نعمان رباع
مسرحية الدرس الاردنية تنتمي الى فرقة طقوس التي تتحدث الانثولوجيا والميثولوجيا.. وهي عبثية في عرضها تتحدث عن ـستاذ بعد ان يعلم تلاميذه يقتلهم وانا أكرر نظرية غرامشي التي وصف شريحة المثقفين والفنانين والمعلمين والأكاديميين واضيف اليهم الأدباء والعسكر والعيون الساهرة حتى لو كره ذلك التمركس الجامد عقائديا فؤاد النمري فأنا انتمي الى مدرسة الشهيد ناهض حتر التي جمعت بين فكر غالب هلسا وفكر الشهيد وصفي التل فالأستاذ هنا يعلم تلميذته بديهيات الحساب وهو شخصية مضطربة يبحث عن معنى الحياة وقد يكون شخصية مركبة ارادت تعليم التلميذة وبنفس الوقت هو عبد للتعليم الجامد وعدو للحريات الأكاديمية وقد يكون من النخب المثقفة المريضة التي أشار اليها الشهيد ناهض حتر والمرحوم غالب هلسا التي انتشرت في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وهم أشباه المثقفين كما وصفهم غالب هلسا وفي الختام يأتي عذاب الضمير الى المعلم بعد قتل تلميذته ويقول للخادمة سأدرس التلميذة الجديدة بعد أربعين عاما كالصراع الذي كان في داخل الجندي اليهودي الروسي ميخائيل الذي هو وضعه اتعس من الاستاذ فهو ينطبق عليه شخصية مركبة خلاقة تحبها حينا وأكرهها حينا ولكنها شخصية تشفق عليها باستسلامها لواقعها في فيلم ليلة مظلمة فقد أنقذ ابنة وطنه نتاش وحملها الى خارج المنزل ونظر النظرة الاخيرة الى حنان الماضي الجميل والمقدس وركب سيارة الجب ليعود الى الاكتئاب المبتسم فهو مقعمز تحت الميزاب ويقول الحال حال الله انها شخصية مستسلمة لأنقل استسلاما عن شخصية مزمل في الفيلم السوداني ستموت في العشرين.