المقالة

القرصنة والبحرية الليبية

إحدى قطع الأسطول الليبي رافعة للعلم المخطط بالأبيض والأحمر والأخضر ذي الأهلة الذهبية الثلاث (الصورة: عبدالحكيم عامر الطويل)
إحدى قطع الأسطول الليبي رافعة للعلم المخطط بالأبيض والأحمر والأخضر ذي الأهلة الذهبية الثلاث (الصورة: عبدالحكيم عامر الطويل)

ليس لأنني ليبي سأكتب ما يلي .. بل لأنني ليبي ويجب أن أعتز بجنسية مكان ميلادي وميلاد آبائي وأمهاتي وجداتي وأجدادي حتى الجيل الخامس فيما أعلم بالتأكيد.

أكتب هنا عن صفة القرصنة التي ألصقها الغرب بنا منذ أيام دولتنا الليبية الأولى المستقلة فعلياً عن السلطنة التركية والتابعة إلى تاجها إسمياً مثل تبعية أستراليا وكندا ونيوزيلاند اليوم إلى التاج البريطاني.

القرصنة هي استيلاء سفن دولة ما في وضح النهار على سفن تجارية لدول أخرى تمر من أمام سواحلها. وقد فعلت ذلك نعم البحريات الليبية والتونسية والجزائرية كثيراً مع السفن الأوروبية عموماً … فسمها قرصنة إذا شئت. لكن علينا أن ندرك كذلك أن ما فعله بحارة ليبيا وجارتيْها تونس والجزائر أرحم مما فعله قراصنة البحر الكاريبي وغيرهم من قراصنة العالم!

كانوا ينهبون سفن بعضهم البعض وسفن بلدانهم … وهذا ما لم تفعله البحرية الليبية ولا التونسية ولا الجزائرية، كيف؟

علينا أولا أن نعلم بأنهم لم يكونوا يهاجمون إلا السفن التي لا تبرم معها اتفاقية أمن وسلام تدفع مقابلها ما يسمى اليوم بضريبة المرور الآمن أمام سواحلها. نعم يحدث أن يخرقوا الاتفاقية من حين لآخر لكن لأسباب وجيهة يرونها، أهمها ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة السنوي! فيطلبون من الدولة تجديد المعاهدة ورفع قيمتها وحينما ترفض يهاجمون سفنها.

غير أنني لم أقرأ بأن بحرية ليبيا الأولى قد هاجمت أساطيل أي دولة عربية أخرى! كما لم تهاجم البحرية التونسية ولا البحرية الجزائرية ولا المصرية ولا المغربية البحرية الليبية ولا حدث العكس.

أما البداية فقط تولاها الأندلسيين الذين طردهم المسيحيين من بلدهم الأندلس على دفعات منذ سنة 1491 مع انتهاء حكمهم هناك، لقد انتشر هؤلاء المطرودين على سواحل أقرب الدول لهم وهي المغرب والجزائر وتونس وكذلك ليبيا بشكل قليل جاء معظمه من أندلسيي تونس. فكان هذا الطرد قد أشعل الانتقام في صدورهم من السفن الإسبانية التي كانت تعود محملة من القارتيْن الأمريكيتين محملة بالغنائم التي كانوا يحلمون بأن تكون لهم وبقيادتهم .. فهم من اكتشفها !

فكانت الحملات الأولى تكثفت بشكل رئيس على سفن إسبانيا في المتوسط بصفتها سفن عدوة طردت أهلهم من ديارهم. ثم تطور الأمر ليشمل سفن حلفاء إسبانيا من الدول المسيحية. مع الوقت وصلوا إلى قناعة بأن من يدفع لهم ضريبة مرور آمن لا يهاجمونه. واستمر هذا الحال إلى أن اتفقت الدول الأوروبية على الاتحاد معاً والوقوف معاً ضد أساطيل شمال غرب أفريقيا رافضة أن تدفع لهم أي شيء، ونجح مسعاهم الذي ساهم في سقوط دولة ليبيا الأولى في 1835.

حديثي كان مختصر جداً هنا وهو مختصر أحد كتبي قيد الكتابة، والصورة المرفقة هي لإحدى قطع الأسطول الليبي في عهد دولتنا الأولى الرافعة للعلم المخطط بالأبيض والأحمر والأخضر ذي الأهلة الذهبية الثلاث، لقد أثار الأسطول الليبي حينها الرعب في نفس بحارة وسفن المتوسط، وعلى فكرة كان رجاله ليبيون قادمون من المدن الليبية الساحلية وكذلك من جبل نفوسة!

مقالات ذات علاقة

صديقي شاعر إثني سياسي… لحظات مـن الحلم، الهـوية والأسلوب

شكري الميدي أجي

أنا وصغار المعتزلة

عمر أبوالقاسم الككلي

ليبيا لم تكن 3 دول.. أبداً

عبدالحكيم الطويل

اترك تعليق