أخبار

الصراع الليبي في كتاب

الطيوب

(الصراع الليبي - التفكيك البنيوي للسلطة وآفاق التسوية 2011-2021)، للكاتبين خالد خميس السحاتي، وحسين يوسف القطوني
(الصراع الليبي – التفكيك البنيوي للسلطة وآفاق التسوية 2011-2021)، للكاتبين خالد خميس السحاتي، وحسين يوسف القطوني

تحت عنوان (الصراع الليبي – التفكيك البنيوي للسلطة وآفاق التسوية 2011-2021)، صدر للكاتبين خالد خميس السحاتي، وحسين يوسف القطوني، كتاب يتناول الصراع الذي تعيشه ليبيا، الكتاب صدر ضمن منشورات مكتبة الكون، طرابلس – القاهرة، للعام 2022م.

وقد قال المؤلفان في مقدمة كتابهما:

تُواجِهُ الدَّولةُ الوطنيَّةُ في ليبيا الجديدة بعد أكثر من عشر سنواتٍ على سُقُوط نظام العقيد القذافي تحدِّياتٍ خطيرةٍ، تتعلقُ بسلامة ذلك الكيان السياسي ذاته، وأمنه القَومي؛ حيث أن هشاشة السُّلطات الانتقالية بعد الثورة وضعف المُؤسَّسات الأمْنيَّة، وانتشار التشكيلات المحلٍّيَّة المُسلَّحة (ذات التَّوجُّهات المُختلفة)، والتأخُّر الواضح في صياغة دُستُورٍ توافُقيٍّ دائمٍ للبلاد، ثم التنازُع لاحقاً على الشَّرْعيَّة السِّياسيَّة والثَّروة النَّفْطيَّة ودُخُول التَّنظيمات الإرهابيَّة المُتطرِّفة على خط ذاك الصِّراع المُعقَّد، ظلَّتْ عَلَى الأرجح أبرز عوامل التَّهْديد للكيان الليبيِّ في العقد الماضي، على النَّحْو الذي دفع مجلس الأمن الدولي إلى اعتبار الحالة في ليبيا تُشكِّلُ تهْديداً للسِّلم والأمن الدَّوليين في قراره (2213/ لسنة2015)، وأنَّهُ ما يزال يتصرَّفُ بمُوجب الفصل السَّابع من الميثاق، مع تأكيده على تمديد ولاية البعثة الأمميَّة للدَّعم في ليبيا ثلاثة أشهر أخرى، حتى الحادي والثلاثين من يوليو 2022م. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه ليبيا أزمة سياسية حادة بعد عودة التنافس بين حكومتين؛ الأولى حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة والتي تمت تزكيتها بعد مسار طويل من المفاوضات دعمتها الأمم المتحدة في جنيف السويسرية، أما الثانية فهي برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، والذي منحهُ البرلمان الثقة في خُطْوةٍ رفضها الدبيبة.

ولذلك، تعد الأزمة الليبية من الأزمات ذات الطبيعة المُمتدة، وأكثرها تعقيداً نتيجة المراحل التي مرَّت بها عقب سُقُوط نظام العقيد القذافي في 2011، وإخفاق الحلول السياسية التي تلت ذلك، وانتشار السلاح في البلاد، وفشل اتفاق الصخيرات الموقع عام 2015م، ويرجع فشل الحل السياسي إلى سببين أساسين، أولهما: فوضى وانتشار المليشيات المسلحة في الغرب الليبي، والسبب الآخر : التدخل الخارجي الدولي والإقليمي بهدف فرض الهيمنة علي المواقع الاستراتيجية من جانب، والاستحواذ علي الثروات النفطية من جانب آخر.

ولعلَّ التَّشْخيص الأكثر تفسيراً للحالة الليبيَّة بعد الثورة بكُلِّ ما حوتْهُ منْ تجلِّيات عدم استقرارٍ وتعثُّرٍ لبناء النِّظام السِّياسيِّ والدَّوْلة، يكْمُنُ في مُعْضلة “انتشار القُوَّة”، أيْ تفتُّتُها بالمعنى السَّلْبيِّ لا الإيجابي، وانتقالها من الدَّولة إلى فواعل مُتعدِّدة سياسيَّة ودينيَّة ومناطقيَّة وقبليَّة لمْ تجد في الأُطُر المُؤسَّسيَّة للسُّلطة الانتقاليَّة ما يُحقِّقُ مصالحها، وبالتالي، عملت على حيازة القوة عبر امتلاك ظهير ميليشياتي مسلح تحوَّل إلى فاعل رئيس في التفاعلات الليبية(3).

ولذلك استمر الصراع الداخلي بين القوى المدنية وخُصُومها، بالإضافة إلى تعقيدات الخريطة القبليَّة، بحيث غابت الدولة الليبية الواحدة، وتعرضت لخطر “التَّفكُّك”(4)، بعد أن دخلت البلدُ في نفقٍ مُظْلمٍ من الصِّراعات المُسلَّحة والنِّزاعات السِّياسيَّة والتَّوتُّرات الاجتماعيَّة والخلافات الجهويَّة، وبدا أنْ حُلُم الدَّولة المدنيَّة بعيد المنال، بلْ أصبح الحفاظُ على كيان الوطن ذاته ووحدته مُعرَّضاً لأخطار حقيقيَّةٍ وداهمةٍ(5).

ضمن هذا السياق، يأتي هذا الكتاب، الذي يتضمَّنُ مجمُوعة “مُساهمات” حول الأزمة الليبيَّة المُعقَّدة، نشرت في عدد من الدوريات العلمية والمواقع الإلكترونية وغيرها..، ورأينا أن جمعها في كتاب قد يكون مفيدا للقارئ الكريم، للاطلاع على تلك المساهمات، التي تحلل وتشخص ملامح المشهد الليبي الراهن، خلال الفترة الزمنية المُمتدة من عام 2011م، إلى عام: 2021م.

نسأل الله العظيم أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، ونسأله التوفيق والسداد، والهداية والرشاد.

مقالات ذات علاقة

بنغازي القديمة في محاضرة للدكتور خالد الهدار

المشرف العام

محمد حقيق ببيت نويجي

المشرف العام

ناجي الحربي يبحث في علاقة الليبيين بالإغريقيين والفينيقيين

المشرف العام

اترك تعليق