الأربعاء, 2 أبريل 2025
شعر

نبيذٌ ومطرٌ في قلبِ درويش

الإهداء إلى روح جارنا الدرويش الجميل في المنوبية بالخمس القديمة
(ثريا) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته يا رب العالمين

تحت المطر (الصورة: مشاع للاستخدام)
تحت المطر (الصورة: مشاع للاستخدام)

متأخراً وغير مرئي
هذا الحب الذي يأتي قبل سقوط المطر :

لطالما كنت وأخي ( فرج )
طفلين من نبيذ الحب
أمام عتبة دارنا ننتظر كل ليلة
من أول الفرح حتى آخر الليل
مجيء القمر
جارنا الدرويش الشجي
الذي لا يستهويه الغرام
إلا بالسقوط في أحضان الغدير !
كمن يغتسل بالمطر
لطرد أوجاع الشتاء

يخطفُ اللحظة الأسرة
من الكون البخيل
لتعلو في رؤاه اهازيج العواصف الدامعة

عيناه لا تبصران
سوى تأوهات الناي في أحداق الليل

غالباً ما يأتي مترنحاً
منتشي من خمرة القلب الحزين

تعود السهر القاني
مع أقداح نبيذ الدمع

يخيط الليل رداءً له
يكسو به قلب الشتاء
وقبل أن يطرق باب بيته
يعاود السقوط
في بركة الغدير ثانية
متعمدا ربما ذلك
ظناً منه أن الاحتفاء بالنبيذ
لا يأتي إلا بخوض الُلجة
في غرق الطين

هكذا ظل في كل شتاء
يسيل البنفسج
من شعره جداول تنبع من دمعه
ينشد الحب على أرصفة البكاء
يتشرد في همه ويغفو
في لغة البرد وزمهرير الحب

ربما يكون مآله ذات خريف
دفء المقام
أمام اصفرار القصائد المبحوحة
النازفة من حناجر البرق
قبل النواح في وجه الريح
كأنه اراد التجرد
من خيبة الغيم فوق شفير الغرام

يتماهى
كحفنة زعتر

يهاجر بعيدا كأغنيةٍ
ترعاها النجوم في فلكِ رخيم
ومطرٌ أخير

المنوبية – الخمس: الأحد 22 / ديسمبر / 2024 م

مقالات ذات علاقة

الصدى يُردد…أينك ؟

مهند سليمان

حفرة كبيرة

سميرة البوزيدي

ابتهاج

السنوسي حبيب

اترك تعليق