الإثنين, 3 مارس 2025
قصة

نص: الطاولة العارية

(الكرسي) من أعمال التشكيلي الليبي عبدالجواد المغربي
(الكرسي) من أعمال التشكشيلي الليبي عبدالجواد المغربي

عارية الطاولة… سحبت عنها المفرش الذي تدثرت به، إذ كلما اتسخ استبدلته بآخر حتى لم تعد تعي شكلها الحقيقي أو لونها، سوى أنها خشب تذكرها أقدامها بذلك حين تضطر للركوع تحتها.

اليوم.. صممت أن تعريها تماما.. ازالت الكتب والأوراق وجهاز الحاسوب ومربعات الفلين، ثم وبحركة مسرحية سحبت ردائها، فظهرت مصقولة ونظيفة وناعمة.. شعرت ببدنها يتنفس وطاقة فرح تفلت منها. وضعت عليها مزهرية بباقة ورد وصلتها الليلة الماضية من معجب قديم.

تغيرت الغرقة كاملة.. بدت مريحة ومنسجمة الألوان خاصة مع أرضيتها الخشبية، كما وأن لون الورد الزهري والسماء الرمادية المطلة من النوافذ الأربعة جعل المنظر كلاسيكيا.. ماذا ينقص الآن؟ تساءلت وهي تقف وسط الغرفة تتمعن في الطاولة.

رفضت أن تشرع أجنحتها لريح الماضي..أن تتذكر أماكن سكنتها فيها طاولات خشبية أو زجاجية أو معدنية مستترة لمستها بمحض الصدفة وهي تغير أرديتها. كما أنها قاومت الرغبة في أن تتخذ قرارا أن تترك الطاولة عارية أم تغطيها في وقت لاحق.

عنت لها اللحظة دون سواها، أن تجلس إليها وتستمتع بملامسة خشبها، وأن تكتب ليس أكثر.

مقالات ذات علاقة

البيضة والدجاجة الحمراء

عائشة إبراهيم

البيت

فتحي نصيب

خبز ونساء…

المشرف العام

اترك تعليق