متابعات

عبد السلام الغرياني:الروائي الليبي يتفوق على نظيره الغربي

محاضرة بعنوان (روائيون عالميون من ليبيا)

أقيم بفضاء محمود بي الثقافي بالمدينة القديمة طرابلس ليلة الثلاثاء 19 مارس الجاري محاضرة ألقاها الكاتب والمترجم الليبي “عبد السلام الغرياني” الذي يتناول في محاضرته المعنونة (روائيون عالميون من ليبيا) محاور عن الأدب الليبي ومدى انتشاره خارج الوطن فضلا عن دور الترجمات في انتشار الأدب بوجه عام، وذلك ضمن فعاليات الموسم الرمضاني لدورة (أيام الخير) من ليالي المدينة لعام 2024م، وافتتحت الكاتبة الصحفية “فتحية الجديدي” التي أدارت وقدمت الجلسة بتوطئة أشارت من خلالها إلى أن ثمة عدة نصوص روائية ترجمها أصحابها قد شكلت أفقا لفضاءات واسعة ومساحات اقتراب لنقل الواقع وتوثيق أحداثه تبعا لرؤية الأديب وأفكاره، موضحة بأن تجارب مختلفة نقف عندها تلج بنا نحو مداخل متنوعة في عالم الرواية وما تحتله من حيّز كبير بمجرياتها وتركيبتها وبنائها الفني وجدليتها الفكرية .

تهافت الغرب على ترجمة أدب إبراهيم الكوني
من جهته أوضح الكاتب والمترجم “عبد السلام الغرياني” أن سبب انتشار أدب إبراهيم الكوني عالميا يعود إلى كونه جسّد ظاهرة أدبية في الأدب العربي فهو لم يخرج من محليته المتمثلة في إخلاصه للكتابة عن الصحراء، وتابع بالقول : إن الكاتب والروائي الغربي عالج تقريبا في المدوّنة السردية لديه معظم إن لم يكن جميع القضايا الحياتية المتشابكة عبر ثيمات الميلاد والموت والخيانة والحب، وعاد الغرياني متسائلا عن العامل الرئيس في نجاح وانتشار أدب إبراهيم الكوني مضيفا بأن روايات الكوني التي تُرجمت للغات الحية مثل الإنجليزية والإسبانية والألمانية والروسية واليابانية جعلت من القارئ الغربي منجذبا بدرجة كبيرة لما يكتبه الكوني فالقارئ الغربي حسب الغرياني غالبا ما يلقى صعوبة في الاطلاع على عمل روائي خارج هويّته الثقافية والوطنية، وأردف الغرياني قائلا : هنالك جانب يفتقده القارئ الغربي وجده في روايات إبراهيم الكوني وهو أدب الصحراء حيث إن وطأة الحضارة الغربية وتوحش أليات المنظومة الرأسمالية دفعت بالإنسان الغربي للبحث عن المعاني الحاملة للنُبل الأخلاقي والسمو الروحي والتساؤلات الوجودية الكبرى حول فلسفة الحياة والموت وفلسفة الكينونة وطرق أسئلة من قبيل لماذا نحن هنا ؟ وإلى أين سنذهب؟ وكيف سنعالج حياتنا ؟ وأشار الغرياني إلى أن الرواية عند الكوني يغلب عليها البُعد الفلسفي تتخللها الاستعارة والرمز أكثر من كونها عمل روائي فني فيتنقل بين عوالم الأساطير وسط الصحراء التي ألهمت الأنبياء بالعديد من النصوص واعتبارها حتى اليوم الثيمة الجوهرية لمعنى الوجود.

تجاهل إبداعات الروائيين الليبيين
كما بيّن الغرياني في سياق حديثه أنه من الممكن جدا أن يبلغ الروائي المحلي آفاق العالمية بواسطة الترجمات ففي ليبيا يوجد كم هائل من المبدعين في الرواية وفي القصة وفي المقال وفي الفكر وهؤلاء حسب الغرياني لا يقلون شأوا وأهمية عن الأقلام الغربية المبدعة بل ويتفوقون عليهم أحيانا مثل منصور أبو شناف، وخليفة حسين مصطفى، وأحمد إبراهيم الفقيه ، ونجوى بن شتوان بيد أن هذه الأصوات الخلاقة طُمست وغُبنت جهود أصحابها، ولم تحظى أعمالهم بالترجمة إلى اللغات الأجنبية الأخرى، ويضيف الغرياني أن سبب هذا النكوص ترجع جذوره لغياب العمل المؤسساتي الفاعل، والروائي أيا كانت خلفيته الإثنية والعرقية لديه فكرة رؤيوية وهمّ وطني ومحلي يهدف لقوله، وأكد الغرياني في آن عملية الترجمة تحولت لصناعة واحتراف تُحرِّكها وتدفع فاعليتها مؤسسات تسويقية ضخمة، وبالتالي لابد أن تمر هذه الصناعة بجملة خطوات قبل أن تصل ليد لقارئ، وفيما يذكر أيضا أن معارض الكتب الدولية تحول معظمها عمليا لسوق لتبادل العقود بين دور النشر العالمية، من جهة أخرى تطرق الغرياني لتجربة الروائي “هشام مطر” موضحا بأن الثيمة التي يقوم عليها أدب هشام مطر ترتكز في المقام الأول على السيرة الذاتية بدءا من عمله الأول المعنون (في بلد الرجال)، وتابع الغرياني مؤكدا أن هذه الثيمة قد استهوت القارئ والمتلقي الغربي لمعرفة ما يدور داخل ليبيا فليبيا بلد كبير متعدد الثقافات ومتنوع بطبيعته الجغرافية فما مرّ على ليبيا من حضارات شكّل رصيدا ثريا لليبيين ولتاريخهم في المقابل حمّل الغرياني مؤسسات الثقافة الليبية مسؤولية التقصير واصفا إياها بالمُجحفة في حق شريحة المبدعين الليبيين.

مقالات ذات علاقة

(دار الفرجاني) من (الحنين الظامئ) إلى (خرائط الروح)

حواء القمودي

مؤتمر صحفي يعلن عن انطلاق فعاليات مهرجان الثقافة الليبية

مهند سليمان

توثيق ذاكرة ليبيا «فوتوغرافيًا» بمعرض في بني وليد

المشرف العام

4 تعليقات

مظفر 20 مارس, 2024 at 11:55

لا ادري كيف ابداء ولكن .لابد ان الاعتراف بان الكتابة او الالقاء واستخدام للحروف والكلمات باتقان,فهو يعد من الابداع بل هو الابداع ابتداء ،انه سطور واساطير ونقش وانغام ، او كان شعرا او نثرا او خطابة او ترانيم ،وسواء تبلور في رواية او نحتا او اغنية،او معروفات ومماويل وسرد قصص والحان و رقصات. بل هو اعظم ابداع واعظم إعتبار واحترام ومشاركة
،ابداع العقل والروح والفطرة والنظرة الثاقبة الخارقة والخيال ولا يقدر عليه إلا من اجتمعتا له .انه ايقاع تهتز له الحياة وتتحرك ولابد له ان يكون فطريا وان يكون حبا وصدقا وانسان .ايقاع يقع في الاعماق ،ليخلق الإنسان والجمال والحياة. وهذا فقط تتفاعل معه القلوب والاحاسيس ويكون لحضوره كل الخلود وكل الايجابيات

رد
المشرف العام 21 مارس, 2024 at 05:27

نشكر مرورك الوارف

رد
فتحي الورشفاني 27 مارس, 2024 at 23:17

لماذا يتجاهل المحاضران تجربة الروائي الليبي محمد الاصفر ، هذ ه التجربة التي حققت سطوعا عالمياوقد ترجمت العديد من أعماله لعدة لغات حية ،لكن نجده قصورا في رؤية المحاضر الغرياني الذي لم يكن مطلعا على التجارب الإبداعية الليبية .

رد
المشرف العام 28 مارس, 2024 at 01:39

نشكر مرورك الكريم…
وسؤالك مشروع!!!

رد

اترك تعليق