من أعمال الفنان محمد الشريف.
طيوب النص

في ظل هرم

Mohammad_Esharif (1)

ليس في يده ساعة يلجم بها حصان الوقت.. ولا خاتم يشير إلى علامة. فقط أصابع لاهثة تنبش عن غيمة بليغة في كتاب رملي شبه ممزق .

أيضاُ لا بوصلة يمكن أن تبيّن له جهة من الجهات.

إنه في صحراء . صحراء فادحة. ومريبة.

بعد قليل سيحل ضيفا على الموت .. وعليه الآن أن يرضى بإحدى الخيارين.: أن يعود زحفا إلى جثة ناقته يبقر بطنها بمدية لا نزال تلمع في خرجه . أو أن يزحف حثيثا صوب سدرة جاثمة تحتلّ حيزا من الحياة

لم يسعفه تخمينه هذه المرّة .. ولا عقله الشاخص.. فعرض المشورة على حواسه..وعلى جمع من الأعضاء غير أن عينه أخذته علي جنب وشرعت تهمس في أدنه فحضتْ بمضغة الحوار:

– السّدرة..السّدرة أنصحك ..جنة الخلاص ومرتع الأبدية.

– كم تبعد عن حتفي؟

– بضع قبرين أو أكثر.

– لكني لا اتق في الوهم.

– لكنك في صحراء.

– ليست الصحراء سوي هلاك أصفر مشوب بحمرة تشبه الدم .

– حاول .

– لا أقوي على بطشها؟

– تعامل معها كامرأة. غازلها مثلاُ.

– فمي حطب يابس. وهي شهوة من نار.

– لن تحرقك. بقدر ما تغمرك بدفئها . صدقني!!

– لكنها ستعمينني بدخانها الفاحش.

– لتري جمالها الداخلي.

– بأي عين أراه. وقد طالها غبار الفتك.

– بروحك.. التي هي العين دون سواها .. عين تطلّ على داخلك المهيب.

– لكنّ روحي تغادرني الآن.

– إليها.. روحك تغادرك إليها. ذلك ما لم تشعر به.

– السدرة أم المرأة أم الصحراء أم ماذا تقصدين بالضبط؟

– جميعهن!!

– هل تقدر روحي أن تستعيد نبضها؟

– أجل

– أين؟

– في ظل هرم. تهبه لك السدرة. كونك قصدتها.

– أية سدرة؟

– هل نسيت؟

– لم أنسى لكنني ….

– مادمت لم تنس فعودك أخضر كالسدرة.

– هذا قولك؟

– هذا قولي.

– حسنا .. حسنا. إلى السدرة . كنوع من الخلاص الاضطراري .

هكذا قال في عموم جسده.

مقالات ذات علاقة

سراب الأيام

رشاد علوه

طرابلس

يونس شعبان الفنادي

في سنترال بارك

المشرف العام

اترك تعليق