يوافق اليوم 14 من يناير؛ اليومَ العالميَّ للمنطق. وهو يومٌ اُعتمدَ عام 2019م من اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) واحتُفِلَ به أوّل مرّة -بعد اعتماده رسميّا- عام 2020م.
كان لي منذ الصِّغَر اهتمامٌ بهذا العِلم، وإقبالٌ عليه، وإدراكٌ لأهميّته، ودَرّستُ متونَه الصغرى للصّغار قديما، وأدرّسُ الأغاليط المنطقيّة للكبار حديثا. وعجِبتُ -في صغري- من غيابه في منهج زاويتنا الرائدة في مدينة درنة (زاوية الصحابة العيساويّة) والتي درسنا فيها فنونا من علوم الآلة، ما تزال لنا ذخرا حتى اليوم.
وعام 2012، حاولتُ أن أجمع ما تيسّر من إسهامات الليبيّين في عِلم المنطق، فظفرتُ من كتب التراجم، بأمثلة متنوّعة معدودة، تصلَح أن تُفرَد في مقالة، منها كتابٌ جليل القدر والحجم للعلّامة الليبيّ، ابن نقيبِ أشراف طرابلس: الشيخ سعيد بن أبي الظفر الشريف (دفين تونس 1113هـ/1702م) وهو: حاشيته على تحرير القواعد المنطقيّة في شرح الرسالة الشمسيّة.
ووالده اسمه -أيضا- سعيد، ودُفن في طرابلس، في المقبرة التي تحمل اسمه إلى اليوم (مقبرة سيدي سعيد) قرب جامع النعمي، بسوق الجمعة.
ومن جِهة الكمّ، وحسب الاستقراء النّاقص؛ فإنّ إسهامات الليبيّين المعاصرين في علم المنطق -بمختلف أنواعه وأبوابه- أكثر من إسهامات المتقدّمين.
في منهج المدرسة المستجيريّة، حاولنا استدراك غياب الدرس المنطقيّ؛ فأدرجنا -في نسخة ديسمبر من العام المُتصرّم- متنَ السُّلَّم في المرحلة الضروريّة (الابتدائيّة)، وشرح إيساغوجي في المرحلة التمهيديّة، وشرح الشمسيّة في المرحلة المتقدّمة. وكان لتوجيهات الشيخ الحبيب، والباحث النجيب د. خالد الفيتوري، وإرشاداته، أثرٌ أثيل في ضبط المقرّر، تدرُّجا وتخرُّجا. وإنّا لننتظر زيارته لنا، على أحرّ من باطن الشمس.
كذلك، أفردنا موادَّ مستقلّة وحِصَصا، في المنطق غير الصوريّ، مثل: التفكير الناقد، والأغاليط المنطقيّة، والتي تدرّس بشكل تطبيقي. وإنّي لأطمح في استقطاب الباحث أ. علي يونُس، للمشاركة في تدريس هاتين المادّتين، لنباهته، وتمكّنه، وحسن هضمه للعلوم وتحليله للأفكار.
وكما قلتُ في برنامج (مع فدوى) فإنّ تدريسَ التفكير الناقد ومهاراته في التعليم الأساسي والثانوي، أمرٌ واجبٌ لا يحتمل تأخيرا، وإنّ الجيل الناشئ أحوج ما يكونوا إليه، وأرجو أن يحملَ أحدهم الفكرةَ، من رَحِم الغيب إلى وزارة التعليم الأساسي، فلعلّ وعسى.
والله وليّ التوفيق.
2 تعليقات
معلومة مهمة جدا عن أبي الظفر الشريف.
من صاحب المقالة؟! فهي كتبت باسم المشرف العام ويبدو لي من سياق المنشور أنه ناقل وليس المشرف صاحبها
وكيف السبيل للتواصل مع صاحب المقالة
المقالة للشاعر والباحث المكي أحمد المستجير..
وقد تم التعديل..
شكرا لك