طيوب المراجعات

مقدمة كتابات ليبية

مقدمة في كتابات ليبية للكاتب سليمان كشلاف، السنة: 1982م

كتابات ليبية للكاتب سليمان كشلاف

تخطت مقدمة الكاتب سليمان كشلاف –رحمه الله- مفاهيم المقدمة العلمية التي تعتمد على المنهج العلمي في كتابة المقدمة، واتبع طريق أخر في الاقتراب من القارئ حيث شكل لوحة فنية من الكلمات الوطنية التي تغذي الفؤاد وتكسب الألباب، وتبعث الروح النقية من جديد، اختار عنوان مقدمته: يا وطني.

 يقول الكاتب عن الوطن في بداية المقدمة: (أحببتك قصيدة حب يتغنى بها الأطفال في بلادي.. أحببتك سهلاً وجبلاً ووادياً.. مرجاً أخضر وصحراء قاحلة وبركة ماء في شارع مظلم في قرية من قرانا الحبيبة.. أحببتُ فيك براءة الأطفال وحكمة الشيوخ وضحكات العذارى وأحلام الشباب)، بدأت المقدمة بالوطن ووصف الخيرات والنعم المحيطة بأهله، فالوطن يتمتع بالطبيعة الجميلة التي أبدعها الكون في مختلف المدن والقرى، وفي الوطن نرى الإنسانية في صور متنوعة من الناس بأعمار مختلفة يرسمون معالم ساطعة من الحب والأمل.

يا وطني…

(أحببتك وتعذبت بحبي لك.. أغار عليك غيرتي على حبيبتي…أضمك بين أحضاني كما تضم أم وليدها.. ذرات رملك في عيني كالكحل في رموش الحسناء.. أغلق عيني على حبك كما تغلق العذراء جفونها على فارس الأحلام) هذه المشاعر النبيلة تشد القراء، وتملأ قلوبهم بالشوق والفضول للقراءة، وتحي القلوب بعد مماتها، إنه الوطن الوفي بأهله، يقدم معاني الإخلاص لأبنائه.

يا وطني…

(أقف باستعداد عند عزف النشيد الوطني.. أحضن علمك عندما يرتفع.. أرفع يدي تحية له.. لأنه رمزك.. كل نغمة في النشيد، كل خيط في العلم، يضم الصحراء والجبل والبحر والسماء.. يضم كل البشر الذين ماتوا والذين سيولدون.. يحكي تاريخ آلاف السنين) جمع الكاتب المدن المختلفة في الوطن المترابطة تحت مظلة الوطن، والتاريخ هو الشاهد عليهم.

يا وطني…

 (فيض حبك لم يدع مكاناً في خاطري للكراهية…فمن يملأ حبك وجدانه لا يستطيع أن يفكر في خطايا الآخرين) تحتوي المقدمة على نشر الحب بين الناس ونبذ الكراهية من أجل الوطن.

الكاتب الراحل سليمان كشلاف.

يا وطني….

(أحبك في عباءة نسجت من صوف أغنامك.. أحبك في حناء خضبت بها عذراء يداها وقدماها يوم عرسها.. أحبك في باقة فل يحملها زوج لزوجته فيها الكثير مما يعجز اللسان عن قوله..) والوطن عطاء في أشكاله الاجتماعية المختلفة التي تحمل المحبة ونشر الألفة بين الناس.

يا وطني..

(طفت ربوعك.. عرفت حجمك واتساعك فقَصُر لساني عن التعبير بكل ما يجول في خاطري.. فحفظتك في أنشودة رددتها جوانحي قبل أن تهمس بها شفتاي.. تعيشي يا بلدي..).

أبرزت مقدمة الكتاب منابع المحبة للوطن، والكتاب يحتوي على نصوص أدبية ليبية في الشعر والقصة القصيرة، وضمت أسماء متعددة من الأدباء الليبيين، وكانت الدراسة للكاتب والناقد سليمان كشلاف ناضجة في الأدب الليبي.

مقالات ذات علاقة

كيف أدخل الليبيون ثقافة استهلاك الشاي إلى تونس

المشرف العام

بين الفن المسرحي والقانون

المشرف العام

قراءة في كتاب: داعش وأخوتها

حسن المغربي

اترك تعليق