خوضاً من بحر الظلام الى بحور الظلمات . ولا فسحة للأبصار بوميض او إشراقات . صدور سحبت الأضواء بشهقات . وأطلقت الظلمات . بزفرات . وأصبحت بحور الظلمات . محيطات من الظلمات .
فيها تذوب ليبيا وتتجرع من ذوبانها جرعات . من آفاق المدن تدنو صرخات . أسقطت في الأعماق احباطا(بنغازي تنزف جريحة . وسبها تبكي على التراب طريحة . وطرابلس بالفساد نطيحة . وباقي المدن ضاقت بأهلها وهى فسيحة . )
سنوات كأنها الأربعون الماضية . للمظالم حاوية . تجر ليبيا الى منحدر وهاوية . تتبخر منها القيم السامية .
فقتلت الفضائل . وأينعت الرذائل . رذائل حميمة . تروي فروع الجريمة . وتغذي الأفعال الذميمة . وساد بين الاخوة لهيب الأحقاد . فتقطعت البلاد . وتعادى العباد . وتوشحت الأنفس بغضاء وسواد . فتندلع التفجيرات . وتحتشد العصابات . وتتنوع الاغتيالات . وينفتح على ذراعيه هدر الثروات . وتبتدع انواع السرقات . ويستباح البر والبحر والسموات .
الكل يعبث بليبيا، جماعات دينية . عصابات سياسية . عصابات إجرامية . وزمراً فاسدة مالية . ومجموعات اجنبية . بلاد تنهار . وشعباً معيشته في انحدار . من ثروة النفط ، فقير . فراشه الحصير . وغنياً فراشه الحرير . فقير عيشه تقتير . وغنياً عيشه تبذير . فقير حياته عسيرة . وغنياً حياته يسيرة .
شعباً يجتاحه وباء . وراء . وباء . إيدز والتهاب الكبد والكثير من معاضل الداء . والسبب تلوث المشافي والغذاء . والماء . وسيادة الإهمال . وعموم الإغفال .
وشباب دفنتهم المخدرات . احياء ولكنهم كالاموات . بعضهم يندفعون كالمجانين بالسيارات . ايقظوا الموت النائم في الطرقات . فقضوا بجنونهم على أطفال وعائلات . طرقات . الداخل اليها مرعوب . والخارج منها موهوب .
عابرو السبيل تنهشهم من الأشرار مخالب . أشراراً لهم عند كل ليبي مأرب . وفي السطو لهم مضارب . قطعوا السبل للساعي والسارب .
فئات يشهرون في خصوماتهم السلاح . وفئات أطلقت دوي قذائفها في ليالي الأفراح . فضجت منها الأحياء حتى الصباح . وفئات يعبثون بالسلاح . يلهون به في مزاح .
وبضائع وضيعة فاحشة الغلاء . رفعت أثمانها جشعا وأهواء . لا قيمة لها بيعاً او شراء . الا ربحا لتجار سفهاء .
ثورة فبراير كانت حلم الأحلام . يومها يوم الأ يام . عامها عام الأعوام . أقبلت بعد ان كنا والمظالم في زحام . بعد ان جثم علينا ركام . فصار الحلم كابوس وحطام . كابوس وحطام . ببلادة الحكام . حكام حققوا لذواتهم الأحلام . وحققوا لليبيين السراب والأوهام . مؤتمر وطني أفراده متكئين في الجنان . يستنشقون المباهج والريحان . والشعب في الجحيم ظمآن . يستنشق المآسي والدخان . ما جلسوا حكاماً حتى صاروا عن شعبهم غرباء . يحلقون في الأجواء . ويدب الشعب في البيداء . ما هبطوا اليه ، ماشاركوه في ليبيا العزاء . ولن يشاركوه وهم سبب البلاء .