متابعات

الكتاب والأدباء والأصدقاء يشاركون في تأبين إبراهيم حميدان

حفل تأبين الكاتب الراحل “إبراهيم حميدان”

مساء يوم السبت 27 من شهر يناير الجاري أقيم بقاعة المحاضرات بالقبة الفلكية بطرابلس حفل تأبين للقاص والكاتب الليبي الراحل “إبراهيم حميدان“، نظمته الجمعية الليبية للآداب والفنون وذلك بحضور عدد من النخب الأدبية والثقافية والإعلامية، وقدم وأدار مجريات الحفل الكاتب “رضا بن موسى“، وشارك فيه مجموعة من الكتاب والأدباء وأصدقاء الكاتب الراحل، وذلك بكلمات استذكروا من خلالها ملامح من شخصية الراحل معددين مناقبه وشمائل أخلاقياته لاسيما ممن عرفوه عن كثب واقتربوا منه كاتبا قاصا ومهتما بالواقع الثقافي، واستهلت أولى المشاركات بكلمة لأعضاء الجمعية الليبية للآداب والفنون ألقاها الكاتب “مفتاح قناو” مشيرا في كلمته إلى أنه في أعقاب الإفراج عن السجناء السياسيين عام 1988م كانت الظروف مؤاتية لبداية حراك ثقافي جديد بروح جديدة زاد من وتيرته تولى الدكتور الراحل “علي فهمي خشيم” مهام إدارة رابطة الأدباء والكتاب، وكان المرحوم “إبراهيم حميدان” أمينا مساعدا له ومكلفا بالشؤون الإدارية والمالية وأصبح لاحقا بعض المُفرج عنهم من المعتقلين أعضاء في الأمانة العامة للرابطة، وأضاف قناو بأن الراحل حميدان كان يمتلك قدرة حركية كبيرة وجّهها لإدارة النشاط الثقافي في الرابطة حيث حاول برفقة الجميع في إدارة اللقاءات والندوات الثقافية المتواصلة، وأوضح قناو أن في غياب دور رابطة الأدباء والكتاب تم تأسيس مجموعة عمل ثقافي حملت في بداية مسمى (أصدقاء دار حسن الفقيه للثقافة والفنون) ليتغيّر بعدها الاسم إلى الجمعية الليبية للآداب والفنون وانطلقت مناشط الجمعية الفعلية في مارس 2015م فاحتضنت فعالياتها عدة فضاءات ثقافية تابعة لجهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس.

حميدان الأب
أعقبتها كلمة لأسرة الكاتب الراحل ألقتها ابنته “ريما إبراهيم” إذ أشارت في كلمتها إلى أن حميدان الأب الذي لا يعرفه الكثيرون فهو بقدر انشغاله بهموم المجتمع والارتقاء من شأن الثقافة والأدب الليبي بقدر انشغاله بمسؤوليات الأبوّة حتى آواخر أيامه، مضيفة بأن والدهم الراحل قد كان يملأ عليهم حياتهم بالمعنى العميق للأبوة، وذاكرة الأسرة تحفتظ له بالكثير من الأيام الحلوة والذكريات الدافئة وتابعت بالقول : إن الراحل ممن أتقنوا معنى الأبوّة مؤديا دوره على أتم وجه مهتما بكل صغيرة وكبيرة من شؤون أسرته وتربية أبنائه وإعالتهم، تلاه تقرير مرئي استعرض محطات من مسيرة الراحل الأدبية والثقافية وأبرز إصداراته في مجال القصة القصيرة.

التاريخ والتجربة
من جانبه تحدّث الكاتب “أمين مازن” عن ظروف الفترة التي تعرّف فيها على الكاتب الراحل، وأردف بالقول : إن جزءا من التاريخ ومن التجربة ، وجزءا من التطور الذي عاشته الحركة الثقافية في زمن رابطة الأدباء والكتاب التي كان من ضمنها الراحل حميدان، ومحمد الكيش ورمضان سليم وخليفة حسين مصطفى ونصر الدين القاضي، أوضح مازن بأن حميدان انخرط في العمل برابطة الأدباء والكتاب بعد فصلها عن قطاع الفنانين وتابع : وأعرف أنه في تصعيدات مدينة طرابلس كان مترددا كونه موظفا بمصلحة الجوازات فحفّزناه ودفعنا به من بلدية طرابلس إلى الأمانة العامة لرابطة الأدباء والكتاب، وأضاف مازن أن الحياة الثقافية شهدت آنذاك الكثير من التطور في عهد النظام السابق، ولفت مازن إلى أن فكرة مجلة (لا) التي عمل بها الراحل حميدان جاء نتيجة طبيعية لتطور عمل الرابطة، وكانت الرابطة تناضل بغية أن تكون مظلة للتنوع والتعدد.

رفع الظلم عن المثقف الليبي
كما شارك الدكتور “مصطفى التير” بكلمة تأبينية أيضا فيما شارك كذلك عبر تسجيل مصوّر الأديب السوري “نوفل النيّوف” والدكتور “جمعة عتيِّقة“، ومشاركة الروائي الإريتري “أبو بكر حامد كهال” بورقة تأبينية قرأها الكاتب “جمعة دويب” حيث أشاد فيها بكتابات حميدان القصصية الساخرة. علاوة على مشاركة الكاتب والباحث “حسين المزداوي” بكلمة كشف فيها عن الرسائل النصيّة المتبادلة بينه وبين الراحل ومدى الدفء الأخوي بينهما حين كانا يتشاركان السجال الفكري والطرافة والعتاب، إضافة لمشاركة الكاتب “رمضان سليم”، والشاعرة “حواء القمودي“، والسيد “خالد الغويل” رئيس حزب السلام والإزدهار، وبدورها دعت الكاتبة الصحفية “سالمة المدني إلى ضرورة رفع الظلم والمعاناة عن الكاتب والمثقف الليبي والعناية والاهتمام بأحواله مشيرة إلى محاولات البعض إلحاق الأذى بالراحل حميدان بداعي قانون العزل السياسي عقب أحداث فبراير 2011م.

الفاعلية الثقافية
فيما أعرب من جهته الكاتب “المكي أحمد المستجير” عن حجم وفاء الكاتب الراحل لأصدقائه وخلانه فلم يتخلّف قط عن نشاطاتهم والإشادة بإنجازاتهم بل وتأبينهم منظما ومشاركا ومتحدثا ومسافرا، وأشار المكي إلى ما كانت تمتاز به شخصية الراحل من فاعلية ثقافية مؤكدا بأن صفات الفاعلية الثقافية كلها تجسّدت في الراحل أكثر من غيره كونه كان شعلة عمل متوهجة، وتابع : كان الراحل ضد فكرة تكريس القبول السلبي بالواقع وضد تكريس قيم اللامبالاة، وبذا كان فاعلا ثقافيا مثريا للمشهد الإبداعي والثقافي الليبي.

مقالات ذات علاقة

الفوضى تلحق ضررا كبيرا بالآثار الليبية

المشرف العام

وزيرة الثقافة تناقش الخطة الاستراتيجية لوزارة الثقافة

المشرف العام

بيت اسكندر يفتتح مشهد من بلادي

مهند سليمان

اترك تعليق