طيوب عربية

جرأة العوام العرب وذل أدبائهم

إبراهيم خيراني | الجزائر

من أعمال التشكيلي محمد حجي.
مثقف من أعمال التشكيلي محمد حجي.

 من عادة الأدباء أن يكونوا حصنا منيعا ضد أي تهديد أجنبي يهدد هويتهم، أو يحاول طمسها.

غير أنّنا رأينا في كأس العالم المقامة بقطر العكس، فعوام الناس صارت تدافع عن هويتها في ظل صمت الأدباء خاصة الذين يقيمون في أوروبا.

أتابع بشكل عام ما جرى لعوام الناس حين أبدى لاعبوا المنتخب الألماني امتعاضهم من بعض قوانين الفيفا، فطالبهم عوام الناس باحترام الاختلاف، وأعلموهم بأن ما هو متاح في بلدكم لا يمكن أن يكون متاحا بالإجبار وعلى المقاس أينما حللتم.

غير أنّ العجيب في الأمر هو ذلّ الأدباء العرب الذين لم أجد منهم رجلا رشيدا يتناول القضية، والصامت مؤيّد للألمان، ويخشى إن هو تكلم أبغضه الناس، فالتزم السكوت حفاظا على مصالحه التي يرعاها المشارقة من جهة، ويرعاها الغرب من جهة أخرى. وأنا هنا أتحدث عن كتاب شمال إفريقيا بالخصوص؛ الذين يستفيدون من الطرفين. فلم لم يأمروا ألمانيا باحترام هوية قطر الإسلامية؟  أم هم خائفون من أن يقفوا ندا رسميا للغرب؟ ثم لم لم يصرحوا بأنهم مع ألمانيا؟ وهم معها فعلا؛  لولا خوفهم من أن يعاديهم المشرقيون فيتخلون عن شراء كتبهم، وبذلك تتناقص شهرتهم.

إنّ الأديب الشمال إفريقي ضائع بين هويتين اكتسبهما عبر مصالحه. فهو يمسك العصا من الوسط، فلا يستطيع أن يغضب الغرب، ولا أن يغضب الشرق، لكنّه يصب جام غضبه على وطنه؛ وخاصة الجزائريّين منهم.

إذ يحدث عن كل القضايا، إلا تلك القضايا التي يتعلق فيها الأمر بالصدام بين الشرق والغرب، ويرى بأنّ دخوله فيها سيعدّ خسرانا مبينا له ولانتشار أعماله، لذا يميل إلى السكوت حتى لا يخسر مصالحه.

لذا فإنّ أغلبهم سيعيش ذليلا مادامت شهرته محكومة بخنوعه لجهات ما، وهم الذين يتحدثون عن الحرّية التي يظنّون بأنّهم افتقدوها في أوطانهم. وهم في الحقيقة يفرون إلى حرّية موهومة وزائفة.

مقالات ذات علاقة

الإيسيسكو تطلق جائزتها للشعر النسائي لعام 2021

مهند سليمان

عابر في الماضي

زياد جيوسي (فلسطين)

11 عاما على رحيل شاعر الإنسانية “محمود درويش”

المشرف العام

اترك تعليق