الطيوب
عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك، أعلن الكاتب الدكتور نورالدين سعيد الورفلي، انتهائه من ترجمته لكتاب (رسالة إلى إخواني الطوارق – LETTERA AI MIEI FRATELI TUAREG) لـ”فابريتسو موري”.
جاء هذا الإعلان في منشور للدكتور نورالدين، جاء فيه:
(أنهيت بفضل الله تعالى ومشيئته، ترجمتي لكتاب فابريتسيو موري (رسالة إلى إخواني الطوارق) الذي كلفني به مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية. كتاب رائع جداً، استمتعت بترجمته رغم الجهد المبذول فيه، لن أتحدث عن تفاصيله الآن، لأنني أتمنى أن يطبع سريعاً، ويكون في متناول أيديكم أيها الأصدقاء.
فابريتسيو الذي عشق الصحراء الليبية، وأحب المجتمع الليبي التارقي حد الوله، وأحب كل الليبيين الذين عرفهم بكافة مشاربهم، واعتبرهم أخوته..
لم أوافق على ترجمة الكتاب إلا بعد قراءته أكثر من مرة، كنت أهاب بعض الترجمات لأسباب كثيرة، على الرغم من أن في الترجمة فائدة عظيمة خصوصاً تلك التي تتعلق بالصدق في محتواها، ولا تنبش الهوية الليبية إلا بما تستحق، التاريخ الليبي في بعض صفحاته لوثه الظلم والكذب والأهواء في أحيان كثيرة، وحتى عند بعض الرحالة الأجانب من المستشرقين بالذات كانوا قد ظلموه وظلموا أماكنه وشخوصه.
فابريتسيو موري، عالم كبير ومتخصص في الأركيولوجيا، يكتب بصدق، وبكل التفاصيل، ما اعترضه من حوادث ومغامرات منهكة، وهو المرفه في بلاده، والأستاذ الجامعي الذي كان بإمكانه أن ينعم بالراحة والرفاهية هناك، فاختار شقاء البحث وتعبه، أرسلته بلاده إلى أماكن عدة: القطب الجنوبي من العالم، والشمالي منه، وترحل إلى مجتمعات كثيرة، في أغلب أنحاء الكرة الأرضية، لكن انطباعاته عن الصحراء الليبية جاءت مختلفة وملفتة للنظر، فاختار البقاء فيها، ومرافقة أهلها، الذين يقول عنهم أنهم قلبوا حياته تماماً، وعلموه أكثر مما علمته له جامعات العالم وشعوب العالم الآخرى، موري الذي قادته راحلته إلى الصحراء الليبية في العام 1955، وبدأ في التنقيب منذ ذلك العام، يقول أنه لولا الطوارق ما كان له أن يعرف شيئًا، وما كان له أن يكتشف أعظم اكتشافات القرن العشرين، آثار شعوب الموهيجاج الليبية، ومومياءهم التي وجدها ملفوفة في رق غزال عند إحدى التجاويف الصخرية في وان اميل، عند وادي تشوينات العظيم، قبل ثمانية ألف عام.
أشكر الدكتور الطيب البهلول، على حصوله على النسخة الواضحة من الكتاب، كما أشكر الدكتور الفاضل محمد الجراري، رئيس المركز على ثقته وتكليفه لي بشكل شخصي.
بقي أن أشير إلى أن كتاب موري هذا جاء مقطوعة موسيقية منقطعة النظير، ساعدته على تأليفها قبائل وادي تشوينت “الموهوجاج” الليبية المتحضرة عمن سواها في عصرها المطير الذي دفنت فيه منذ تلك الحقبة قبل أكثر من 8000 عام أو يزيد).