متابعات

مجمع اللغة العربية يستضيف أندلسيات الشعر الليبي

محاضرة الجمعية الليبية الأندلسية عن أندلبسيات الشعر الليبي بمجمع اللغة العربية بطرابلس

أقامت الجمعية الليبية الأندلسية في إطار فعالياتها الثقافية محاضرة تناولت موضوع (أندلسيات الشعر الليبي)، ألقاها الدكتور “علاء الدين الأسطى” أستاذ النقد والبلاغة بقسم اللغة العربية بكلية العلوم الشرعية جامعة طرابلس، وذلك بقاعة المحاضرات بمجمع اللغة العربية بطرابلس مساء يوم الإثنين 19 من شهر فبراير الجاري .

سمات الشعر الأندلسي
بحضور ثلة من الأدباء والشعراء وعموم المهتمين، انطلقت المحاضرة تحت إدارة وتقديم الدكتور “رضا محمد جبران” أستاذ الأدب العربي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب واللغات بجامعة طرابلس. فيما توقف الدكتور الأسطى في مستهل حديثه عند سمات الشعر الأندلسي بأشكاله وأجناسه من موشح وزجل وشعر طبيعة، وكذلك عند سمات النثر بما فيه من صنعة أسلوبية رفيعة، وفي سياق محاضرته أشار الدكتور الأسطى إلى نبذة عن أندلسيات الأدب العربي الحديث والمعاصر، وأندلسيات النثر العربي وشعره علاوة على نبذة عن أندلسيات الأدب الليبي ونثره، وأوضح الدكتور الأسطى أن محاضرته تهدف إلى تسليط الضوء على مجموعة من النصوص الأدبية التي يكون موضوعها الأندلس أو تحمل إشارات أو ملامح أندلسية كما أضاف الدكتور الأسطى بالقول : لقد كثر توظيف الرموز الأندلسية من أمكنة وشخوص في مجالات القصص والمسرح والنثر فضلا عن الشعر، وحسب الدكتور الأسطى أن المؤلفات المسرحية التي كتبت حول فتح الأندلس أو صقر قريش أو غادة إشبيلية أو سقوط غرناطة وغيرها من النماذج والنصوص كثيرة ومتعددة بما فيها الروايات المشهورة مثل رواية (المورسكي الأخير)، و(البيت المورسكي)،و(ثلاثية غرناطة).

الأندلس في الأدب العربي
وتابع الدكتور الأسطى : لقد لاحظنا من خلال البحث أن رواية ثلاثية غرناطة اتجهت مؤلفتها الروائية المصرية “رضوى عاشور” قبل الشروع في كتابتها إلى مدينة غرناطة وعاشت في حي البيّازين شهورا لكي تعيش وتتشرّب معالم الطبيعة وأجوائها وتفاصيل أزقتها هناك، وهذا ما فعله أيضا الكاتب “صالح الأشطر” الذي ترك بدوره فرنسا وانطلق نحو إسبانيا عام 1953م فلم يحمل معه من المصادر والمراجع سوى ديوان أحمد شوقي، ونتج عن رحلته تأليفه لكتاب (أندلسيات شوقي)، واستشهد الدكتور الأسطى بعدد من التجارب الشعرية لشعراء عرب كان للأندلس منزلة في قصائدهم مثل نزار قباني ومحمود درويش وأدونيس بالإضافة لإشارته عن تأثر الشعراء الحداثيين العرب بمقتل الشاعر الإسباني “لوركا” كبير فلا حد له ولا وصف بينما لفت الدكتور الأسطى إلى أن اهتمام الكتّاب والروائيين بالأندلس قد تجاوز العرب إلى غيرهم من أدباء الغرب.

حضور الأندلس في الأدب الليبي
من جانب آخر تطرق الدكتور الأسطى للحضور الكبير والبارز للأندلس في القصة والرواية الليبية نظرا لمدى ارتباط المجتمع الليبي بالأندلس وبخصوصية تراثها الأدبي والفني، مشيرا إلى أن انعاكس هذا التأثر بالأندلس نراه جليا على الشوارع والمؤسسات التعليمية والمقاهي التي سُمّيت بأسماء المدائن الأندلسية كغرناطة وطُليطلة، وتطرق الدكتور الأسطى لتجربة الأديب والتشكيلي الليبي الراحل “رضوان أبو شويشة” من خلال مجموعته القصصية “موجة حب إلى غرناطة” حيث يتأمل فيها أبو شويشة صورا للحنين للأندلس راصدا مأساة سقوط غرناطة ضمن قالب سردي خفاق، ويشير الدكتور الأسطى لرواية (الرداء الأسود) للكاتب “علي أبو زبيدة” الذي يستدعي في آواخر عمله الروائي شجونه عن الأندلس في مقاربة سيريالية ما بين درنة وبلاد الأندلس، في المقابل بيّن الدكتور الأسطى بضعة تجارب في النثر والشعر مُبرزا تلك التي تُجسّد نكبة الأندلس وضياعها وتُسقطها على الواقع العربي والإسلامي المعاصر وهي وفق توصيف الدكتور الأسطى البلاغة الأسمى التي انبرى الشعراء الليبيون للتعبير عنها بتوظيفهم للرموز الأندلسية لكنّ هذا لم يمنع الشعراء من استدعاء الأندلس واستحضارها في ساعات الصفاء وألوان الغناء والفرح.

انعاكس تأثير الأندلس
وأكد الدكتور الأسطى في ختام محاضرته أن ملاحظة الأندلسيات في الشعر الليبي الحديث والمعاصر لا تحتاج إلى الكثير من البحث والتأمل فالأندلس تاريخا وتراثا تعيش في وجدان المجتمع الليبي، والشعراء الليبيون فهم أولى الناس بارتباط وجدانهم بالأندلس إذ يعيشونه مع المجتمع ويقرأونه ويتأملونه في التراث النقدي واللغوي والثقافي الذي صار رافدا أساسيا لإبداعهم.

مقالات ذات علاقة

أمسية شعرية تُزهر اليقين بالجمال

مهند سليمان

ثلاث إصدارات جديدة وصلت هذا اليوم

المشرف العام

مؤسسة كروم: دورنا هو وقف نزيف التاريخ الليبي

لينا العماري

اترك تعليق