طيوب المراجعات

ابن المتسولة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

لبمجموعة القصصية (ابن المتسولة) للقاص قصي البسطامي

بداية من يوم السبت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ستكون المجموعة القصصية الصادرة عن دار دروج (ابن المتسولة) متوفرة بجناح اتحاد الناشرين الليبيين.

العناوين المطروحة في المجموعة، تتضمن قصص قصيرة مستوحاة من واقع المجتمع الليبي، الذي بات يتخبط نتيجة لتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

سلطت الضوء على عدة موضوعات مهمة للغاية، وجعلت لكل قصة نهايات مختلفة، بين نهايات طيبة رومانسية ونهايات مأساوية – وضعت في بداية المجموعة،  قصة عن بداية وضعي قبل أن أشرع  في كتابة القصص، لم أجعل المجموعة منفصلة عن حالتي المعيشية والنفسية قبل الكتابة، ثم انطلقت لأشرع في عملية كتابة بقية القصص مستعينا بأفكار تطوف بذهني مستعينا بها كأداة لأنسج بينها وبين القصص التي سمعتها والأحداث والحكايات التي شاهدتها في شوارع مدينة مصراتة وطرابلس وبراك الشاطئ… 

اعتمدت في طريقة السرد الخلط بين الدارجة الليبية والفصحى في بعض من القصص، كما أني استحضرت بعض المصطلحات الفلسفية لتكون بوابة لي في تشريح وتفكيك ظواهر سلبية منتشرة في المجتمع، كالطبقية الاجتماعية والقبلية والجهوية والعنصرية والخلافات الدينية الطائفية.

تحدثت عن ظواهر الغنى والفقر والفساد الإداري، دخول بعض المعايير والقيم الجديدة وتناقضها مع القيم والمعايير الأخلاقية للمجتمع، التي صارت تتعامل مع الحياة بشكل هجين، كما هي المعاملات الشكلانية بحسب المظاهر المادية، وبأشكال متعددة دينية وغير دينية، لم يغب في ذهني ان اكتب عن وضع المثقف أو القارئ في مجتمع قل ان يعطي لهؤلاء قيمة، فوضعت عنوانا يتردد على ألسنة الناس ” المثقف الثرثار أو النفاخ “. ثم وضعت عناوين أخرى تطرح اشكاليات كثيرة.

أعرض لكم بعض العناوين المطروحة في المجموعة:

1 ” تلاشي القبيلة وسطوة العائلة: تشريح لظاهرة اجتماعية جديدة أنتجها الفساد المالي المستشري.

2 ” فقير وابن عم غني: أوضح من خلال سردي للقصة بداية الانقسام الطبقي، في مجتمعنا الذي لم يكن يعرف الطبقية منذ عقود

3 ” صراع على المنبر:  أبين فيه بداية الخلاف الطائفي على المراكز الاجتماعية ( المنابر ) وتأثير الانقسام والخلاف العقدي اللاخلاقي على السلم الإجتماعي

4 ” مخصي بضغطة زناد: قصة لشخص مجند مع الجماعات المسلحة وكيف أدى دوره إلى أن فقد كتيب العائلة ..!

5 ” عدوي أخي: قصة من القصص المهمة التي تتحدث عن خلاف بين أخوين في المواقف السياسية، الأول ناصر ثورة 17 فبراير، والآخر وقف مع النظام، ثم ألتقيا في ساحات المعركة الدائرة بينهم.

6 ” أحلام أطفال الحروب: وهي مجموعة حكايات متفرقة أقصها، أوضح فيه احلام اطفالنا الليبيين كيف تغيرت طموحاتهم وآمال عيشهم ووظائفهم التي يرغبون في الوصول لها، من أحلام مهندسين واطباء، الى طموحات حاملي بنادق ورشاشات.

7 ” سارق أم حاج: قصة أبين فيها القيم الفاسدة والمسميات المغلوطة التي ينعت بها المجتمع كل من يملك المال….

8 ” ثائر في زمن غابر: قصة من القصص الأكثر غرابة، رجل مدني بسيط يسعى لأن يعيش حياة هانئة، وكيف انقلبت حياته بعد ان خاض الكثير من الحروب، وكيف أثرت الحروب على الحالة النفسية له، فصار نصف حي ونصفه الآخر ميتا

9 ” سدينة : اسم صبية صغيرة عانت الويلات من زواجها وهي قاصرا، أرادت الفرار مع ابنتها عبر قارب بحري، أخذت هذا الاسم بناءا على ما يعنيه من كره بعض العائلات لانجاب البنات، هذه التسمية موروث جاهلي استمر لعقود من الزمن، ولم يعالج أو يمنع أو يحرم تسميته كما منعت الكثير من الأسماء الأخرى بالسجل المدني.

10 ” ابن المتسولة:  وهو العنوان الرئيسي للمجموعة، قصة كتبتها لما لاحظت من انتشار كبير لظاهرة  التسول في الشوارع والمدن الليبية، ركزت فيه على حالة الطفل الذي يسير مع أم متوسلة به عطف العامة ليعطوها بعض من المال

11 ” حين تحكم النساء: قصة عن فتاة دخلت في غيبوبة، وصارت تحلم بعالم آخر بعيدا عن الواقع المعاش.

12 ” خادمة من غانا: خادمة من بلد أفريقي باتت تخدم في البيوت الطرابلسية الغنية، وكيف تعرضت لحوادث كثيرة، بداية من تهريبها عبر فزان، وصولا الى العاصمة طرابلس الليبية

13 ” علي الفزاني ملك أم رجل قبيلة:  اطرح فيه اشكالية الانتماء والهوية في فزان وكيف ان اسم الفزاني كان ولا يزال محل نظرة دونية وعنصرية عند بعض القبائل العربية المنتشرة هناك ..

14 ” ليلة الدخلة: هذه الليلة التي ينتظرها الكثير من الشباب والشابات، عرضت فيها اشكالية مهمة جدا عن بعض العقائد الخرافية التي تؤدي الى حالة من الهلع والخوف، تصطدم فيها الرهبة مع أول تجربة للدخول الى عالم العلاقة العاطفية الحميمية.

  15 ” جدي مجاهد، جدك مع الطليان: قصة من القصص التي يغلب فيها طابع الفخر والاعتزاز بالأباء والأجداد، دون أن تقدم الأجيال التي بعدها أي شيء، والحديث فيها يطول.

ولا يزال هناك ثلاثة عشر قصة قصيرة لا يسعني ذكرها، أترك للقارئ فرصة معرفتها وأخذ العبرة منها – اني مقتنع تماما أن مهمة الكاتب يجب الا تكون مفصولة عن واقعه المعاش، مهمة الكاتب هو توثيق الأحداث ومحاولة معالجتها، وعرض الاشكاليات والعلل والخفايا التي تغيب عن عيون العامة لتكون عرضة للنقاش،  للقضاء على بعض الظواهر الهدامة في المجتمع، وسعيا الى الارتقاء الأخلاقي، ونبذ كل المخلفات التي تحجب الوعي الاجتماعي، عن رؤية الكثير من الحقائق التي نغض الطرف عنها، بزعم البعض أنها عيب ولا يجوز الخوض فيها، غير مدركين ان تراكمات ما يتم اخفاءه قد يشعل نيرانا كثيرة يصعب علينا اخمادها في شتى ربوع أرض الوطن، إن استمر التجاهل المتعمد إلى أمد بعيد.

أتمنى أن تنال إعجابكم، ووفقني الله ولكم لكل مافيه الخير لنا جميعا

مقالات ذات علاقة

ذكرياتُ سَفيرٍ ليبيٍّ في أوروبا (محطة بئر حكيم) في فرنسا والطائرة الليبية في روما

يونس شعبان الفنادي

ملخص كتاب: الفتاة الليبية ومشاكل الحياة

زهرة سليمان أوشن

سيرة حياة بنت الوطن السيدة خديجة الجهمي

إنتصار بوراوي

اترك تعليق