لا فجر للنهر الذي يأتي إلينا
هنا الشهداء من ذهب وياقوت لجين
هكذا حدث صفاحلي ملحمة اليدين
عندما جاء الخروج من السيل إلى السهل
ليشتعل زند القصيدة والجدود
حتى الجراح سكنت قبة صفاحلي لتشرب من بلوطه
تصلي في مساجده العتيقة
قلبي يا صاحبي صالح لحفظ أوردة الصدى
لأهرب من أزقة الماضي
إلى صدر الندى
تصير دروبه المكثمة بشكل جميزة تعلب البرتقال
وتبيع الأزمنة
ما بال العشيرة تصلي واقفة؟
وحين يوقفني نزيف الموانئ الهاربة من سوط
النزال
لا أكون صعبا ساعة الميلاد
أقلد الرمان في ترنحه الممل
مرة أخرى أعبد شعبي المخبئ في تلا فيف المقل
وأسير صوب صفاحلي
يتبعني رتل من الشهداء وهم يصفقون ويحملون الأشرعة
يا منزل الكتب المقدسة أسمع دعاء من
كتب باسمه موت الحكاية من زمن
وعلى ساحل الذكرى ينام صفاحلي
يخنقه صمت الشجر
وأرضي عائدة إلي في رحلة
ميقاتها سيج أثر
صفاحلي… من زمن تدثر أكاليل الجنائز
والمحن
حصن خلافتك المزعومة لينتصر القدر
فأنا آت إليك كما الفصول
آت إلى ذكرى الهزيمة لشظية قالت:
لينتصر الأمر
صفاحلي من غيم وشيم و –كبلوت – الأشاوس
آه تذكرت سردون البطل
وأغنية النوارس
واختلفت الرؤى لما صارت غرائز الليل البدوي
ترتسم على فولاذ ثدي وخطيئة
صار صفاحلي وردة العمر
كأنه القدس الشهيد
يتحدث عن هجرة الدردار إلى أرض الخليل
يا سامع أزيز الجرح
تذكر دمعة الثكلى حين تجدد موتي
الجميل
ويا ذاهبا في غبرة الأسماء
جمجمة الصفا، كيف تكون جنازة اللوز
وجثتي تنحل بفعل الانقسام الخلوي ؟
صفاحلي تبوء من مدن الرحمن مئذنة
وكهف
لست أدري يا أيه الشعراء أأنتم الغاوون
أم من يتبع تآكل قافية وسيف
ليت دمائي من نسغ لظاه
لأولد من جديد
أجمد أحزان المراثي في عظام المنابر
فدعوا دعاء الأنبياء يسري
على أخاديد المقابر
على مشارف الصلب المحمل بالنبض
ومداخل صفاحلي لأعود حافي الحس
إلا من قصيد
لتنزاح صيغة الفرح الحقيقي عن
حبر الحديد
آه ، ليت صفاحلي يقترب قليلا
لأسمعه النشيد
فأنا وحدي هنا ، أسجل دبيب النمل
وأرسله بريد
فيا قوافي خضل الضواعن انصهري
ليختتم الهدهد ترتيلا شريد
أنا من صفاحلي
وصفاحلي حصى مثل الصدى
رأيت في قلب المواسم آية الكرسي تخلع
عنها موائد قبر الشهيد
حتى الوطن كتبوه بقمة الماضي لألجئ إليها
كلما دعت الضرورة من بعيد
فمن سرق عصا النبي من متحف القفر
الجنوبي
ومن كفكف دمع عائشة البهية ؟
يا فاطمة سأموت على الحق دون معجزة
كبطاقات التهاني الزرية
يا عمر لا مجرى للنهر الذي يأتي إلينا
كــي تفهموني
صاعدا نازلا
خارجا داخلا
سأنهي مغامرتي المليحة مع المكان
كما الزمان تفاحة ثكلى وكون ينهض من كف امرأة
لعــوب
حتى الكتابات من جرح لجرح تخثر فيها
ملح التربة الحمراء ودماء الصالحين
من هجرة لهجرة
طليقة دمعة العربي رسول الكادحين
هجرة لا صحراء فيها
يا هاجر ارحمي ذاك الرضيع لينهض صفا حلي
محتفلا بعيد السابقين
——–
إذن سأكتب بلغة يفترض فيها الجمال والروح الحازمة
أنطلق إلى تجربة الحبر والبحر
وزق الياسمين
لما تنزل ضيفا على نساء صفا حلي
ستصاب بنشوة العشق المهرب في المرق
لا تضحكوا، كلي أرق، قلت ألق
ليت الشفق يتمرد على رأس الكواكب
لأغنية – يا الجندي خويا ما تمشيش وحدك –
سوف أخلق من عتمة الليل عنترة
يتيه في عشب الضجر
ولعبلة ميقات الشعور بنوقها
لما تصاب بداء الظمأ
والناس من يأس وبأس وموت الخبر
الناس جمال وأرض مضمرة
كالغابات كهف للوجود سادرة
وأمضي نحو خرائب أشيد منها عطر الأمكنة
… قرب صفا حلي يتضاءل النسيان
ينحني القمر المبجل طيعا
يصحو ضمير المرحلة
تأتي السيول
والديانات كثيرة وأنا نقيض تصريف النعيم
لذا سأرسم تخطيط قبري بستان النجوم
وانتظر
لما تمطر لأعود إلى شجر الملوك
والبوح السقيم
لكن الرياح دماء ومصير
لقاح القلب ومدينة برية
بل يموت على ثراها مقصوص الأظافر
حتى السديم ،،،
فلتذهب إلى صفا حلي هناك كوخ العم – نوري –
وانكماش الذاكرة
ثم جرب جهات مزقها النوم المسلط على الحب
الرخيم
صفاحلي من زهر وعشب
من غيم وشيم ودراويش تغني ملاحم صلح
طري…
في ساحة يلتقي النقيض نقيضه
ويلتحم المنار بشجار البحر
البحر موت وقصيد
وأنا شاطئ الذكرى لما تحط رحالها زندي الشهي
لحم المدينة مالح
وغريزة النسيان لا تفسير لها
تنتمي إلى حفرة – نرسيس – ومربع الماء الملطخ بوحل
العشق…
قالت له : صفاحلي أحبذه صيفا
لما تصبح الوردة أكثر فعلا في النفوس الآدمية
قال لها: أما صفاحلي ربيعا فهو سكين يقطع سوسن اللحن
يوزعه فيئه على مريديه
قالت له : ضاع وقتنا المدهون في هذا السرير
أنجبنا قبائلا من الأحلام والزفرات
بعضها يشبه خوخ مدلل
وبعضها رضع لغة المحيط السامري
يا سامري ما فعلت حواء بتفاحة الخلود؟
أينما وجهت وجهك فثمة حدود
ذاكرة غبار من أثر القيود
قالت له: أأقص عليك كيف تنصاع الحياة مثل الحكاية
أخرج من زوادة الموج سوط وترانيم
البداية
قال لها : دخري أغانيك للفجر فالصبح آت
أما صفا حلي فلن أهجره ما دام الزمان يغسل
أدرانه تحت هدب المياه الأزلية
ما الذي يؤلم رضيع لما يصرخ
وما آلمك يا صفاحلي حين زلزلت الأرض زلزالها
هذا شقاء مراهقة
لتخرج آمالها
لما أزهر القندول ، وأثمر التين في لحظة من ورق
غسقية الظهور
شقية أنت كصبار مخنث يلجأ إليه أتان المنحدر
يمتص منه ماء ليسقي الشجر
بشر أنا لكنني من الزيتون وريش النعام
فهل إذا أشرقت الشمس على صفاحلي
أصاب بالزكام
فجدد مصيرك ظلي، كي لا يتلاشى النرجس
البري على السهام
في هذه اللحظة أرسم ثغرا
ومدخل صفاحلي وتربة ورايات مزركشة
لست وحدي
صوتي يآنسني وضميري
حنجرتي من نبيذ مملحة
… ذات مرة تهت في دمشق
بحثت عن باب الخيانات لأني أجيد تفكيك الرموز
عثرت على سواد سائد
وبروز لنبي عائد وشموس
المنشور السابق
المنشور التالي
بادر سيف (الجزائر)
بادر سيف.
من مواليد الجزائر، في 5 فبراير 1972م، بدائرة حمام النبائل، ولاية قالمة شرق الجزائر.
يتصدر شعراء قصيدة النثر في الجزائر.
نشر معظم أعماه الأدبية والشعرية في الجرائد والمجلات الجزائرية والعربية.
له ما يقارب 14 كتاباً، بين النقد والشعر.
حاصل على بكالوريا علوم.
دراسات عليا في فلسفة القانون.
رئيس مصلحة الدكتوراة بجامعة قالمة.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك