اهتزت الأرض..
تماوجت الصور واختلطت المشاهد ..
وفجأة نبتت لأرواح الناس أنياب.
لا أدري كيف أصف أرواحاً بأنياب ذئب..
ربما لم تخلق اللغة المناسبة لفعل ذلك بعد..
لكن أنياب الذئب اكتمل نموها على أي حال.
لا أحد يريد التقيد بالمراسيم ..
فقد خرجت ملايين المردة من قماقمها ..
وأصبح القانون هو القزم الضعيف وسط مجاميع العمالقة القساة ..
أولئك الذين كانوا إلى أمدٍ قريب يرزحون تحت وطأة “الحاكم الفرد الوحيد”.
عانيت ُمن الافلاس ..
لكن غيري عانى من التهجير ..
وآخرون عانوا من الانتهاك ..
وغيرهم عانوا من الارهاب.
مجاميع كبيرة من البشر كانت تشكو كل شيء، ومن أي شيء ولكل شيء أيضاً.
الغريب أن لا أحد يصمت ..
الكل كان يرفع عقيرته بالشكوى ..
والكل كان يعلن احتجاجه .
حتى اللصوص كانوا يشتكون من حملة النهب المنظمة لأموال الدولة، والموظفون الفاسدون كانوا يمضون سهراتهم الليلية في نقد أوضاع البلد، بينما كان الساسة الفاشلون يقبضون رواتبهم الفلكية وهم يعلنون عبر وسائل الاعلام سخطهم على ما يجري.
لا أحد كان جاداً في العثور على علاج ..
والسبب كان بسيطاً وفي منتهى السهولة ..
لأن لا أحد كان يريد للمريض أن يشفى ويرجع إلى كامل صحته.
الكل كان يصرخ ويحتج ..
أنا فقط ..
من بين الملايين الستة كنت صامتاً كوجه تمثال اغريقي في متحفٍ كئيب.
من: رواية الكائنات.