هناكَ في الركنِّ تنزوي هسهسة مؤلمة، وخافتة.
لا انظر وأبعدُ الفكرةَ لئلا أقترب.
أشعل سيجارةً لأفهم ما يعينهِ الخواءُ،
وأفكرُ في تأليفِ قصيدةٍ
لأجرب الفشل كي أفهم الشعر، ونهاية الأشياء.
أنظر إلى ساعة الحائط لإنقاذ اليوم،
بما أملكُ من نسيانٍ
لكن النسيان وحدهُ لا يكفي لفتح نافذةٍ
تتسرب عبرها تلك العبارات المنبعثةُ من وراء ظهري.
الرسائل الأخيرةُ في خزائننا الصلبةِ عن الوحدة
تكتب نفسها الآن مجددًا
من خلف بابها الفولاذي الصغير،
أسمع خربشةً صادرةً من الداخل
تأخذ شكل أغنية مكتومةٍ عن الغياب
بلا حنجرةٍ أو صوت،
أغنية تُعاشْ
تبدو أقربَ إلى ضحكنا المتواصل
لساعاتٍ سويًا عبر مكالمة فيديو،
عتابٌ عن تأخري ليلاً كل يومٍ في المقهى
أذعنُّ دون أن ألتفتَ
أثناء الجلوس صباحًا على السرير
ولا أقوى سوى على بلع ريقي
لأتذوق طعم الخيبةِ في فمي.
المنشور السابق
المنشور التالي
حمزة الفلاح
حمزة الفلاح / شاعر وروائي ليبي.
من مدينة بنغازي / 1991.
متحصل على ليسانس في علم الاجتماع، من كلية الأداب جامعة بنغازي.
صدر لهُ عام 2019، عن المكتبة العربية للنشر مجموعتهُ الشعرية الأولى: حارس المدينة المتعبة. وعن مؤسسة براح للفنون عام 2021، مجموعتهُ الشعرية الثانية: ثلاث تأشيرات مرفوضة، وكتاب اليوميات : بحث عن مفقود في غرفتهِ. ورواية غاندي سيرة الشاعر الغنائي الراحل عبدالحميد الشاعري صاحب قصيدة سافر مازال.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك