الاحتلال لم يعد إنزالا للجنود في أرض الدولة المراد احتلالها – الحروب الحسية – بل أصبح إنزالا للقناعات والأفكار السيئة التي تخدم الاحتلال في العقل الجمعي للمجتمع ودولته المراد احتلالها – الحروب فوق الحسية – فلنحصن المجال الحسي والمجال فوق الحسي للمجتمع ودولته ككل، فالأخطر من احتلال أرض المجتمع ودولته في مجالها الحسي – عالم الأشخاص والأحداث – هو احتلال العقل الجمعي للمجتمع ودولته في مجالها فوق الحسي – عالم القناعات والأفكار – حرروا عقولكم تتحرر أرضكم ومواردكم، إن الاستقلالية تبدأ من الاستقلالية الذهنية الوطنية وتصورها للدولة ونظامها العام على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفقا للعقل الجمعي للشعب ومنظومته القيمية وإنتاجه الذهني من قناعات وأفكار نافعة دافعة للعمل بما فيه الخير للصالح العام على كافة الأصعدة، انطلاقا من تعزيز هويته الوطنية والحضارية الجامعة التي تميزه عن شعوب أمم العالم لا أن تصهره في هوية شعوب أمم أخرى غربية أو غيرها الأمر الذي يجعله تابعا إليها لا محالة فالتابع جزء من المتبوع، من هنا نقول لا للتبعية ونعم للاستقلالية الوطنية والحضارية الجامعة للشعب ووطنه المستقل والذي هو أحد شعوب وأوطان شمال أفريقيا والقارة الأفريقية على صعيد جواره الجغرافي الإقليمي والقاري وأحد شعوب وأوطان أمته المسلمة ولسانها العربي المبين وحضارتها المضيئة للإنسانية جمعاء على الصعيد الأممي والحضاري، لا للتطرف والهيمنة الأجنبية على صعيد عالم القناعات والأفكار قبل صعيد عالم الأشخاص والأحداث، الشعب مصدر النخب والسلطات والنخب والسلطات التي لا تنبثق من الشعب لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تعبر عنه وعن إرادته وهويته الوطنية والحضارية الجامعة ومنظومته القيمية وضميره الحي وعقله الجمعي وقناعاته وأفكاره النافعه وتاريخه العريق ومتطلبات وتحديات واقعه ومستقبله، لا لاستيراد النماذج الذهنية لقيام الدولة من الخارج فالدولة لا تقوم إلا من الداخل من عمق شعبها وهويته ومنظومته القيمية وضميره الحي وعقله الجمعي ونماذجه الذهنية، إن الهيمنة الغربية لم تستنسخ فقط النعجة دوللي في القرن العشرين فاحذروا المستنسخين فاقدي الهوية والانتماء لوطنهم وشعبهم وأمتهم وحضارتها المضيئة للإنسانية جمعاء، فلتحذروا نخب النعجة دوللي ولتصدروا نخبكم الوطنية النابعة من عمقكم، من يؤمن بتبعية الشعب الليبي ووطنه المستقل لأي شعب ووطن آخر إنسان فاقد لقيمة الاستقلالية ولا يمكنه أن يمرر للعقل الجمعي مبدأ التبعية والخنوع للهيمنة الأجنبية من أي دولة كانت من تكون، لا للهيمنة الأجنبية لا للتبعية ونعم نحو الاستقلالية الوطنية دولة المجتمع الليبي المحلي لا دولة المجتمع الدولي، وإرادة المجتمع الليبي المحلي يقبل بها المجتمع الدولي في نهاية المطاف، فالمجتمع الليبي المتزن يعتمد مبدأ الاستقلالية والتوازن في علاقاته مع الآخر من شعوب أمم العالم وتبادل المنافع المشتركة دون تبعية أو قيد أو شرط ويرفض الهيمنة الأجنبية على كافة الأصعدة، فليعزز الوطنيون الإرادة وعدم اليأس مهما كانت التحديات، الشعب هو السيد على عقله وأرضه وموارده الطبيعية وهذا ما يجب أن يتحقق بنضال جميع الليبيين، فلنعزز الاستقلالية والهوية الوطنية والحضارية الجامعة لشعبنا ونخطو خطواتنا جميعا ليبيون فريدون من نوعنا ولا يمكننا أن نكون شعبا آخر غير الشعب الليبي العريق الذي نفخر به وبهويته الوطنية والحضارية الجامعة ومنظومته القيمية وضميره الحي وعقله الجمعي ونماذجه الذهنية وتاريخه وكافة أعراقه ومكوناتها المنبثقة عنها وموروثه وتراثه الأصيل، ونعتز بالإسلام وشعوب وأوطان الأمة المسلمة ولسانها العربي المبين وحضارتها المضيئة للإنسانية جمعاء ذوي العقل والدين النابذين للتطرف والهيمنة الأجنبية على أوطانهم في كل مكان وزمان، يحيا الشعب الليبي المتزن ووطنه الليبي المستقل، لا للتطرف في ليبيا ولا للهيمنة الأجنبية على ليبيا، معا نحو الاتزانية الوطنية ضد التطرف والهيمنة الأجنبية، هذه هي القضية الليبية قضية جميع الليبيين.
الخميس الموافق 13 أكتوبر 2022