صمتا مطبقا

هذا هو العرس الذي يدعى انتخاب
الحق فيه قد تولى واقتفى سبل الخراب…
والكل يرقص بين ألحان الشقي،
والكل ينهل من كؤوس الاغتراب..
ما عاد فينا غير ليل جاثم،
ما عاد فينا غير هم واكتئاب…
ما عاد فينا من دماء،
قد صار كل الدم قوتا للذئاب…
ما عاد فينا من ضياء،
جعلوا الظلام سيوف تقطع في الرقاب..
جعلونا نرقص في المحافل في مجون،
جعلونا نهتف كل وقت للغراب…
من قال لا،
قالوا عليه عميل كاره للوطن،
صبوا عليه كل ألوان العذاب…
قولوا بحق الله من باع الوطن؟
من جعل نهر النيل كالأرض اليباب…؟
من شاد صرح الظلم فينا،
وبدد صرح العدالة في متاهات الضباب..
هذا هو العرس الذي يدعى انتخاب….
*
كيف أحلتم أرضنا،
صحراء ما فيها سوى،
صوت الرياح…؟
كيف قتلتم في بلادي،
كل صوت للكفاح؟
كيف أحلتونا لدمية في يديكم،
وجعلتم الأفكار كالحمل السفاح…؟
قد صارت الطرقات ليلا،
ما عدنا ننتظر الضياء ينير،
في وجه الصباح…
قد عم ليلكم الوجوه،
فلم يعد للوجه بهجة وانشراح…
هذا العرس الذي يدعى انتخاب،
بل انه للعدل كالكفر البواح…
*
قلتم أتينا لنمنع الإرهاب
من سفك الدماء..
فجعلتم الإرهاب سيفا،
في قلوب الأبرياء…
وجعلتم الوطن الأبي مكبلا،
لا شمس فيه ولا نهار ولا ضياء..
وجعلتم الكلمات صمتا مطبقا،
ونشرتم الغربان في كبد السماء..
هذا هو الليل الذي
جئتم به،
ها قد بدا وحشا يحارب في انتشاء..
فيا سادتي ما هذا عرس
بل هذا كذب وافتراء