قصي البسطامي
يسعدني ويشرفني أني قرأت رواية الكاتبة والصديقة نهلة العربي بعنوان (الهروب)، التي ستصدر قريبا عن دار الكون للطباعة والنشر.
ومن خلال قراءتي للمخطوط تسرد الكاتبة أحداث متتالية لبطلة روايتها سامية، التي عانت جراء الظلم لها ببيت زوجها وسلطة حماتها وبناتها وتحريض ابنها عليها، المعاناة التي عانتها بطلة الرواية تتشابه كثيرا مع قصص واقعية قد حدثت بالفعل، أجبرتها ظروف القهر على الهرب هي وابنتها من بيت زوجها والسفر خارج البلاد، بعد أن اشتعلت الحروب في ليبيا إبان عام 2014.
أسلوب الكتابة بسيط وسلس، يميل الى الواقعية في سرد الأحداث.. يمكن لأي قارئ أن يتخيل تفاصيل الرواية كأنها تجري أمامه.
تستعمل الكاتبة الأسماء لأبطال الرواية كدلالة رمزية تعكس تصرفات كل شخصية: نفيسة – سامية – خالد – زهرة….، كما أن الاهتمام بالأحداث والتقليل من حدة الاهتمام بالمكان، يضفي على الرواية تقنية سرد بوليسية، والذي جعلني أقول ذلك هي المواقف التي تعرضت لها من قبل الأمن في المطار، ثم الذهاب عبر حافلة اتجاه القاهرة، والخلاف الذي دار بينها وبين السائق، حالة التوتر والخوف والهلع والغضب هي الغالبة على طابع السرد
اعتقد جازما أن رواية (الهروب) ستكون بعد سنوات من صدورها وثيقة تاريخية تجسد معركة نضال لأجل نيل الحرية – فهل بعد سنوات من صدورها سيكون الحال أفضل لتقرأ الأجيال القادمة ما كان يجري لنا الآن أم سنبقى على هذا الحال…؟
سؤال يطرح دائما وأتمنى أن تكون الأحوال أفضل مما نحن عليه، وبالأخص من تتشابه ظروفها مع حال بطلة الرواية سامية.