سنيا الفرجاني | تونس
شَعري طائش
لا رغبة لي في تسريحه.
لا أستطيع أن أبحث عن المشط العاج
نسيته.
منذ مدة لم أصفف به هذا الأسود الداكن
رتبته بيدين غاضبتين فحسب.
نتفت شعرتين غريبتين يطليهما البياض اللامع
فتضاعفتا خلال شهر
في أوج الفرق تضاعفتا
لا أريد أن أرتب غرّة تشي بالغيمة العابرة في أوج السحاب الماطر.
لست غاضبة
لكنني أفكر في أول إنسان غضب على وجه الأرض
أحب أن أعرفه.
من أول من اقتلع شعرة بيضاء ببصيلة وظن أنها لن تنبت ثانية؟
البيت صامت
يشعرون بقلقي
لايرغبون في البحث معي عن مشط آخر
الدرج في طاولة ليلي مرتب
فيه زيت اللوز ومشابك ملونة وأمشاط متنوعة
لكنني أضعت مشط العاج
أبي اشتراه من برلين
قدمه لي ملفوفا في لفة من حرير أزرق
كان عمري عشرين عاما
وكنت أحب رأسي بما حمل.
تعبت الإبل
وتعب رأسي.
شعري طائش
لن أذهب للحلاقة
سأغسله في البحر بماء مالح لأصبّر ما نبت من حشيش أبيض
لن أصبغ هذا الفرق في أعلى جمجمتي
لن أضع الحناء
ولن أخبر أبي.
أحدهم يطرق باب الغرفة
سأفتح
ربما وجدوا مشط العاج القديم.
4جوان 2023