إلى الفنان علي العباني
في خيالي لوحة
في المرسم
فُرَشٌ وألوان..
لوحة بيضاء معلقة
على حامل الاحتمال..
تنتظر الروح التي
تهدي التفاصيل الصغيرة
إلى فضاءات الحياة..
في الذاكرة
عشاق يطوعون
الأسى بالغناء..
أم تُدَوِّر
رحى الحنين..
وأولاد يهرعون
إلى المدارس
وأرجلهم تمزج
الوحل بالبَرَد..
في الخيال
شمس تغيب
وألوان ممزوجة بالبهاء
تتبعثر على
هوامش الوداع
سرعان ما تتشربها
ثقوب الظلام
وتحيلها سمرا وحكايات..
في التخوم
رعاة يعودون خِمَاصًا
من حقول الأمنيات..
غناؤهم يجوب
وهاد القلوب
ومزاميرهم تحمل
رسائل الحنين..
في المرسم أضواء
تتيحها النوافذ المواربة..
موسيقى تهمي
على أسطح الانتشاء..
خرير ماء
تدفعه نافورة مجاورة
صوب الأسماع الرهيفة..
في المرسم
كل شيء متاح..
غير أن اللوحة
تظل بيضاء
في انتظار الأنامل
التي تحسن فن الانتقاء..