حمزة الفلاح
كنتُ مطيعًا في بطنِ أُمي
هكذا أخبرتني يومًا حين سألتها،
ما الفرق بيني وبينَ إخْوَتي ؟
كنت رافضًا فكرة أنّ أُولدَ مسالمًا
وأموتَ مسالمًا.
رافضًا خرافات أهل قريتنا
عن نهودِ فتياتها اللّواتي أتت رائحتهنّ بالجنود
ليضاجعوا نساءَها ليلاً في الحقول.
لذلكَ قررتُ قبل أن أحرقَ بيتنا
تركَ تذكارٍ لكلِّ فردٍ فيهْ.
أغرقتُ إخْوَتِي أولاً في النهرِ
متأملاً بياضَ عيونهم كم كان صافيًا
وهم يطفون على ظهورهم
كم كانوا سعداء.
ثانيًا/ نومتُ أبي مغناطيسيًا
لأتمكنَ من خنقهِ
لولا أني لمحتُ وشمًا كبيرًا لوجهي
على كتفهِ الأيمن
وتساءلتُ لم احتفظ بي كل هذا الوقت ؟
ربما كان يعرفُ قاتلهُ جيدًا !
أو ليشير إلى هوية الجاني عند التحقيق !
أو ربما كان يحترمُ أعدائهُ كثيرًا.
ثالثًا/ صفعتُ حبيبتي وقبلتها
صفعتها وقبلّتها
صفعتها وقبلتها
ولم أشأ قتلها
لأنها كانت تقرضني المال من وقتٍ لأخر.
رابعًا/ لا تسألوني عن أُمي ماذا فعلتُ بها !
وكالراهبِ والقاتل سرتُ معي
أجمعُ عظام الأغاني القديمة
كي أصنع هيكلاً للحبِّ على طريقةِ الموتى
أنام
أصحو
أبكي
وأرقصُ
ولا شيء يقلقني عدا نُباح الكلابِ
في الخارج
تاركًا ورائي دخانًا كثيفًا
يتصاعدُ كسربٍ من الغيوم السوداء
تنذرُ بمواسمِ هجرةٍ للموتِ إلى القرى المجاورة
معبرًا هكذا عن السلمِ، المساواة، والعدالة لمن حولي
أظن بأنني قد أتممت رسالتي
ولا تسألوني عن أُمي ماذا فعلتُ بها.
* من ديوان حارس المدينة المتعبة