متابعات

صالح قادربوه يُحيي ثلاثين عاما من الشعر

أمسية شعرية بعنوان (ثلاثون عاما من الشعر) للشاعر صالخ قادربوه

نظمت مؤسسة الحومة أمسية شعرية بعنوان (ثلاثون عاما من الشعر) للشاعر الليبي “صالح قادربوه”، وذلك مساء يوم السبت 27 يوليو الجاري بفضاء محمود بي للثقافة بالمدينة القديمة طرابلس بحضور كبير للنخب الأدبية والفكرية.

فيما تولى تقديم وإدارة الأمسية الشاعر “خالد درويش” الذي أكد أن الأصوات الشعرية ذات المقام العالي ظلت تصدح وتكافح وتكرِّس موهبتها، وها نحن اليوم نحتفي بأحد أبرز النجوم في سماء الشعر ممن أخلصوا للشعر وعاشوا له زمنا طويلا، وأضاف درويش بالقول : إن الشاعر صالح قادربوه على مدار ما يربو عن الـ30 عاما أمطر الشعر بغزارة نلتقيه اليوم لنلمس هذا العطاء والزخم بعد رحلة عمر مع الشعر، ولنشاهد ذلك الفتى الذي حاول أن يكون الشعر مصباحه كيف أنار ظلمة من حوله بوهج الشعر على مدار ثلاثة عقود من الكتابة الشعرية، وأردف درويش قائلا : اليوم أرحب بصديقي وزميلي زميل رحلة الشعر ففي حين فرض جيل التسعينيون كما سماه الشاعر “رامز النويصري” هو جيلي وجيل صالح، وبيّن درويش قائلا : حين اضطرت رابطة الكتاب والأدباء الليبيين بعد أن لم تجد مفرا سوى الاعتراف بأحقية هذا الجيل الذي صار ينتشر عربيا، وأدار ظهره لها ولمؤسساتها على موقف متشدد من رئيسها آنذاك رحمه الله، فلم تجد الرابطة إلا أن تقيم لنا أمسية خاصة بقاعة ابن الإجدابي تحت عنوان (أصوات جديدة في الشعر الليبي) كان فرسانها الأربعة – رامز النويصري، خالد درويش، أم الخير الباروني، صالح قادربوه-. هكذا جاءتنا عضوية رابطة الأدباء والكتّابن وصرنا شعراء متوجين برغم العنوان (أصوات جديدة).

بدوره استهل الشاعر “صالح قادربوه” الأمسية بتوطئة عرّج من خلالها على محطات من مسيرته الشعرية والأدبية التي امتدت زُهاء الـ30 عاما وأبرز التحولات المرحلية التي رافقته أثناء تجربته مع الكتابة الشعرية وتنقله في الكتابة بدءا من الشعر العمودي الكلاسيكي ثم التفعيلة وصولا إلى قصيدة النثر التي حسب وصفه أتاها متحمسا ومفعما بالحماس.

ثم انبرى الشاعر صالح قادربوه على منصة الالقاء ليعزف بشجن الناي باقة تباينت فيها الرؤى والاتجاهات، وقضية الإنسان واحدة يتناص معها الجميع ففي قصيدة (رؤيا) يداعب قادربوه أحلام صاحبه، ويطرح تساؤل التأويل (الروحُ تصلبُ والأطيارُ تأكلها
يا صاحبي هيَ رؤيا من يؤولها
لا ربَّ أسقيه خمراً في المنامِ ولا
كواكبٌ سجدت والنجمُ أولها
سلاسلُ السجنِ شوكٌ والفِراشُ مُدَىً
وهَدْأتي ضِحْكة السجَّانِ تثقلها
بيني وبينَ مَقامِ الحَتْفِ مُوصَدَةٌ
سُدَّتْ بصخرِ ليالٍ ناءَ كلكلها)

وفي قصيدة (السندباد الليبي) يسافر الشاعر إلى مجاهل يعرف كُنه ما تأوي دونما خوف يكسر ضلع الشجر (خذوا صمتكم معكم عندما ترحلون
وخلوا لشطآن حزن النوارس
أغنية من فتات الظنون
يكفي القصيدة أن تسكن الروح
دون سوى
في المقام الشهودي
حيث لا خوف يغفو على ربوة الصبر)

ويواصل الشاعر صالح قادربوه” إشهار المزيد من الأسئلة في وجه العواصف التي سمعت القصيدة دوِّيها قبل رادرات المراصد الجوية (هل فيكم شجرُ الإنسانيةِ أم يَنْخَرُهُ الشرّْ ؟
ويَسَّاقطُ منه الثمَرُ حَشِيفا
وحُتُوفا
أأبوكم إسماعيلُ أم الغُولُ ؟
بلادٌ مِن عَرَقٍ وغناءٍ صارت قفْرَا
وغِنَىً مِن فَرْطِ القهرِ غَدَا فقرا
ألِهذا الصَّلْدِ القاسي ثوبُ حنينْ
موسيقى العمرِ طبولٌ و جنونْ
كُلُّ الأسماءِ نُعُوتُ
وسفينة نوحٍ لا يسكنها إلا الموتى
وصَارِيها تابوتُ.

كما اختتم الشاعر بعدد من المختارات الشعرية نذكر من أبرزها :

اسمك

هذا ما سأفعله باسمك
سأشده من أذنه
وألقيه في حلبة ثيران
لتنهشه القرون الحاقدة
سأكتبه علي جدار في شارع مظلم
ليبول عليه السكاري العابرون
سأنقشه علي رمال الشاطئ
لتلتهمه موجة جائعة.

حصان بحر

نصفه سقف
ونصفه حديقة أكياس
والهواء سلم معدنيّ
تتدحرج فكرة الصعود والهبوط على الحافة
أيها التلميذ المارّ بحقيبة على الظهر
ودمامل في القدمين
تعال لنرى في عينيك البالونة وصحن الشاي
أو تعال لنتحدث فقط عن خطواتك المتثاقلة.

مقالات ذات علاقة

رواق المغاربة يختتم فعالياته

مهند سليمان

حزمه نجوم تنير

علي عبدالله

الهوني يستعيد ذاكرة «الميراماري» بدار الفقيه

المشرف العام

اترك تعليق