طيوب عربية

ساعة مع النفس

من أعمال التشكيلية شفاء سالم
من أعمال التشكيلية شفاء سالم

قال تعالى: “ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها”. (سورة: الشمس)

فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ – أحمد شوقي.

عزيزي القارئ الكريم..

نتوقف مع النفس / الروح / الذات.. التي تشكل حركة المخلوقات بها تكون الحياة ودونها يتحقق الموت بين النفس والجسد هكذا.. ومن ثم حرم الله قتل النفس لمكانتها في وبين أنواعها ومراتبها وفضائلها من خلال التفاعل.

ومن ثم جمعت عدة أمثلة تشمل ماهيتها في إطار تعريفات وآيات وأحاديث ومعاني وشعر في ضوء تفسير مبسط عنها من حيث التصوير كما نستنبطه هنا من الآراء والمعارف المختلفة لفهم سر هذا المخلوق.

* أولا – النفس:

هي كلمة عربية ذكرت في القرآن، وتعني حرفيًا «الذات»، تستعمل للدلالة على «النفس» أو «الأنا» أو «الروح».

* ثانيا – النفس لغوياً:

لها أكثر من تعريف فهي تعني الروح أو الدم أو الجسد أو الحس، ونفس الشيء بمعنى عينه.

كما يوجد اختلاف في الثقافات وحتى في نفس علم النفس.

* ولذا قال بعض العلماء:

بأنها ذلك النشاط الذي يميز الكائن الحي ويسيطر على حركاته. فسرها البعض بأنها القوة الخفية التي يحيا بها الإنسان.

* ثالثا في القرآن الكريم:

قال تعالى: “ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها “.

 فعبر عن خلق النفس بالتسوية، للدلالة على الاعتدال والتمام، ثم أخبر عن قبولها للفجور والتقوى، وأن ذلك نالها منه امتحانا واختبارا.

* وتنقسم النفس لعدة أطوار على النحو التالي:

” النفس المطمئنة ، النفس اللوامة ، النفس الخبيثة الأمارة بالسوء “.

= ثم أفاض أهل التخصص في أقسام أخرى لتلك للمراحل السبعة للتطوير النفس تكون على النحو التالي:

النفس المطمئنة والنفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس الملهمة والنفس الراضية والنفس المرضية والنفس الشفيعة..

والنفس هي تطلق على أمور، وكذلك الروح، فيتحد مدلولهما تارة، ويختلف تارة، فالنفس تطلق على الروح، ولكن غالب ما تسمى نفسا إذا كانت متصلة بالبدن، أما إذا أخذت مجردة فتسمية الروح أغلب عليها، وتطلق على الدم..

* رابعا – وقد ففي الحديث النبوي الشريف:

“ما لا نفس له سائلة لا ينجس الماء إذا مات فيه”.

والنفس: الذات (فسلموا على أنفسكم )

 [ سورة النور: الآية ٦١ ]

* خامسا – يقول ابن سينا:

فالانفعالات النفسية كالخوف والغضب والحزن والفرح هي من العوارض التي تعرض للنفس وهي في البدن، ولا تعرض بغير مشاركة البدن، ولذلك فإنها تستحيل معها أمزجة الأبدان، وتحدث هي ايضا مع حدوث أمزجة الأبدان، فإن بعض الأمزجة يتبعه الاستعداد للغضب، وبعض الأمزجة يتبعه الاستعداد للشهوة، وبعض الأمزجة يتبعه الجبن والخوف..

* سادسا – ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي عن النفس:

صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ

فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ

وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ

وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ.

* سابعا – مجاهدة النفس:

فلابد من مجاهدة النفس وأخذ الحذر بالطاعة حتى تستقيم الامور قولا وعملا من أجل تحقيق دخول الجنة..

وألا يطيعوا الشيطان فيما يدعو إليه.

قال تعالى:

وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى “.

[ سورة النازعات: الآيتان 40 ، 41 ].

* ثامنا – ملاحظة وخلاصة النفس:

ولا يمكن تحديد مكان النفس في جسم الإنسان فكلها اجتهادات وهي مبعث الحياة..

في الوعي والادراك ، ولا يمكن تحديد عضو معين في جسم الانسان وقد عجز العلماء عن تحديد ذلك. ووفقًا للأبحاث ، يُعتقد أن النفس والوعي تنشأ من التفاعل المعقد للأعصاب والنشاط الدماغي.

وأخيرا بعد هذا العرض الموجز عن النفس / الروح / الذات.. نتمنى أن تكون قد وضحت تلك الفكرة من خلال عدة زوايا قرآن وحديث وآراء علمية وعلم نفس وفلسفة وشعر..

وبالتأكيد تتلاقى المعاني والتصور لهذا المخلوق العظيم سر الحياة الذي يدل على وجود الخالق الله عز وجل.

نظرة الفلاسفة للنفس:

* النفس عند أرسطو:

النفس أنها كمال أول لجسم طبيعي آلي قابل للحياة ” ﻓﻬﻲ التي تكمل الجسد الطبيعي الحي ﻓﺘﺠﻌﻠﻪ ذي نفس بالنسبة للحيوان مفكرة ، وبالنسبة للإنسان مفكرة.

* وعند فلاسفة العرب الكندي:

يرى أن النفس الإنسانية جوهر بسيط ﻏﻴر ﻓﺎن. ﻫﺒط من عال مع العقل إلى عالم المحسوس.

* النفس عند ابن رشد:

” ﻓﺈن النفس هي صورة لجسم طﺒﻴﻌﻲ آلي ، ﻓﻜل ﺠﺴم ﻤرﻜب ﻤن ﻤﺎدة وﺼورة، وﻜﺎﻨت الصورة ﻓﻲ الحيوان ﻫﻲ النفس ، والظاهر من أمرﻫﺎ أنها ﻻ يمكن أن تكون مادة للجسم الطبيعي ﻓﻬﻲ كمال أول للأجسام التي ﻫﻲ صور لها.

فيا رب أكرم أنفسنا بفضلك..

وصل الله وسلم وبارك على الحبيب خير نفس خُلقت حتى تقوم الساعة و الحمد لله رب العالمين.

آمين.

مقالات ذات علاقة

مستقبل الصحافة الإلكترونية

مهند سليمان

لا عودة إلى ذل اللجوء ومهانة النزوح

مصطفى يوسف اللداوي (فلسطين)

شيرين أبو عاقلة وميزان الشعب الصادق

المشرف العام

اترك تعليق