عندما لاح خيالها من بعيد،
صحت :
أجل، بهجة قادمة !
عندما جاورتني،
تسابقت الظلال في ابتهاج،
لتلقي نظرة !
عندما خاصرتني،
على غفلة من نهار مضيء،
ابتهج الليل،
ورقص في نشوة غامرة !
عندما رافقتني وتوسدت كتفي،
راق العطر،
وانسكب في الفراغ !
عندما مالت قليلا،
وحدّثتني،
عادني بعض من الزهو !
عندما لامست أصابعها،
مترددا،
تبعثر الأحمر الشفقي،
على الوجنتين !
عندما وقفت على حافة الركح،
وتطلّعت حولها في إنتشاء حميم،
ترجّل المايك،
وانحنى منبهار ورفع القبّعة !
عندما غنّت،
اندفعت تراتيل ” الجاز ” التي كانت في الإنتظار،
وغمرت القاعة في إنشاد خرافي،
قلّ نظيره !
عندما أطلقت بحّت صوتها،
صرخ الساكسفون،
وانسكب البلوز من الجرار العتيقة !
عندما أذهلتني،
همست لها :
تعالي نحطم هذا الجليد، وننعم بالليلة الدافئة !
عندما ودّعتني في الهزيع الأخير،
أسرّت لي :
النمنمات الأولى لغبش الفجر،
تجهر للندى :
كان الليل، نهار طويل !
عندما افتقدتها حضورها،
ارتجل السهر بعض المواويل !
عندما غابت،
اكتأب حلم على غفلة من يقين !
وعندما توارى طيفها تماما،
انسحب خيال،
وهام متجهما في الدروب البعيدة !!