متابعات

النويصري والمصري يبحثان قضية المثقف الليبي وتحدياته

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

ندوة حوارية عن (المثقف الليبي وتحديات المرحلة الراهنة)

تتواصل فعاليات موسم الصيف الثقافي لعام 2023م التي أطلقتها وزارة الثقافة والتنمية المعرفية قبل أيام تحت شعار (تميزنا بتنوع ثقافتنا)، فقد استضاف رواق دار الفنون مساء يوم السبت 5 من الشهر الجاري ندوة حوارية بحضور ثلة من النخب الثقافية والمهتمين بعنوان(المثقف الليبي وتحديات المرحلة الراهنة)، قدمها الإعلامي “خيري سويري”، وأدارها الدكتور ” أحمد رشراش” بمشاركة كل من الشاعر والكاتب “رامز النويصري“، والدكتورة “فريدة المصري“، واستهلت الدكتورة فريدة المصري مداخلتها بتوطئة أشارت من خلالها إلى أن كل المجتمعات في العالم تمر بأزمات وتمر بمراحل في دورتها الطبيعية، وفي بعض الأحيان يكون دور المثقف بارزا وفي بعضها الآخر يكون المثقف منطوي على نفسه بسبب عدة ظروف، وأوضحت الدكتورة فريدة أنه بعيدا عن التعريفات للثقافة والمثقف المعروفة والشائعة مثل التعريفات المناطة بالمثقف العضوي والمثقف الحقيقي والمثقف الوهمي وما إلى هنالك، والتي إن بحثنا عنها نجد ما لا تستوعبه بضع ورقات قليلة مرهونة بالوقت، وحول وضع المثقف الليبي في المرحلة الراهنة أضافت إن الوضع الراهن واضح للجميع فهو وضع متأرجح بين عدة أطراف سواء كانت سياسية أو تدعي السياسة، حيث ترى الدكتورة فريدة وفق اعتقادها بأن السياسة هي أداة من أدوات بناء الدول وتماسكها لذا فإن دور المثقف المناط به ليس وصفة دوائية نمليها عليه، وتابعت بالقول : لذا علينا أن نسأل لماذا ندرس المثقف ولماذا نعطيه هذه الأهمية، والإجابة حسب تقدير الدكتورة فريدة تتمحور حول أن المثقف متحيزا لكل ماهو إيجابي وماهو بنّاء كون إن المثقف على مختلف العصور كانت له رؤية ودور مهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية متسائلة، هل بدأ هذا الدور ينحسر ويتلاشى ؟ في ظل السياسات المعاصرة فالشعر قديما كان يوصف بديوان العرب، وهو بمثابة السجل لكل حياة العرب السياسية والاجتماعية ويوثق كذلك حروبهم وغزواتهم، ونخلص إلى أن الشعر العربي كان ذو دور فاعل فأين هو الآن من هذه الأحداث وما مدى تأثيره علينا ومشاركتهم فيها، وكيف يسترجع الشاعر دوره المهم.

انطوائية المثقف
مضيفة : كيف للكاتب الروائي والقاص والصحفي والفنان التشكيلي جميع هؤلاء يسترجعون أدوارهم في حيوات مجتمعاتهم التي سُلبت منهم لصالح مؤسسات أخرى بعيدة كل البعد عن الفكر الإنساني الذي يتسم به المثقف، وأردفت قائلا : إن المثقف صار يبحث عن هوية تحتويه بعيدا عن النشاطات العامة فالمثقف أصبح منطويا على نفسه لا يكاد يخرج عن دائرته الضيقة نجده بعيد كل البعد عن النشاطات عن مؤسسات الدولة الثقافية، داعية لضرورة الاهتمام والالمام بهذه الجوانب لكي نتوصل لإجابة عن سبب هذا الانحسار الثقافي وسبب عن الانطواء، ولذلك في رأي الدكتورة فريدة شعور المثقف بالتهميش وعدم الاستقلالية وعدم الأمان ناهيك عن تدهور الوضع الاقتصادي، مبينة بأن ليبيا ليست اسثناء في هذا الصدد بل الكثير من الدول تعاني من انطواء المثقف على نفسه وعدم مشاركته الفاعلة داخل مؤسسات المجتمع وتحريك المياه الراكدة، وتؤكد الدكتورة فريدة على مسألة أن يكون للمثقف جدوى وتأثير وموضع قدم في الدولة، كما ترى الدكتورة فريدة بأن أهمية المثقف والثقافة لابد أن تتشكل من القاعدة الشعبية للمجتمع كي لا يشعر بالغرب ليستطيع الموازنة بين الفكر والواقع وتعزي الدكتور فريدة إلى أن ما سبب الهُوّة الكبيرة بين الواقع والفكر هو ابتعاد الثاني عن جدليات الأول علاوة على ابتعاده عن حياة الناس العامة فالمثقف هو من ينتصر للحق والخير والجمال ويساند قيم العدالة الاجتماعية، ويحاول أن يمازج ما بين الفكر والتطبيق.

الأدب كان جسرا للتاريخ
بينما يؤكد الشاعر والكاتب “رامز النويصري” على وجود الكثير من المثقفين المنتجين على قاعدة إحدى التعريفات التي تفيد بأن المثقف هو النموذج المنتج، يرى النويصري أن أفضل حيز يمكن البحث من خلاله عن الشخصية الليبية هو التوجه نحو متن القصة القصيرة مثل قصص المصراتي والمقهور فمجد فيها الكثير من خصوصية الشخصية الليبية، وحسب النويصري أنه لولا وجود الأدب لما كان هنالك تسجيل للتاريخ الليبي كقصيدة (ما بي مرض) لرجب بوحويش ما كنا لنعرف بوجود معتقل في منطقة العقيلة، وأردف قائلا : إن الأدب سواء كان شعبيا أو فصيحا يظل إنتاج أدبي إبداعي، وأشار النويصري إلى أن رأس الهرم هو المثقف وهذا الأخير حُمِّل هذه المسؤولية أن يكون نموذج مطلع متصل بالمجتمع خاصته، ويملك أدوات يستطيع بواسطتها التعبير عن هموم هذا الشعب وعما يريده ويتطلع إليه هذا المجتمع، مؤكدا بأن المثقف الليبي واع ومدرك ولدينا الكثير من الشواهد، وأضاف النويصري أن على المجتمع التحلي بمعايير الانتفاح حتى يتقبل ويستوعب النقد ومما يُعاب على مجتمعنا المحلي الليبي أنه لا يتقبل النقد، وبالتالي لن يكون بوسع المثقف أن ينتج ويبدع في ظل مجتمع على هذا النحو يؤمن بالأنماط الجاهزة.

مهام وزارة الثقافة
ويرى النويصري أن المؤسسة الثقافية هي من بإمكانها أن تُجسّر الهُوة وتبني علاقة بين المثقف والمجتمع الممثلة حاليا في وزارة الثقافة والتنمية المعرفية، وأوضح النويصري بأن وظيفة وزارات الثقافة هي رسم وصوغ السياسات الثقافية فقط، وليس من وظيفة وزارة الثقافة طباعة كتاب أو مجموعة شعرية، مضيفا إن وضع وزارة الثقافة للسياسات والخطط الثقافية سيساعد على تغيير منظور المجتمع فالمثقف بمفرده لن يتمكن من عملية إعادة بناء المجتمع ثقافيا، واشتغال المثقف تحت مظلة المؤسسة الثقافية سيكون له دور أكثر فعالية، وحسب تقدير النويصري دور الدولة يرتكز على توفير المناخ الملائم للمثقف لكي يمارس عمله الثقافي بسويّة كما يُناط بالدولة استصدار قوانين وتشريعات لدعم الكتاب وعملية نشره.

مقالات ذات علاقة

ندوة ثقافية تطرح أسئلة الترجمة الأدبية

مهنّد سليمان

معرض الطبيعة الصامتة (ضيّ) لأول مرة في ليبيا

مهند سليمان

مشاركة ليبية متواضعة بمعرض تونس الدولي للكتاب

فتحي نصيب

تعليق واحد

مشاركتي بحوارية: المثقف الليبي وتحديات المرحلة الراهنة | خربشات 7 أغسطس, 2023 at 16:54

[…] النويصري والمصري يبحثان قضية المثقف الليبي وتحدياته Post Views: 1 مشاركتي بحوارية: المثقف الليبي وتحديات المرحلة الراهنة […]

رد

اترك تعليق