طيوب عربية

لا يوجد ما يسمى بأسرار القصة القصيرة

من أعمال الفنان الحروفي" محمد الخروبي"
من أعمال الفنان الحروفي” محمد الخروبي”

استخدام مصطلح “أسرار” في العناوين مثل “أسرار كتابة القصة القصيرة” غالبًا ما يكون وسيلة تسويقية لجذب الانتباه، حيث يوحي بوجود معلومات خفية أو غير معروفة يمكن الكشف عنها. ومع ذلك، من الناحية الأدبية والواقعية، لا توجد أسرار بالمعنى الحرفي، بل يمكن أن تكون مجموعة من التقنيات، الأساليب، أو الخبرات التي يُمكن أن يتعلمها الكاتب ويطوّرها من خلال الدراسة والممارسة.

الكتابة الأدبية ليست نوعًا من السحر الذي يتطلب أسرارًا مخفية، بل هي نتاج للتأمل والتجربة والإلمام بالأسس الأدبية والفنية، مثل: الحبكة، الشخصية، الأسلوب، اللغة، التكثيف، والإيقاع السردي. أي “أسرار” يتم التحدث عنها غالبًا ما تكون ببساطة رؤى أو تقنيات قد يعتقد الكاتب أو المحاضر أنها أقل شيوعًا أو لا يتم التركيز عليها في الخطابات الأدبية التقليدية.

أما إذا تم استخدام مصطلح “أسرار” كنوع من التعظيم أو الغموض المبالغ فيه، فقد يتحول إلى مجرد “استعراض فارغ” أو محاولة لخلق هالة غير ضرورية حول الكتابة، بينما الأهم هو الإبداع والمهارة في التنفيذ.

 بالمعنى الحرفي للكلمة، لا توجد “أسرار” في الكتابة الأدبية. الكتابة تتطلب الإلمام بأساسيات الفن الأدبي والممارسة والتجريب المستمر. ما يتم وصفه بالأسرار هو في الحقيقة تقنيات أو رؤى قد تكون متاحة للجميع لكنها تحتاج إلى فهم عميق أو خبرة لتطبيقها بمهارة. أي كاتب ناجح يعتمد على عناصر معروفة مثل البناء السردي، الحبكة، الشخصيات، واللغة، لكنه يطوّعها بشكل مميز يناسب صوته الخاص وتجربته.

بالتالي، يمكن القول إن الإبداع الأدبي ليس لغزًا أو سحرًا، بل هو عملية مزيج من العمل الدؤوب، الفهم، والتطوير المستمر للمهارات.

مقالات ذات علاقة

الرحيل والحب والحلم في “نافلة الحلم”

زياد جيوسي (فلسطين)

فضح المستور أفضل طريق للمواجهة

المشرف العام

همس الأحبة: عمر علواش …والكتابة للطفل

حسين عبروس (الجزائر)

اترك تعليق