عبدالسلام سنان
كاتبٌ أنا
بسيطٌ جدا أنا
بيدٍ أحمل مشكاة عتيقة
أضِيئُ العتمة من زُقاقٍ إلى زُقاق
وبالأخرى أجمل نصٍّ نثري
لا يفقههُ إلاّ الدراويش البسطاء
يتحجّرُ في حلقي ينبوع الفكرة
وكلامٌ في المُحال
كما تتعثّرُ المُفردة بغبشِ الغياب
وغُرْبةٍ في أرض الجليد الأبديّة
مُذْ كانت في بالِ الرحيل صرخة
حتى طحنتها ريح الظمأ
وقطرة العطشُ النبيل
وبِطعْنةٍ أخيرة في خاصرةِ الجفو
يُخمدُ شهْوة الطين
كوسواسٍ خائرٌ يلفحُ سديم الليل
يرفُلُ بظمأ الأزل
عند بُرهةِ اليقين
وندْهُ البراءة خِنْجر صدئٌ
وصلصال النقاء مقام الهديل
سجيّة العطش ولوثة القِطافُ في نصٍّ عُذُري
من أطْفأنِي ؟
وأنا على قَيْدِ نَصٍّ يُناهِزُ ظِلَّ الغِواية
قبل أن أرمي نرد الحظِّ بِحجر
وبعد ميلادي المُتعسّر بِقصيدة
وأنا تغزوني مواسِمِ الأمطار
حتى عاد كرنفال البُنْ لِذاكِرتِهِ الغجرية النبيلة
تدنين مني وتجيئين ببوصلةِ التوق
وفي أقدامُكِ ندْهٌ إلى هروبٍ
كالنزفِ المُراق في ليلٍ حزين
ورجع صدى الأمس الضئيل
ظِل السليقة ينهشُ لغة الخواء
أحصي مُفردةِ البلل بِمقامِ شِتاءٍ وقصيدة .