طيوب النص

نملة طائشة

نملة
نملة (الصورة عن الشبكة.

نملة طائشة تجشؤ رُعب الخواء على حافة اليقظة، تفلّي زغب الرغبة، تحُكُّ إبِط الشهوة بأظافر العُواء، تفتقد للذّةِ الوهلة الأولى، يلوي أمعاءها طمث أسود في زُقاق المساء الأحدب، تنزفُ صديد الغياب، زفيرٌ يخمشُ حقبة الضوء السرمدي وخُطى الظِلال خلخال فوسفوري موارب خلف أعِنّة الرُخام كإيقاعٍ يؤوب لظمأ الهُنيْهة الغافية فوق نمشِ الأبد، كفطنةٍ بائتة تستثيرُ شاعرٍ نرجسي ولدته أمّهُ على هيئة خيبة في زُقاقٍ باهتٍ،  رضع الوهم من أثداءٍ طاعنة في الندم، كأنّما جاء من رحمِ الشقاء، قطّعتْ سُرّتهُ عجوزٌ شامتة قبل أن يُؤذن في أذنيه العارمتين، أنا كهلٌ لا أكتب نصوصاً  يشتهيها الغياب،  ولا أجادل  امرأة من زمن الأفول، ولا أربُتُ على كتفِ الواهمين حتى لا أسقط في سلة النشاز، أتأمّلُ المسافات تلك التي  تذوبُ بلا كلام، تشتهي إيقاعات الطيور، كما الليل حين يتقمصُ اللحظة المرميّة من نافذة عجولة في مدينة باهتة، إذ يسود الصمت على حوافِّ الهُوّة الجليلة حين تقرئينني، اشكو للبن اللامع بعينيكِ الواسعتين، أنفّضُ عن كلِّ مُنعطفٍ صولة الغبار، كُلّما غفت بُرهة السلام على كاهل الضوء وصمتُ حشود السنابل، كان التحديق والتأمل وجهان لفكرةٍ صائبة، ليس من الحكمة أن أكون نرجسيًا، أحوم حول مضارب شاعرة تكبرني بألف قصيدة، وليس من الحِنْكة الفَطِنة أن أمرّغَ تاريخ انتصاراتي خارج الديار في وحلِ البداءة، ولأن الظفر المجيد انبجس من فم المجاز العتيد، ومن أزْرةٍ رابتة لقديسة تُطعمُني رغيف المسافات المُتعبة، تقرؤني بنداوة الشغف الجليل لِتظل شرنقة اللغة تبحث عن فحولة الأضداد لتنجب سُلالة لا تسعها الأصبوحات ولا الأمسيات الشعرية الباهتة . 

مقالات ذات علاقة

يستشهدون

المشرف العام

مطاردة!

مفيدة محمد جبران

العوام يغنون ويحلمون

المشرف العام

اترك تعليق