علي باني
مُتَع الحياة كثيرة لا تُحصى.. منها الاستمتاع بعشاء شهيّ مشاهدا مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز…!
وهذا ما كان…
تلك الليلة نمت مع برج الجدي، أُمنّي النفس بتصديق المنجمين و إن كَذبوا..
فلقد قالوا هو عام الجدي!
وتلك بُشرى هنيّة…
هذه المرّة زارني فيها من جفيت!
وكعادة المُجافين كان وكنتُ نعدّ سيئات أحدنا الآخر فلم نغفل منها شيئاً.
دون أن أنبس بكلمةٍ بادرني مُذكْراً إياي بقولٍ كثيراً ماردته على مسامعه :
الليّ عدّ سيّات الحبيب جفاه.
هو بالطبع أخذ كلامي على محمل الجدّ ولم يُفرق بين الكلام والفعل، فلقد كُنتُ أطّلعُ بدوري في مسرحيّة الحياة ليس إلاّ.
حفظتُ الدور عن ظهرِ قلب، ولم تكن بي حاجةٍ لمُلقّنٍ لأقرأ حرك شفاهه، فحديثنا لم يكن الاّ حديث شفهي لم يتجاوز الحلقوم ليصل للعقل أو حتى القلب..
كان الأمر طبيعياً وإن غاب العطف بيننا..
ظننتُ أني خبرتُ الزمن، فكنت صبوراً، لكن صبري عيا وأنا أراجي، وعندما أزِفَ الموعد لم أكن هناك، ربّما كان ذلك سببُ اقتحامه خلوتي عنوةً، غافلا عن الأسلاك الشائكة، وبذور الفرقة الى أنبتت جهنمية تَلفّ حول كُلّ شيء..
أفهمني أني متشائمٌ كانت تهمته جاهزة: لم أرَ بدر الضياء، قمر الدياجي!
اتهام باطلٌ فلم يخطر أبداً على قلبي النوىَ، ولم أر نوار اللوز مُفتّحاً…!
صوتٌ بعيد أشبه بالهمس ينادي:
فق يا حنيني واسمع لغة أم الحسن يا لل يا لال يالال
فركت عيناي لأتبين فجر أول يوم من الرقم 2024..
ميكروفين (يو تيوب) يصدح:
……. والصبرُ واجب..