متابعات

انطلاق أعمال الندوة العلمية الأولى حول الرواية الشفوية في ليبيا

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

أعمال الندوة العلمية الأولى حول (الرواية الشفوية في ليبيا…التحديات والواقع)

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 30 من شهر مايو الجاري بقاعة المجاهد بالمركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس أعمال الندوة العلمية الأولى حول (الرواية الشفوية في ليبيا…التحديات والواقع)، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية الليبية للتربية والعلوم، ومنظمة التربية والعلوم الثقافية (اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة، وتضمنت جلسة الافتتاح التي أدارها الدكتور “أسامة عبد الهادي” تلاوة آيات بيات من الذكر الحكيم، والنشيد الوطني ثم أعقبه إلقاء عدد من الكلمات استهلها الدكتور “علي الهازل”، وكلمة للدكتور “محمد الطاهر الجراري” رئيس مجلس إدارة المركز حيث أكد بأن فاعلية الندوة جاءت نتيجة جهد كبير من قبل أناس إداريين وعلميين وأردف قائلا : نحن نسعى في المركز مع شركائنا للمساعدة في إنعاش الذاكرة الليبية الواحدة عن طريق جمع الرواية الشفوية وكل مصادر التاريخ المتعلق بالتراث الليبي، وأشار الجراري أن المركز تأكيدا للدقة العلمية قام بتقسيم المناطق الليبية إلى سبعة عشر دائرة بحثية أوكلناها إلى سبعة عشر باحثا أكاديميا بعد اعطائهم دورة تنشيطية وحفظ لخمسمائة سؤال وزودناهم بكل تقنيات العصر وبخمسة أنواع من الكراسات للعمل اليومي، وبيّن الجراري بأن هذه الثروة المعرفية الضخمة هي العقل الليبي الجامع لمختلف مناطق الجغرافية الليبية الواسعة والقبائل الليبية الكثيرة والآراء المتنوعة والمُؤكدة في مجملها على أن مشروع الرواية وكل مشاريع المركز هي من أجل ليبيا الواحدة والاقتصاد الليبي الواحد والثقافة والتراث الليبي الجامع.

العناية بالأولويات الوطنية
تلته كلمة الدكتور “موسى محمد المقريف” وزير التربية والتعليم ورئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، الذي تلاها بالنيابة عنه الدكتور ” كامل الويدة”، ودعا الوزير في كلمته إلى ضرورة تلمّس أولوياتنا الوطنية ومشاريعنا للتربية والتعليم والثقافة والتراث الثقافي والوثائقي الذي لابد له أن يضم العديد من الشواهد، مؤكدا بأن الوزير لديه رغبة جادة وحقيقية لتطوير آفاق التعاون والتنسيق العالي في كل البرامج والموضوعات المتنوعة والمتشعبة، وتطوير آليات مناسبة للعمل المشترك في تناغم مستمر ومتجدد مضيفا بالقول : إننا نفتح الباب على مصراعيه لهذه المؤسسة الوطنية المرموقة وغيرها من مؤسساتنا وقلاعنا الوطنية للاستفادة من عضوية دولتنا في عديد المنظمات الدولية الحكومية العاملة في مجال الثقافة والتراث الثقافي والوثائقي، من جانبه أشار الدكتور “الطيب البهلول” رئيس اللجنة العلمية للندوة إلى أن للرواية الشفوية من أهم مصادر المعرفة التاريخية منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث فقد وظفها الكتاب الإغريق والرومان إبّان العصور القديمة في الكتابة التاريخية غير أن ذلك التوظيف لم يخلو بطبيعة الحال من النزعة العنصرية ولا من تداخل الحقائق مع الخرافات والأساطير، وتم في أحيان كثيرة الخلط بين الممكن والممتنع والمستحيل، وأضاف بالقول: بيد أنه مع ظهور الإسلام الحنيف شهد توظيف الرواية الشفوية تحولا جذريا وصار علم الرواية حقلا معرفيا خاصا بذاته له منطلقاته الفكرية الحاكمة وأسسه المنهجية الدقيقة.

إشكالية الرواية الشفوية
وعقب ذلك انتقل الحضور إلى زيارة قسم الرواية الشفوية بالمركز بعميّة الدكتور الجراري حيث قدم شرحا مفصلا عن أهم وأبرز محتويات القسم وتقسيماته ومفارزه داعيا وزارة التعليم إلى مساعدة المركز في نقل الكم الهائل من هذه التسجيلات المحفوظة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) ليتمكن الليبيون من الإطلاع على تاريخهم المروي والشفوي، ومن ثم استؤنفت أعمال الندوة بالجلسة العلمية الأولى التي أدارها وقدمها الدكتور “علي محمد رحومة”، وشاركت فيها الدكتورة “فاطمة سالم العقيلي” بورقة علمية بعنوان (إشكالية الرواية الشفوية في الكتاب الرابع لهيرودوتس -قصة تأسيس كيريني أنموذجا- وقسمت الدكتورة فاطمة بحثها لعنصرين الأول تناول الروايات التي أوردها هيرودوتس بخصوص التأسيس، والثاني نقد الروايات مضيفة بأنها اعتمدت على منهج البحث التاريخي والنقدي.

أسباب ضعف واختلال الروايات الشفوية
من جهة أخرى شارك كل من الدكتور “علي محمد سيمو” والدكتورة “نورا العائب” ببحث مشترك بعنوان (الرواية الشفوية وكتابة التاريخ”، وفي سياق بحثهما المشترك أشارا إلى دور الرواية الشفوية في تدوين التاريخ على اعتبار أن الروايات الشفوية كانت قائمة على تسجيل أحداث العرب فقبائل العربية درجت على رواية أيامها لتفاخر والتباهي بها على القبائل الأخرى، وعزى الباحثان إلى أن من أسباب ضعف الروايات الشفوية يعود لتناقل الخبر أجيالا على الألسنة بغير تدوين مما عرّضه للتحريف، وكذلك نسبة الحادثة لغير صاحبها تعد من أسباب الاختلال، وأكدا في المقابل أن الرواية الشفوية من أهم المصادر التي يعتمد عليها الباحث في علم التاريخ كون أن لها دور في تدوين الأحداث التاريخية عند العرب قديما .

الجدير بالإشارة إلى أن أعمال الندوة العلمية تستمر حتى المساء بمشاركة كل من الدكتور “يوسف سالم البرغثي” بورقة بحثية بعنوان (مناهج وتقنيات الرواية)، والدكتورة آمال إمحمد بوزيد الجبو” بورقة بعنوان (دور المؤرخين في إبراز معالم تاريخ الجهاد الليبي من خلال جمع وتدوين الرواية الشفوية)، والدكتور “صلاح محمد إجبارة” بورقة بعنوان (التراث الشفوي ودوره في الحفاظ على الهوية الوطنية) والدكتور “علي برهانة” بورقة بعنوان (تجربة المركز الوطني للمأثورات الشعبية)، وتمتد مشاركات أعمال الندوة لصباح يوم غد بمشاركة كل من : الدكتورة “مفيدة جبران”، بورقة عنوانها (الهيئة القومية للبحث العلمي -تجربتي مع الرواية الشفوية في كتابة تاريخ طرابلس-)، ومشاركة الباحث “خليفة الدويبي بورقة عنوانها (جهود المركز الليبي للمحفوظات في تجميع الرواية الشفوية وتصنيفها)، فيما يشارك كذلك كل من الباحث “مفتاح ناجي أبو الأجراس” بورقة عن الرواية الشفوية ودورها في كتابة التاريخ حركة الجهاد الليبي رواية الشيخ محمود المسلاتي، علاوة على مشاركة الدكتور “علي الهازل” بورقة تتناول التراث الشفوي بالمركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، والدكتور “أحمد مراجع نجم” والرواية الشفوية كمصدر ووثيقة تاريخية، ومن المزمع أن يُبرم المركز الليبي للمحفوظات اتفاقية تعاون مشترك بينه وبين جامعة الزيتونة بمدينة ترهونة.

مقالات ذات علاقة

خلاصة كتاب الأخلاق عند ابن حزم بمجمع اللغة العربية

مهند سليمان

نقاش مذكرات (مقادير) لمصطفى القويري

مهند سليمان

الفرقة الوطنية للفنون الشعبية تكتسح الترتيب الأول بمهرجان قبرص

المشرف العام

اترك تعليق