طيوب عربية

النادل جوش

مريم الساعدي | الإمارات

من أعمال التشكيلية حميدة صقر

يخبرني الجرسون الهندي في المطعم الإيطالي أن البطاطا الحلوة المقلية التي طلبتها هي خيار صحي جيد أفضل من أصابع البطاطس المقلية. أقول له نعم لكن لو كانت مشوية أفضل.   يؤيدني ويعبر عن أسفه لعدم توفر هذا الخيار في المينيو.

– ربما تقدم هذا الاقتراح للشيف؟

يعدني أنه سيفعل. يظل واقفاً أمامي وأنا أغمس أصبع البطاطا الحلوة في صوص الجبنة السائحة. أشعر انه يودّ الدردشة.

أسأله:

– ما اسمك؟ لا أرى إشارة للاسم على قميصك.

 – آه نعم إنهم يعدلون شارات الأسماء؛ اسمي “جوش”، وأنتِ سيدتي؟

– أنا اسمي مريم.

– هل أنتِ من هنا؟

– نعم.

– من أبوظبي أصلاً أو من الامارات الشمالية؟

– أنا أصلاً من العين.. ولكن الأصل الأبعد من التراب.

يضحك ويضيف: أنت سيدة لطيفة؛ عادة الزبائن لا يحبون الحديث.

– الناس منشغلة يا جوش؛ لا تغضب منهم. أنا فقط شخص فاضي هاها!

يضحك ويسألني:

– هل لديك عائلة؟

أشير برأسي بالإيجاب وأنا أصب الشاي بالنعناع.

– أبناء أم أخوه؟ هل بيتكم هنا أم في مدينة العين؟

أتطلع إليه وأضحك:

– ما الحكاية يا جوش؟ هل تنوي التقدم لطلب الزواج؟

يعتذر بشدة:

– العفو العفو سيدتي؛ فقط أنا أشعر بالرغبة في الحديث مع الناس؛ وكما ترين لا يوجد هنا الكثير من الزبائن.. منذ أخذت الجرعة الأخيرة من اللقاح أشعر بأني أريد التكلم مع الآخرين طوال الوقت.. لا أدري إن كانت الثرثرة من أعراض اللقاح الجانبية؛ أو ربما هذا اللقاح سيقتلنا قريبًا لذلك أرغب في الحديث مع الناس.

 – لا بأس عليك عزيزي؛ الحياة قصيرة سواء قتلنا الفايروس أم اللقاح أم سقط علينا نيزك من السماء، وكلنا في هذه المحنة أخوة.

يبدو ممتنًا وهو يتحرك للمغادرة.

– “جوش” هذا اسم مسيحي أليس كذلك؟

يجيبني نعم؟

– أعياد ميلاد سعيدة إذاً!

مقالات ذات علاقة

نظرية ماركس في التاريخ

نعمان رباع (الأردن)

اليوم العالمي لإعلان حقوق الإنسان 2019

المشرف العام

تجربة الكتابة العلمية في أدب الطفل واليافعين

حسين عبروس (الجزائر)

اترك تعليق