عمر الكدي
القضاء والقدر
نولد دون أن نختار مكان ميلادنا
ولا أسماءنا ولا جنسنا
دون أن نختار أدياننا
ولا عائلاتنا ولا قبائلنا
ولا لون بشرتنا ولا لغاتنا
هذا ما يسميه جدي
بالقضاء والقدر
وغير ذلك فالانسان مسؤول
على خيره وشره
قد نغير أدياننا
ونهاجر ونغير بلداننا
غير أن ما ولدنا به
يظل معنا إلى آخر نفس.
ليلة القدر
جدتي تسميها ليلة عيش الله
قبل المغرب يحمل جدي وأبي
قصعتين كبيرتين إلى الجامع
جدتي تفضل الكسكسي
وأمي تفضل البازين
حيث يمكن للآكلين الاختيار بين الاثنين
ثم تبدأ جدتي صلاتها الطويلة
وهي تدعو للجميع
تدعو لجدي بالهداية
وأن يحشر معها في الجنة
وتدعو لي ولكل أحفادها
وأولادها وبناتها بالتوفيق
ولا تنسى جيرانها والمرضى والمسنين
بينما جدي يدخن لفافاته ويشرب
الشاي بالنعناع
ويقول لها ليست الليلة ليلة القدر
وصلاتك لن تتجاوز سقف البيت
فتدعو له بمزيد من الهداية
وتقول يا ربي أصبر عليه قليلا
فأنا أعرفه أكثر منك
قلبه طيب ولم يفعل إلا الخير
وأنت غني عن صلاته وحجه
وفي السحور يتركها تصلي
ويسخن ما تبقى في القدر
ويقول لي يبدو أنها
ليلة القدر وليس القدر.