طيوب المراجعات

الرحلة الناصرية الكبرى

تلخيص: د. علي بن خيال | تحرير: محمد الخازمي

كتاب الرحلة الناصرية الكبرى
كتاب الرحلة الناصرية الكبرى

كنت قد أخبرتكم عن فوائد كتب الرحلات، وهذا تعريف موجز بالرحلة الناصرية الكبرى، ولهذه الرحلة صلة ببلادنا؛ إذ مرّ المؤلف بمدن ليبية، ووصف أهلها، وعرّج على تاريخها، فهي تستحق القراءة والإشادة.

كاتبها: محمد بن عبد السلام الناصري الدرعي(1239ه-1823م)، وهو من (وادي درعة)* بالمغرب، وهو آخر كبار شيوخ الزاوية الناصرية، والطريقة الشاذلية، له رحلتان كبرى وصغرى، الكبرى كانت 1196هـــ  والصغرى1211هـــ.

الكبرى 1196ه، طبعتها ليست جيدة، وهي طبعة الشؤون الإسلامية بالمغرب، والمحقق ليس بذاك، وقيل إن العلامة الجاسر لخّص الرحلتين، ونشره في مكتبة الرفاعي سن 1983م، وسماه ملخص رحلتي ابن عبد السلام الفاسي، وتلخيصه لهما عندما كانتا مخطوطتين، ولـمّا اطلعت على التلخيص، بدا لي أنه يتحدث عن مراحل الحج، وعن مكة وعن المدينة، وعن المراحل عموما، وهذا يهمل بعض الفوائد التي تنتثر في ثنايا الرحلة، وهي مهمة؛ لإحاطتها بأخلاق الناس، ووصف الأماكن، والحيوان، والأعشاب…إلح.

بدأت الرحلة بخروج مؤلفها ابن عبدالسلام الناصري الفاسي من الزاوية الناصرية بتامركوت، في 3 جمادى سنة 1196هــ بعد صلاة الظهر، ودرعا هذه من أعمال (مراكش).

وأهم ما تلحظه في الرحلة شيئين: قسوة المناخ، وشغب الأعراب، وكثرة اللصوص، وقطاع الطرق، في أنحاء مختلفة من البلاد على طوق الطريق الطويلة من مراكش بالمغرب، حتى مكة المكرمة أعزها الله.

استهلّ المؤلِّفُ الرحلةَ بفصل عن الحج، وأحكامه، وآدابه، ثم عن تمهيد لطيف ذكي عمّا يحمله المرء معه في سفره، وإصلاح حاله من راحلة، وكيفية التعامل مع الدابة، والزاد، وقد أثنى على السويق الملثوث بالسمن والعسل، وكأنها (الزميتة) في عرف أكلنا الليبي، ولا يهمل المقراض، والإبرة، والموسى، والكحل، والمشط، والمرآة…، ولأنه من أهل العلم، فقد ذكر أنه يستحسن بطالب العلم أن يحمل بعض الكتب الخفيفة يطالعها وقت راحته وفراغه، ونصح المؤلف بدلائل الخيرات، وكتب المناسك، ونصح الشيخ علي بن خيال صاحب هذا التلخيص بقاموس لطيف، أو تفسير مختصر للكتاب الحكيم، كتفسير الجلالين، أو البيضاوي، أو حاشية الكازروني…، وفي هذا الزمن يجمعها الهاتف، ويكفيك على ضآلته حمل المكتبات…

ويحمل معه من طين بلده، ويجعله معه في ماء ورد، والبصل يدفع ضرر الماء على الإطلاق وخصوصا بالخلّ، ووجع البطن وعسر البول سكر وزمن، أما العطش فبقل، أو كمثرى، أو قطعة فضة يجعلها تحت لسانه.

وللرحلة حديث عن طرابلس لعلي أعود إليه إن شاء الله.

مقالات ذات علاقة

الذي كان يزرع الزجاج.. لـ: سالم الكبتي

حسين نصيب المالكي

ابن المتسولة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

المشرف العام

قراءات في الأدب الليبي: رواية الرداء الأسود لكاتبها علي ثبوت زبيدة

المشرف العام

اترك تعليق