطنية وقد يقود الى صدام أهلي تكون نتائجه تقسيم فعلي للأرض الليبية بتدخلات دولية .
____________________________________________________________
* أعداد السكان المذكورة في المقال هى احصائيات ودراسات حكومية منشورة إعلاميا في عدد من المواقع الاخبارية والصحفية والإعلامية .
* المقال السابق لهذا المقال ،الحقيقة في نهاية ليبيا التي نعرفها . يمكن الرجوع اليه عبر هذا الموقع المحترم ،او بمحرك بحث جوجل ،بكتابة عنوان المقال واسم الكاتب .