كثير من الناس تزعجهم كلمة (شعر) فينفرون منها على أساس ما سمعوه من غيرهم. وشمل ذلك الحكم فئة من المعلمين والأساتذة في المؤسسات التربوية والجامعية، وذلك ما جعل الطلاب والأساتذة يتهربون من دراسة وتدريس النص شعري، كما أصبحت القصيدة الحديثة تثير الرعب حتى عند بعض المشتغلين بالنقد ، وتوجه الكثير منهم الى عوالم السرديات. لعلّ السرّ يكمن في تربية الذوق الجمالي عند هؤلاء الناس، وهم يجهلون كل الجهل أن الشعر رافد من روافد الجمال الكبرى التي تصنع النظرة الراقية لتذوّق عناصر الجمال في الحياة، كما أنه مصدر ثقافي ومعرفي في تنمية قواعد اللغة وجمالياتها يستفيد منها المتعلم في جميع مراحل حياته.، والشعر العربي على وجه التحديد مصدر استشهاد بعد النّص القرآني في كثير من الحالات لدي الخطباء والساسة والمتحدثين، وذلك سرّ معجزة الوحي التي جاءت تحديّا للنّص الشعري، فالمدرسة التي تخاف من النّص الشعري مؤسسة تعاني فوبيا قاتلة، وأصحابها يعانون من نقص في هرمون الجمال والحب حين يجنحون إلى المطلق من المنثور، والى لمطلق من الفهم الساذج، وهم بذلك ينتصرون للخراب، وللفراغ بسبب عدم التأهيل الذوقي لكل من يدعى أن صعوبة اللغة العربية مصدرها صعوبة النّص الشعري.
-النص الشعري ثروة لا تكلفك شيئا سوى القليل من الوقت، والقليل من الجهد وقراءته بشكل يومي تجعل حياتك ذات قيمة أعلى حين تغيّر نظرتك للحياة ولما يدور حولك في العالم. ولعل توسعك في استخدام تلك المفردات الجديدة يحلّ الإشكال الذي يقف حائلا بينك وبين قراءة النصوص الأخرى. أكيد أنّك لا تستوعب فهم النص الشعري في القراءة الأولى، ولكن القراءة الثانية هي مهارة يهملها الكثير من الناس ، وبخاصة ممن يتعاملون مع الكتب ومن المبتدئين والمثقفين. وللأسف كثير من كتاب النصوص السردية.
فإذا رغبت في قراءة نص شعري للمرة الأولى فعليك أن تقرأ الشعر بصوت عال ببطء، وتأنّ كي تخرج الكلمات متناسبة في ايقاعها الصوتي ،وخاصة إذا كان النّص الشعري يشتمل على قافية. ويمكنك أن تمعن النظر في القراءة دون الصوت. ثم تجرّب النطق به، وساعتها تجد نفسك بحاجة إلى نقل القصيدة الشعرية حالتها البصريّة إلى حالتها الثانية السمعية كي تلامس شغف قلبك.
– قراءة الشعر فن وكثير من الشعراء الكبار لا يحسنون هذا الفن فتضيع قصائدهم في زحام الكلام ، وكثير من أصحاب المواهب المتدنية ينالون القبول لدى السامع بطريقة الإلقاء الرائعة. فلا تتخوفوا من النّص الشعري الذي هو يصدر من حنايا الروح لدى أصحابه الشعراء، وهم بذلك يقدمون لنا روائعهم وتجاربهم في الحياة، ويحافظون على نقاوة وسلامة العربية. تحيتي لكم أحبة الحرف الجميل أينما كنتم في هذا العالم الرحب.