متابعات

تقنيات الفنون يعرض رحلة السيفاو مع الصورة

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

أمسية (أحمد السيفاو في رحلة صورة)

نظم المعهد العالي لتقنيات الفنون بمدينة طرابلس مساء يوم الأحد 11 من شهر يونيو الجاري أمسية خاصة إحياءً لمسيرة الفنان المصور الراحل ” أحمد السيفاو” حملت عنوان (أحمد السيفاو في رحلة صورة) بحضور لفيف من الفنانين والمثقفين ومحبي الفنان الراحل، وافتتح الأمسية الفنان العازف “بشير الغريب” بكلمة ترحيبية تلتها كلمة للمهندس “خالد بورقيق” قرأ خلالها أجزاء من السيرة الذاتية للفنان الراحل فهو من مواليد مديننة طرابلس عام 1938م درس في المعهد الحكومي للسينما بالعاصمة الإيطالية روما ما بين أعوام 1974- 1976م، عمل بالنقش على الخشي فضلا عن عمله بقسم الإنتاج السينمائي والهيئة العامة للصحافة، لديه العديد من معارض الصور الجماعية والشخصية على الصعيد المحلي والعربي والعالمي لعل من أبرزها (القلق…قراءة في الإنسان) عام 2010م ومعرض(تثاؤب) عام 2014 حيث يعد آخر معارضه الفنية، ثم أعقبها عرض شريط مصوّر على الشاشة الكبيرة يستعرض تقريرا يُبيّن نخبة من صور السيفاو .

الهُوية الليبية في صور السيفاو
فيما تحدّث الأديب “منصور أبو شناف” عن علاقته بالسيفاو متطرقا لملامح من تجربته في التصوير مشيرا إلى أن الليبيين قد اعتادوا في توثيق حكاياهم ورواياتهم توثيقا شفويا لتجيء الصورة الفوتوغرافية وتقلب هذه المعادلة وتقوّض أركانها، والفنان السيفاو يمثل أحد النماذج اللذين حاولوا تشكيل ذاكرة بصرية للمجتمع إضافة إلى أن الكثير من المصورين اشتغلوا على هذا الأمر، وعلى رأسهم المصور “محمد كرازة”، وتابع قائلا : بأن السيفاو يمثل جيلا آخر مابعد المصور كرازة وربما المرحلة الزمنية التي برز وظهر فيها السيفاو كانت مرحلة حرجة جدا اتسمت بهدم صور الذاكرة وضرب كل ما هو قديم في محاولة لترسيخ العدمية التاريخية بمحو ونسف كل ما كان لكنّ السيفاو حمل عدسته وانطلق يوثق ليس توثيقا وفق معناه الحرفي إنما هي محاولة لتوثيق لحظات معينة من عمر المكان، وإحساس الإنسان بهذا المكان ليطوف ويتنقل السيفاو بين المدن والقرى والواحات الليبية شمالا وجنوبا شرقا وغربا لاسيما المدن القديمة منها الصحراء والنقوش الليبية، وأضاف أبوشناف أن السيفاو لا يلتقط صورة فوتوغرافية عادية بقدر ما يحوّل الصورة الفوتوغرافية لما يشبه اللوحة التشكيلية ذات الأبعاد الانطباعية والتعبيرية يُضفي عليها إحساسه ورؤيته فكان يُدخل الظلال والأضواء على صورته الملتقطة للمكان أو للأيقونة أو المشغولة، وأكد أبوشناف في المقابل أن من مزايا تجربة السيفاو أنهم ممن تمسكوا بما يمكن تسميته بالهُوية الليبية فظل يعمل ويشتغل على المعمار الليبي والبيئة، وكل العناصر ذات الطابع الليبي.

ليس مجرد مصور
كما أشار المصوّر “محمد كرازة” إلى أهمية تجربة السيفاو في التصوير فهو من القلائقل اللذين اجتهدوا وأبدعوا مكرِّسيا حياته ومُسخّرا وقته لشغفهم العظيم بالصورة، موضحا بأن السيفاو كان لديه مطامح وأماني كبيرة وتحديدا في مجال صناعة السينما وإخراج الأفلام لكن لظروف سياسية ملتبسة تعطلت هذه المطامح، وتعرّض كرازة أثناء كلمته للعوامل الصعبة التي كان يعيشها المصورون إبّان العقود المنصرمة، من جهة أخرى شارك الكاتب “يونس الفنادي” بقراءة مقالة كتبها عن السيفاو نشرت بصحيفة أويا عام 2009م تحت عنوان (ليس مجرد مصور) جاء في مقدمتها : يصطادك بعين واحدة يحشرك في إطار زاوية ضيقة ويبُرز فيك ضياء يرسلك في البعيد فتصبح فجأة أسيرا للتاريخ، ويمنحك شهادة وصورة للذكرى، وعبر مقالة أخرى بعنوان (اللوحة السيفاوية) نشرت بصحيفة (ليبيا الإخبارية) عام 2013م موضحا فيها أنه إن كان السيفاو قد عُرف في بداياته كمصوريتعامل بكل رشاقة مع لقطات التصوير باللونين الأبيض والأسود فقط إلا أن علاقته مع عُلب الألوان والفرشاة والزيت وقطع القماش والكريلك تأسست منذ عقود زمنية بعيد بيد أنها ظلت تتوارى خجلى أمام إبداعه الفوتوغرافي وتتحيّن فرصة الظهور لمفاجأة المتلقي بنصوص تشكيلية تساهم في تعزيز العلاقة مع هذا المبدع الفنان، بينما شارك قبل اختتام الأمسية كل من “يوسف الختالي” و”حسين المزداوي” بكلمات أكدوا فيها على تميّز السيفاو ومنزلته الإبداعية في مجال التصوير الفوتوغرافي علاوة على سبرهم لأصالة الذكرى معه.

مقالات ذات علاقة

ندوة ثقافية لمناقشة كتاب المسرح البوليفوني

فريال الدالي

توثيق ذاكرة ليبيا «فوتوغرافيًا» بمعرض في بني وليد

المشرف العام

جوهر الشارف: المكتبة المصغرة حلم «زوارة» الذي تحقق

المشرف العام

اترك تعليق