متابعات

طرابلس تحتضن فعاليات المؤتمر الدولي الأول لرسم وضبط المصاحف وخطها

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

فعاليات المؤتمر الدولي الأول لرسم وضبط المصاحف وخطها

انطلقت صباح يوم الإثنين 17 من شهر أكتوبر الجاري فعاليات المؤتمر الدولي لرسم وضبط المصاحف وخطها وذلك بقاعة لبدة بفندق كورنثيا في طرابلس، من تنظيم وإشراف مجمع القرآن الكريم وبرعاية مجلس رئاسة الوزراء، وسط حضور ومشاركة عربية وإسلامية كبيرة، وقدم وأدار فقرات حفل الافتتاح الدكتور “محمد عمر بن حسين”، واستهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الشاب “صالح عبد الله السيد”، تلاه النشيد الوطني ومن ثم ألقى الدكتور “محمد علي البحباح” بصفته رئيسا للجنة التحضيرية كلمة ترحيبية تلتها كلمة رئيس مجمع القرآن الكريم ورئيس المؤتمر الدكتور “طارق دعوب” الذي أعلن عن إشهار مجمع القرآن الكريم متخذا من مدينة زليتن مقرا له، تلى ذلك كلمة رئيس حكومة الوحدة الوطنية السيد “عبد الحميد الدبيبة” ألقاها بالإنابة السيد “علي الطاهر شلاك” أمين عام مجلس الوزراء وكلمة وزير الثقافة والتنمية المعرفية السيدة “مبروكة توغي عثمان”، كما شهد المؤتمر مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين مجمع القرآن الكريم ووزارة الثقافة والتنمية المعرفية، تلاه عرض مرئي وثائقي عرّف بعمل المجمع وأوضح رؤيته وأهدافه وغاياته المرجوة واختصاصاته، تلته فقرة تكريم الجهات والمؤسسات التي ساهمت في إنجاح أعمال المؤتمر.

معرض اللوحات القرآنية الفنية


أعقبه افتتاح معرض اللوحات القرآنية الفنية المصاحبة للمؤتمر بمشاركة مجموعة من اللوحات لعدد من الخطاطين الليبيين ومن دول عربية وإسلامية مختلفة، وعلى هامش أعمال المؤتمر التقينا بالدكتور “محمد البحباح” حيث حدثنا قائلا إن إقامة هذا المؤتمر يعتبر الأول من نوعه في هذا الجانب التخصصي وتابع بأن هذا المؤتمر يتكون من عدة جوانب منها البحوث العلمية وهي مُقيّمة ومُحكّمة متنوعة المشارب لتقنين الرسم والضبط القرآني قدمت من دول عربية وإسلامية كثيرة تصل لحوالي 20 دولة مشاركة، وأردف : أما الجانب الآخر فهو معرض للخط العربي واللوحات القرآنية لمجموعة من الخطاطين والنسّاخين على مستوى العالم بالإضافة لورش العمل الخاصة بالتخطيط والخط العربي فجئنا بخطاطين حتى يتمكنوا من فتح آفاق حوار متبادل مع الخطاطين الليبيين وأوضح بأن الهدف من إقامة هذه الورش هو الخروج بمسطرة قرآنية لكتابة المصاحف تشمل الروايات القرآنية السبعة وهي بمثابة اللائحة التنظيمية فطباعة المصاحف لابد أن تكون لها خريطة، واختتم حديثه بالقول إن المؤتمر سيخرج بتوصيات واعتماد لائحة عامة.

المؤتمر الأول في العالم الإسلامي


والتقينا كذلك برئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور “الواثق بالله سليمان الغاثي”، حيث أشار إلى أن هذا المؤتمر هو التخصصي الدولي لرسم المصاحف الشريفة وضبطها وخطها ويعني المؤتمر بالدرجة الأولى بوضع ضوابط يتفق عليها علماء الرسم القرآني وعلماء الضبط والخطاطين تفاديا لما نراه في الكثير من أخطاء في طبعات المصاحف تُعرض ولا تسر القارئين لذا من أهداف المؤتمر تفادي مثل هذه الأخطاء بوضع دستور يتفق عليه علماء الرسم القرآني ليحول هذا الدستور إلى الخطاطين فينضبط كل خطاط قبل كتابة المصحف ليكتبه على قواعد سليمة تلافيا للكثير من الأغلاط، وأضاف إن هذا المؤتمر هو الأول في العالم الإسلامي ولا أبالغ إذا قلت في التاريخ الإسلامي فهو مؤتمر يجمع بين علماء الرسم القرآني والضبط والمراجعة وخبراؤه وبين الخطاطين من شتى دول العالم، وتابع تقدم في المؤتمر بحوث كثيرة في ظواهر رسم المصحف الشريف وفي مسائل الضبط المختلفة بين علماء الرسم والخط الضبط وأيضا في جهود القراء وتاريخ القراءات في ليبيا وهو جانب مغفل وبذا ستعرض بحوث من عدة مناطق ليبية عن تاريخ القراء في تلك المناطق.

تعزيز الهوية الليبية


وتواصلت لقاءاتنا مع المشاركين والضيوف في المؤتمر وكان اللقاء مع “مروان عبد المالك الأمجد” حيث أعرب عن رأيه بأن فكرة المؤتمر مثمرة جدا وهي تجيء لتعزيز الهوية الليبية في اختيارات المصحف الشريف من حيث الوقف والضبط والرسم علما أن هذا التوقيت قد أثير فيه هذا الجدل فخصصت لجنة لعمل مصحف خالف ما كان عليه العمل طيلة سنوات.

المشاركات العربية والإسلامية


فيما التقينا بالخطاط السوري حول مشاركته الأولى في المؤتمر السيد “هيثم سلمو” الذي قال بأنه تلقى دعوة من الدكتور “طارق دعوب” والسيدة “فريال الدالي” للمشاركة بعملين الأول في الخط المحقق المملوكي والثاني في خط النسخ على الرسم العثماني ويتميز هذا الخط بكتابته على الرسم الاصطلاحي والإملائي فيعطي لون مخالف حسب ماكتب في المصاحف المملوكية مثلا الألف المحذوفة تلفظ وتكتب بالأحمرللدلالة والتأكيد، كما أعرب عن تثمينه للجهود الراعية لهذا المؤتمر كونه يحمل فكرة رائعة من خلال الاهتمام بضبط ورسم المصاحف مع الخط العربي والقرآني مما يضفي المزيد من الجمال والبهاء على الخط القرآني.

من جهة أخرى توقفنا عند أحد المشاركين من سلطنة عُمان وتحديدا مع الدكتور “سامي الغاوي” الذي أبدى سعادته لزيارة ليبيا التي كان يتوق لزيارتها منذ سنوات طويلة حسب قوله، وتضمنت مشاركته كتابة صحفتين من المصحف الشريف بشكل متقابل وتم تأطيراللوحات وأضاف بأن الخط الذي يعتمده في أسلوبه هو خط الثلث بينما هنالك مشاركين آخرين شاركوا بخط النسخ الخط الموجود في المصاحف حاليا لكن أنا تخصصي خط الثلث وقليلا ما أكتب بالنسخ ولذلك كل خطاط ما يجيده من الخطوط يكتب صحفتان متقابلتان وكأن القارئ يقرئ من المصحف مباشرة، مشيرا أن ثمة كوكبة كبيرة ومبشرة من الممارسين لفن الخط العربي في سلطنة عمان وهم يصقلون الموهبة بالدراسة والتعليم والمشاركة والاختلاط وحضور المعارض والاحتكاك بكبار الخطاطين للاستزادة من الخبرات والاطلاع على اللوحات الأصلية.

تضافر جهود الخبراء


والتقينا من مورتانيا بالدكتور ” محمد عبد الله زين العابدين” عضو اللجان العلمية لمراجعة المصحف الشريف وضبطه ورسمه في السعودية والإمارات وأندونيسيا، وهو يرى إن إنعقاد هكذا مؤتمر تعتبر خطوة جيدة جدا بل ممتازة لأنه يعيد الأمة للمنبع الصحيح الممثل في القرآن فكل جهد يبذل من أجل القرآن يشكر فيذكر ولاغرو أن ليبيا دولة القرآن هي التي تبادر بهذا النوع من الأفكار، ونحن أتينا ذوي خبرة قوية وطويلة جدا لمنحها لهذا الملتقى والعمل الجبار الذي سيعود بالخير والنفع على ليبيا أولا ثم على العالم العربي الإسلامي كله لذا هو ملتقى جيد وحضوره متنوع واستقى الخبرات من كل مكان، وأوضح الدكتور زين العابدين أن هنالك الكثير من القصور من منطقة لمنطقة فالضبط المغربي يختلف عن الضبط المشرقي وبالتالي يحتاج كلاهما لتضافر الجهود وتطويرها كي يصل للمرتبة السامية للقرآن، وبيّن بأن علوم الضبط في القرآن أسست لتوضيح الالتباس لدى القارئ والقارئ اليوم يختلف عن القارئ قبل 700 عام مما يجعل الضبط لايزال متأخرا لذلك لابد أن يكون هنالك علماء مجتهدون لهم قدرة وقوة لإحداث التغيير والتحديث للضبط لكي يتسنى لأي مسلم مهما كان مستواه العلمي أن يقرأ المصحف بكل سهولة ودون أي خلل.

متحف دائم للقرآن الكريم


من جانبه أكد لنا الدكتور “طارق دعوب” بأن مجمع القرآن الكريم انطلق من خلال تجارب سابقة تمخضت عن إنتاج هذا الوليد وهو نتاج ما تتميز به ليبيا على المستوى المحلي والدولي في إتقان وحفظ القرآن الكريم، وأضاف هي رسالة يجب أن تقدم من قبل ليبيا كواجب على الصعيدين الوطني والعالمي للأمة الإسلامية، وأردف قائلا إن حكومة الوحدة الوطنية بادرت لتأسيس مجمع القرآن الكريم لدور ليبيا الحيوي في طباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه إلى اللغات الأجنبية الأخرى وجمع مخطوطاته إضافة لإعداد أشخاص متخصصين بغية إنشاء أكاديمية القرآن الكريم وجمع المخطوطات في متحف القرآن الكريم وهذا المتحف سيجمع مخطوطات القرآن الكريم وعلوم رسم وضبط المصحف محليا ودوليا وهناك أجنحة لدول عربية وإسلامية ستشارك في هذا المتحف الدائم ومقره سيكون بمدينة طرابلس.

الجدير بالذكر أن أعمال المؤتمر ستستمر حتى يوم الأربعاء بإقامة عدد من الجلسات العلمية والمحاضرات التي يشارك فيها نخبة من الأساتذة والعلماء بمجموعة من الورقات البحثية والعلمية في مجال ضبط ورسم المصحف الشريف.

مقالات ذات علاقة

اجتماع تشاوري لتأسيس مجلس أعلى للمرأة

المشرف العام

النص وتحليله بين التجربة الشعرية والشاعر بمجمع اللغة العربية

مهند سليمان

«يونسكو» تجدد التزامها دعم حماية التراث الليبي

المشرف العام

اترك تعليق