أخبار طيوب عربية

(في أدب الذكاء الاصطناعي) للدكتور عبدالرحمن المحسني.. الرؤية والنص

كتاب (في أدب الذكاء الاصطناعي: الرؤية والنص) للدكتور عبدالرحمن المحسني

صدر كتاب (في أدب الذكاء الاصطناعي: الرؤية والنص) للدكتور عبدالرحمن المحسني* عن مركز التميز البحثي في اللغة العربية في جامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية. 1445-2023

وقد صدره الباحث بما سماه (تنويه مهم) باللغتين العربية والإنجليزية، قال فيه: إن البحث في الذكاء الاصطناعي وأدبه لا ينفي عن الباحث القلق الذي يعتوره كإنسان من هذا الذكاء الذي يتوقع المتخصصون بأن استمرار التسارع فيه دون قيود سيجعل الذكاء الاصطناعي يتفوق على ذكاء (انشتاين) بملايين المرات بحلول 2045 (محمد جودت، التحذير الأخير، سكاي نيوز 2023). وهو أمر يوسع الفارق بين ذكاء الإنسان وذكاء الآلة بما يشكل قلقاً حقيقياً على مستقبل البشر، وبما يستدعي تدخلاً عاجلاً للحد من تطوير الذكاء الاصطناعي لنفسه، وضرورة وضع القوانين التي تجعله في مستوى خدمة الإنسان.

إن أهم ما يهدف إليه كتابنا (في أدبا لذكاء الاصطناعي: الرؤية والنص) هو لفت انتباه المتلقي إلى جانب من هذا التحول النصي الذي يتمثل في خصوصية استطاع الذكاء الاصطناعي اقتحامها، وهو يشارك الإنسان في فعل الكتابة الإبداعية، شعراً وسرداً. وقد يتدانى فنياً، الآن، عن مستوى نص الذكاء الإنساني، ولكنه مرشح أن يتفوق. ولئن كان خطره على النص محدوداً إن لم يكن مفيداً في جملته، بيد أن خطره على التكوين الإنساني يجعل الباحث يضم رأيه ونداءه إلى كل العقلاء في الكون أن يتداركوا الأمر وأن يدركوا ما يحيط بوجودهم من خطر، وأن يعملوا على جعل الذكاء الاصطناعي يعمل لصالح الإنسانية ونفعها.

 يهدف الكتاب إلى التعرف على ملامح تطور حركة النص في أدب الذكاء الاصطناعي: الرؤية والنص، باعتباره تحولاً مركزياً نقل سيادة التخاطب والنص المعاصر لتكون مشتركة بين الإنسان والآلة.

ويضيف المحسني قائلاً: “وعلى أن أدب الذكاء الاصطناعي يختصر مسافات كبيرة من الوعي الثقافي والعلمي والتجريبي الذي مر بالمؤلف الإنسان، فإن الغاية هنا ومن قبل، ليست تقديم نصوص تنافس نصوص الإنسان، ولا تسعى الدراسة إلى عقد تلك الموازنة بين النصين؛ فلا يمكن لنا، بالطبع، أن نقارن نص الآلة بمستوى الأدبية والشعرية الإنسانية التي تمارس التجريب لقرون، بل الغاية هي لفت انتباه المتلقي والمجتمع إلى هذا المشارك النصي، وإلى ضرورة توجه المؤسسات إليه، لمزيد من تقييم تجربته وتفعيل حضورها وسن القوانين الواعية للتعامل معها”.

عملت الدراسة، مستعينة بالمنهجين الوصفي والفني، مقدمة بمدخل يجيب على بعض الأسئلة المحورية المتصلة بإشكالية الدراسة وارتباطاتها، ويحاور من طرف آخر إجابات الذكاء الاصطناعي ذاتها Chat GPTعن القضايا المتصلة، من خلال تناول بدايات مقاربات الذكاء الاصطناعي العاطفي Emotional Artificial Intelligence «وما يعرف أيضاً بالحوسبة العاطفية Affective Computingوالذكاء الاصطناعي المتمركز حول الإنسان Human Ccentric Artificial Intelligence.

ثم أتبعت الدراسة بفصلين، يبحث الأول منهما جانب موضوع (الذكاء الاصطناعي والشِعْر) في مبحثين، يعرض الأول منهما إلى نص (الآلة الكاتبة للشعر)، بينما يتناول الثاني (الروبوت الشاعر). وفي الفصل الثاني تقف الدراسة على موضوع (الذكاء الاصطناعي والسرد) في مبحثين أيضاً، الأول منهما يتناول (من سرد الإنسان إلى استنطاق الآلة)، ويتناول الثاني (سرد الذكاء الاصطناعي ذاته) في ضوء خصائصه ومقاييس جماليات السرد الإنساني.

وحتى نؤطر الدراسة زمنياً ونعطي المساحة لبحوث ودراسات تأتي في ظل أهمية العمل على هذا الموضوع وتسارع وتيرة التقنية، فإن الدراسة تقف بالنماذج عند عام 2023، وهي بهذا تؤسس لدراسة مثل هذا النص في فترة مبكرة نسبياً.

وقد انتهت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها أولاً: عرّفت الدراسة بالذكاء الاصطناعي ورؤيته في تعالقه مع النص.

ثانياً: اجترحت الدراسة رؤية سن قوانين تحمي نص الذكاء الاصطناعي من اعتداء الإنسان؛ حفظاً لأنساب النص الأدبي من التداخل.

ثالثاً: أبرزت الدراسة نماذج من شعر الذكاء الاصطناعي وأثبتت طرفاً من فنيتها وانزياحاتها الجمالية.

رابعاً: قدمت الدراسة نماذج من سرد الذكاء الاصطناعي ووقفت عن دمستوياتها الجمالية.

 خامساً: بينت الدراسة تفاوت قدرة الذكاء الاصطناعي الجمالية في الإبداع في بعض الفنون وتراجعه في بعضها، فرأيناه يكتب مقارباً الخصائص الجمالية لقصيدة النثر الإنسانية والسرد القصصي القصير، وتراه يعتذر عن كتابة الرواية المكتملة مؤمّلاً كتابتها مستقبلاً.

* أستاذ الأدب والنقد في قسم اللغة العربية وآدابها في كلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد/ نائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب

مقالات ذات علاقة

المطر يدفع للنمو

آكد الجبوري (العراق)

رحيل نحو الأمل

المشرف العام

السيليني عاشق الوطن

المشرف العام

اترك تعليق