متابعات

مركز المحفوظات ينظم حلقة حوارية عن المقاومة الليبية والفلسطينية

حلقة حوارية عن المقاومة الليبية والمقاومة الفلسطينية- المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية

قام المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس صباح يوم الأربعاء 8 من نوفمبر الجاري ضمن أنشطته الأسبوعية بتنظيم حلقة حوارية حملت عنوان (المقاومة الليبية والمقاومة الفلسطينية) صاحبها على الهامش معرض وثائقي يؤرخ لمساهمة الليبيين في حرب فلسطين عام 1948م، وقد تخلل البرنامج العام للحلقة الذي افتتحه وقدمه الدكتور “علي الهازل” عدة كلمات استهلها الدكتور “محمد الجراري” مدير عام المركز أشار من خلاله إلى حقبة الاستعمار الإيطالي لليبيا، ومصادرة المحتل للأراضي من مُلّاكها الليبيين حتى يوطنوا فيها الإيطاليين تماما كما يجري في مدن فلسطين اليوم، ومثلما فشل المشروع الإيطالي الاستيطاني في ليبيا سيفشل بكل تأكيد المشروع الاستيطاني الصهيوني بفلسطين، وأكد الدكتور الجراري بأن الغرب بالأمس هو الغرب اليوم سيّان فنحن ننسى لكنّ الأوروبيون لا ينسون كانوا ومازالوا وسيبقون يسعون لاستعادة المناطق التي فتحها المسلمون في القرن السادس والسابع الميلادي، وأضاف الدكتور الجراري بالقول : في ليبيا حُوربنا بالدين والتاريخ وما يحدث في فلسطين الآن هي حرب بالدين والتاريخ لكنّه التاريخ المزيف فالقول إن فلسطين وطن قومي لليهود والمطالبة بالتصديق به فيه الكثير من النواقص فمواطن التاريخ وعلمه وشروطه بل فيه كل التجاوزات للقوانين والأعراف القانونية، والأهم تسفيه العقل الإنساني وتحقير له وقلب للحقائق الوجودية، وقلب للمنطق وأساسيات التعايش الإنساني.

من جهته بيّن السيد “خالد المشري” في كلمة المجلس الأعلى للدولة أن الأمر جلل والخطب عظيم فما يحدث الآن في فلسطين هو انتكاسة للفطرة البشرية، وانتكاسة لكل النظريات الأخلاقية التي تحدث عنها العالم، وبيان لزيف وظلم وعدم صحة نظريات العدالة وغيرها، وأضاف المشري بالقول : إن النظريات في العالم الغربي بُنيت على ما يسمونه بالمساواة، وقيام هذا الجسم الغريب قام في أصلها على عدم المساواة قام على أن هنالك عرقا ليس كباقي الأعراق الأخرى وشعبا ليس كباقي الشعوب وأن من حقهم يحيا كما يشاؤون دون أن يلوم عليهم أحد وتابع قائلا : وذلك نسف لكل النظريات التي يقوم عليها العدل والإحسان، وأشار المشري أن قادة اليهود اليوم يستدلون بنصوص توراتية غير حقيقية التي تحض على القتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني فيقتلون أطفال غزة خشية أن يكونوا أبطالا في المستقبل.

كما ألقى السيد ” جهاد لبّاني ” المستشار بالسفارة الفلسطينية بليبيا كلمة مؤكدا بأن ما يجري داخل قطاع غزة أمر مروّع لدرجة لا تستطيع معها الأرقام أن تُعبر عن حقيقة ما يعانيه شعبنا في غزة من نكبة جديدة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في ظل حرب الاحتلال التجويعية والتعطيشية، والحرمان من الماء والكهرباء والدواء وعديد الاحتياجات الإنسانية الأساسية، وتابع بالقول : نحن في ذات الوقت ندين وبأشد العبارات جرائم قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين المسلحة في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية التي تخلف أيضا المزيد من الشهداء اللذين بلغ عددهم منذ بداية الحرب حتى الآن 163 شهيدا في الضفة الغربية بالإضافة لمئات الجرحى والمصابين في ظل الاغلاق الشامل المفروض على الضفة الغربية وسيطرة مليشيات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية على الطرق والشوارع الرئيسة وممارسة أبشع الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين.

جذور غزة التاريخية
فيما شارك الدكتور “سالم الفلاح” بمداخلة أشار فيها بالقول : تتعرض منذ ما يربو عن الشهر ونيِّف مدينة غزة وباقي مدن فلسطين لأشرس هجمة صهوينية بربرية عنصرية من قبل عصابات جيش الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالأسلحة الفتاكة، وبالقنابل العنقودية المحرمة دوليا وبدعم أمريكي أوروبي غير محدود ماديا ومعنويا لهذا الكيان المغتصب وبهيمنة أمريكية على مجلس الأمن والمنظمات الدولية التي تكيل بمكيالين ضد شعب أعزل غالبيته من النساء والأطفال محشورين في قطاع غزة الضيق الذي لا يزيد 40 كيلو متر طولا وبعرض يتراوح ما بين 5 و10 كيلومترات فقط، ومضروب عليه حصار شديد فلا أغذية ولا ماء نقي ولا كهرباء ولا أدوية وغيرها من ضروريات الحياة اليومية ناهيك عن قفل المعابر التي تصل قطاع غزة بغيره من أنحاء العالم، وأضاف الدكتور الفلاح : إن هذه الحرب المدمرة التي استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المختلفة خاصة الطيران الحربي بعد أكثر من 4 أسابيع استشهد فيها أكثر من 10 آلاف شهيد وشُرِّد الآلاف من منازلهم إلى المدارس والمؤسسات الدولية ما بين نساء وأطفال وشيوخ وما جُرح وأُصيب ضعف هذا العدد، وأوضح الدكتور الفلاح بأن غزة الصامدة وصواريخ القسام التي تدك المدن والقرى الإسرائيلية تدفع ثمن اتفاقيات السلام التي ولدت ميتة في أوسلو ومدريد وخارطة الطريق في أنابوليس واتفاق انهاء الحرب عام 2006 في لبنان وما بعده، وأشار الدكتور الفلاح أن غزة مدينة تاريخية وهي من أقدم مدن العالم فهي تحتضن قبر السيد هاشم ابن عبد مناف الجد الثاني للرسول صلى الله عليه وسلم، لذا كثيرا ما تُعرف بغزة هاشم، وتعد المدينة كذلك مسقط رأس الإمام الشافعي المولود في عام 767م.

سياسة تفريغ السكان الأصليين
بينما شارك الدكتور “الطيب البهلول” مضيفا بأن المقاومة الليبية والمقاومة الفلسطينية تكتسبان ملامح مشتركة خاصة إذا ما درسنا التاريخ المقارن فالاستعمار الإيطالي لليبيا والاستعمار الصهيوني لفلسطين استدعيا أهمية خاصة لاسيما أننا نعيش غياب توعية للأجيال الحديثة والشابة بطبيعة النظام الاستعماري في المنطقتين بعد أن صارت القضية الفلسطينية مغيَّبة في الكثير من وسائل الإعلام العربية كما في المناهج التعليمية أيضا، وتابع : لقد تعرضت المناطق العربية بشكل عام والإسلامية بشكل خاص إلى أنواع عديدة من الاستعمار مثل الحماية والانتداب والقواعد العسكرية وغيرها، لكنّ ليبيا وفلسطين إلى جانب الجزائر تعرّضت دون غيرها إلى هجمات استعمارية استيطانية قاسية أراد الاستعمار من خلالها تفريغ الأرض من سكانها الأصليين لصالح المستوطنين الأجانب، وأضاف الدكتور البهلول قائلا : اقتداء بما حققته أوروبا في الأمريكتين وأستراليا ونيوزيلاندا عبر القضاء المبرم على السكان الأصليين، وركز الدكتور الهبول من هذا المنطلق على محورين رئيسين الأول يتمثل في تشخيص النظامين الاستعماري في ليبيا وفي فلسطين، وتحديد خصائص وممارسات كل منهما ، وطرح في المحور الثاني منطلقات وأهداف وخصائص حركات المقاومة في كلا البلدين.

مناصرة الفلسطينيين للجهاد الليبي
بدوره كان للدكتور “الرويعي قناو” مشاركة استعرض من خلالها المقاومة الليبية في الصحافة الفلسطينية مشيرا بالقول : إن مجموعة كبيرة من الصحف الفلسطينية فاقت الـ14 ألف صحيفة تناولت مسألة الجهاد الليبي وقضايا الاعتقال والقمع الفاشستي الإيطالي في ليبيا فكان للشعب العربي الفلسطيني موقف مشرف من خلال التضامن والتآزر والتآخي في تلك الحقبة مع الأشقاء الليبيين، وتطرق الدكتور الرويعي إلى نحو 3 محاور رئيسة المحور الأول مظاهر التضامن الفلسطيني، المحور الثاني أهم الاصدارات الصحفية التي تناولت القضية الليبية إبّان حقبة الاستعمار الإيطالي، والمحور الثالث هو ردة فعل الشارع الفلسطيني من حادثة إعدام شيخ الشهداء “عمر المختار” في منطقة المشرق العربي بوجه عام وفي فلسطين بشكل خاص وغزة باستثناء، وبيّن الدكتور الرويعي قائلا : لقد احتل جهاد العرب الليبيين ضد الغزاة الإيطاليين مكانة بارزة لدى الفلسطينيين إذ لم يكن الفلسطينيون بعيدون عما يدور في ليبيا أوان ذاك التاريخ برغم سياسة التعتيم والحصار المفروضة على الليبيين من قبل الإيطاليين فقد تابع الفلسطينيون باهتمام شديد أنباء الجهاد، والمقاومة للغزاة الإيطاليين وكانت أنباء الحرب والانتصارات والمظالم الفاشستية من قتل وتعذيب ونفي تشريد ومصادرة أملاك كل هذه الأنباء كانت تتناهى إلى أذهان أشقائنا العرب في فلسطين فكانت تُحدث أثرا سيئا في نفوسهم فلم يترددوا في التطويع بأرواحهم وأموالهم نصرة لليبيين.

أسباب نشوء الحركة الصهيونية
في المقابل شارك الدكتور عادل الزوام بمداخلة تحدث فيها عن الحركة الصهيونية وأسباب ظهورها حيث تُعزى حسب الدكتور الزوام إلى فشل المسيحية الغربية في التوصل لرؤية واضحة بشأن وضع الأقليات في أوروبا وجذور تكوينها الأولى وأصل تسميتها التي تعود لجبل صهيون، وأبعادها وخلفياتها الدينية ومسارات العمل بها في أوروبا، وأشار الدكتور الزوام لتشابك وتلاقي مصالح أنصار هذه الحركة مع عدة أطراف فاعلة في المشهد السياسي الأوروبي، وعرّج الدكتور الزوام على العرض الذي قدمته الحركة للسلطان عبد الحميد بتوطين اليهود في فلسطين مقابل تسديد ديون الدولة العثمانية بالكامل ورفض السلطان لهذا العرض، وأكد الدكتور الزوام بأن المذابح التي تعرض لها اليهود في أوروبا سرّعت وعجلت ببروز الحركة الصهيونية ما جعل الكثير من اليهود يتبنون الفكرة الصهيونية، كما شهدت الحوارية أيضا مشاركة الباحث الدكتور “علي محمد رحومة” بمداخلة عن غزة والإبادة الصهيونية حيث استعرض الدكتور رحومة مجموعة البنود المنصوص عليها في الاتفاقات الدولية، والنقاط التي لم يختلف بشأنها دوليا بخصوص الإبادة الجماعية للشعوب، وشارك بقصيدة عن غزة الشاعر “عمر عبد الدائم“، وشارك كذلك الشاعر “الطاهر جبودة”، ومداخلة للسيد “علي المصراتي” عن الصهيونية بذرة المنظمات الدولية من عصبة الأمم إلى الأمم المتحدة بالإضافة لمشاركة كل من الدكتور “خليفة الدويبي”، والدكتور “سالم بيدق”.

مقالات ذات علاقة

ندوة حوارية تسلط الضوء على الأنشطة الحرفية ودورها الاقتصادي

مهند سليمان

الكاتب محمد حمودة يوقع بدار الفنون باكورة أعماله

مهند سليمان

ندوة عن دور المرأة بين التمكين والتفعيل

مهند سليمان

اترك تعليق