من المُعلمين القدامى بمدرسة جنزور الابتدائية
محمود الغتمي
ولد الأستاذ محمد إحسان عزيز في سنة 1931م بمنطقة بن عاشور بطرابلس، في شارع كوشة الرملة (شارع الجرابة الآن)، التحق مبكراً بكُتّاب جامع ميزران، وتَعلّم فيه على يدي الشيخ مفتاح أبو عزّة، والشيخ المهدي الهنشيري، وانتقل بعدها إلى عدد من الكتاتيب الأخرى نذكرها تباعاً: كُتّاب أبي الخير وعلّمه الشيخ سالم الحاراتي، وكُتّاب ابن معقل فيما بين عامي 1938-1940م (اشتهر فيما بعد بكُتَّاب الطشاني)، وأخيراً في كُتّاب الشيخ والمقرئ والمربي مختار حوريّة.
وفي سنة 1937م انتظم في مدرسة شارع الزاوية العربية-الإيطالية، وعلّمه مجموعة من الأساتذة العرب يَذْكر منهم الأستاذ عبدالله عمر كريمة، وبعد أن دَخلت إيطاليا الحرب العالمية الثانية في شهر يونيو سنة 1940م أقفلت المدارس والكتاتيب أبوابها حفاظاً على سلامة الطلّاب.
وفي أواخر شهر يناير 1943م عندما انهزمت قوات المحور في ليبيا، واستولى الجيش الثامن البريطاني على طرابلس، فُتحت المدارس من جديد، والتحق الطالب محمد إحسان بالمدرسة المركزية بطرابلس، ونُسِّب إلى الصف الثالث، وفي عامي 1945م كان في أول دفعة تلتحق بثانوية طرابلس عند تأسيسها، وكان في الوقت نفسه يتابع تحصيله العلمي والثقافي من خلال حلقات العلماء في مساجد وزوايا طرابلس، فواظب على حضور دروس الشيخ عمر العربي الجنزوري (1911-1986م)، والشيخ الطاهر سبيطة (1912-2005م)، والشيخ احميدة بن محمود، وبعد انهاء دراسته، عيِّن مُعلّماً بمدرسة جنزور الابتدائية في شهر أكتوبر 1949م، واستمر فيها إلى عام 1951م، وخلال تلك الفترة اهتم الأستاذ محمد إحسان بالنشاط الرياضي في المدرسة، بحكم اهتمامه الكبير بالرياضة وشؤونها، فقد نظّم أكثر من نشاط رياضي بالمدرسة، وكان من طلّابه الأستاذ والحكم الدولي السابق المرحوم سالم عدال (1936-2022م)، وأسهم في تنظيم دورة في التحكيم الرياضي في طرابلس كان أحد المستفيدين منها الأستاذ سالم عدال، وبعدها انتقل إلى مدرسة باب تاجوراء مدة عامين، ثم مدرسة الظهرة الابتدائية، وفي عام 1962م عُيِّن معلماً لمادة التربية البدنية بالمدرسة نفسها، ثم انتقل إلى مكتب الإشراف المدرسي بالمحافظات الغربية في عهد المملكة الليبية، وفي سنة 1967م نُقل إلى أول وزارة للشباب والرياضة أُنشئت في ذلك الوقت، وأخيراً انتقل للعمل بصندوق الضمان الاجتماعي سنة 1984م إلى أن أحيل على التقاعد في سنة 1986م.
وتوفي الأستاذ محمد إحسان عزيز في يوم 25 يوليو 2005م بعد مرضه لفترةٍ قصيرة، ودُفن في مقبر سيدي بوكر بمنطقة الظهرة، رحمه الله وأحسن إليه جزاء ما قدّمه للتربية والتعليم في بلادنا.
المصادر:
1- الطاهر الطاهر النعاس، مع الناس، (د.ط)، طرابلس، المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية، 2009م.
2- صحيفة طرابلس الغرب، عدد 13-10-1949م.
3- مكالمة هاتفية مع نجله الدكتور فوزي محمد إحسان عزيز بتاريخ 08-08-2023م.
ملاحظة: الصورتان من أرشيف الدكتور فوزي محمد إحسان عزيز.