قامت «مؤسسة كروم للثقافة والإعلام » أخيرًا بزيارة مسجد أحمد باشا القره مانلي الذي تعرَّض للتخريب من قبل مجموعة من المتشددين تحت دعوى صيانته.
وجاء في زيارة المؤسسة كثير من التفاصيل والنتائج أثمرتها جهود أعضاء المؤسسة بعد اطلاعهم على الأضرار التي حلت بالمقبرة العثمانية بالمسجد، والحالة التي آلت لها، فالمقبرة تحوي ضريح أحمد باشا القره مانلي، الوالي التركي الذي أسس المسجد سنة 1737، والذي تعرَّض للتخريب الاثنين 6 أكتوبر 2014.
هدوء يسود اللقاء
وفي تصريح خاص لـ« بوابة الوسط» أفاد وسيم عبدالرزاق البوراوي رئيس مجلس إدارة المؤسسة بأنه التقى بصحبة أعضاء المؤسسة المجموعة التي قامت بالدخول إلى المقبرة وأزالت رفاة قبور عائلة القرماني، قائلاً: « نحن كمؤسسة دورنا هنا هو وقف هذا النزيف حالاً ومن دون تضييع وقت والمحافظة على ما تبقى من أماكن تاريخية بمدينة طرابلس وغيرها من المدن والمناطق الليبية.
وبذلك ذهبنا للمسجد ووجدنا المجموعة التي قامت بأعمال التخريب موجودة بداخله، التقينا بهم وتعرفنا على اسمائهم، حيث الهدوء يسود اللقاء ولا جود لأي صدام أو مشاكل، ولم أسألهم عما حدث لأني رأيت أن أدخل معهم في حوار يختلف عن باقي الحوارات التي دارت معهم في السابق.
فهم مجموعة من الشبان لا ينتمون إلى الجماعة التكفيرية ولا الجهادية، هم فقط سلفيون لا يتبعون الأوقاف ولا دار الإفتاء، حسب قولهم أن هدفهم كان إلغاء المقبرة العثمانية التي تحتوي على حوالي 155 ضريحًا للعائلة القره مانلية ونقلها».
ويكمل البوراوي قوله: «مما أفادوني به أنهم كانوا يبحثون منذ شهر عن جهة رسمية تكون مسؤولة عن الأضرحة، فقاموا بمحاولة التواصل مع السفارة التركية بطرابلس ظنًا منهم أنها ستأخذ الأضرحة لمكان آخر».
ثمار اللقاء
وذكر رئيس مجلس إدارة المؤسسة نقاطًا قد تم الاتفاق عليها بعد هذا اللقاء وهي:
أولاً: أن يتم توقف هذه الأعمال والاقتحامات للمباني التاريخية.
ثانيًا: أن يتم إعلامنا بأي خطوة تابعة لما حدث أو جديدة للأماكن الأخرى.
وبعد هذا اللقاء تواصلت المؤسسة اجتماعًا مع السيد عضو «مجلس بلدية طرابلس المركز» إبراهيم الشبلي بخصوص اللقاء وتم الاتفاق على عقد اجتماع مع هؤلاء الشباب لتبادل الحوار ووضع الرؤية والرسالة للمسار الذي يجب أن تكون عليه حالة الموروث الثقافي والتاريخي لطرابلس.
وعن المؤسسة أفاد البوراوي بأن الرؤية كانت تأسيس منظمة أو مؤسسة سميت بـ «كروم» لجمالية وقوة هذا المعدن الذي يعطي انطباعًا عن صلابة وشدة طموحنا بالمعرفة والثقافة.
يتركز نشاطنا على كل ما هو مفيد من علوم ثقافية أو إنسانية والتاريخ وحب الهوية الليبية.